اهم المقالاتمقالات واراء

مصرع رئيسي سيکلف خامنئي ونظام الملالي کثيرا

متابعة مايصدر عن وسائل إعلام النظام الايراني خلال الايام القلائل الماضية بمناسبة مصرع ابراهيم رئيسي، والذي يمکن ملاحظة إهتماما خاصا ملفتا للنظر من خلال حجمه ونوعيته، يدل وبکل وضوح على إن هذا الحدث قد أثر وبشکل کبير جدا على النظام بحيث يبدو واضحا وکأن النظام قد أصيب في الصميم.

ابراهيم رئيسي لم يکن مجرد وجه عابر بالنسبة لنظام الملالي، بل کان نموذجا للذي قضى حياته من أجل وفي سبيل هذا النظام فهو إضافة لکونه جزار وسفاح هذا النظام ولم يتوانى من القيام بأية جريمة من أجله، فإنه کان أيضا مطيعا للنظام ولاسيما لکل من خميني وخامنئي، وبذلك کان نموذجا فريدا من نوعه ولذلك فإنه کان محط إهتمام وثقة النظام وحتى إن خامنئي عندما وجد بأن الانتفاضات الشعبية ضده وضد نظامه تتزايد وتهدده بالويل والثبور فإنه لم يجد أفضل من رئيسي لکي يقوم بتنصيبه کرئيسا للنظام.

منذ أن تم تنصيب رئيسي على رأس النظام وخصوصا بعد کل ذلك الجهد الذي قام به خامنئي بهذا الصدد، فإن إهتمام ودعم خامنئي له إستمر وبصورة ملفتة للنظر حتى يمکننا القول بأنه لم يدعم ويٶيد أي رئيس آخر کما فعل مع رئيسي، إذ أن رئيسي کان يجسد عصارة النظام وماهيته الاجرامية الدموية وکان لايهمه أي شئ سوى تحقيق أهداف وغايات النظام ونيل الرضا والحظوة لدى الولي الفقيه.

خلال عهد رئيسي، تزايدت الممارسات القمعية وتمادى النظام في مواجهة نضال الشعب من أجل الحرية ويکفي أن نشير الى إن المجازر التي قام النظام بإرتکابها خلال إنتفاضة 16 سبتمبر2022، أي خلال عهد رئيسي ذاته، کانت من الدموية بحيث دفعت مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة ولأول مرة أن يطالب بتشکيل لجنة تقصي حقائق في الجرائم التي تم إرتکابها بحق الشعب الايراني أثناء الانتفاضة والتي إعتبرها جرائم ضد الانسانية، وهذا مايذکرنا بالماضي الأسود لرئيسي عندما شارك بإرتکاب مجزرة السجناء السياسيين عام 1988، ويبدو واضحا بأن هذا النظام وتحديدا خامنئي لم يقم بإختيار رئيسي لرئاسة النظام عبثا وإنما لأنه وکما أسلفنا لايتوانى عن إرتکاب أية جريمة من أجل خدمة النظام.

مظاهر الحزن والتأثر غير العادية لخامنئي ونظامه على مصرع رئيسي، تدل وتثبت على إن النظام يشعر بخوف بالغ لفقدانه هکذا عنصر دموي سادي ولاسيما خلال هذه الفترة الحرجة والصعبة جدا التي يمر بها النظام والتي يواجه خلالها الکثير من التحديات ولعل أهمها الرفض الشعبي العارم ضده والعزم على إسقاطه، ومهما فعل النظام فليس هناك مايمکن أن يدل على إنه سيتمکن من تجاوز مصرع رئيسي والتخلص من آثاره وتبعاته بسهولة بل إنه سيکلف خامنئي والنظام کثيرا جدا قد يصل الى حد دفعهم للسقوط!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى