مقالات واراء

أمراض الوعي

بقلم : نور يوسف

“كما ان هناك الامراض النفسية و العقلية و إضطرابات الدماغ
فهناك الوعي وأضطراباته وامراضه”

ولكن اولا لابد من الوصول لمفهوم عن ماهو هذا الوعي حتي استطيع معرفة ما يصيبه من امراض او اختلالات
ومن هنا لا نجد تعريف محدد لمفهوم الوعي كغيره من المفاهيم التي تدرس كالتفكير والادراك والنفس والعاطفة وغيرها من المفاهيم المتعددة لتحديد ما هية الانسان وميزته عن غيره ومن هذه المفاهيم الفارقة هي الوعي
فاذا نظرنا الي الوعي بايجاز بعيدا عن تفاصيل ونظريات علمية لم ولن يتم حسمها كغيرها فهذه النظريات دوما في طور من التغير والتطور والدوران والبلورة اينما تغير الزمان او المكان .

سنجد ان وعي الانسان هو كل ما يحياه يفكر فيه ولا يفكر فيه , ما يعتقده ومالا يعتقد فيه ,هو التجربة الشخصية لكل انسان في هذا الكون .

فاذا نظرنا الي الوعي كجهاز كمبيوتر فسيكون مسار فكر الانسان وعملية التفكير في الدماغ كأجزاء الهارد وير “اجزاء صلبة” ولكل منها وظيفته يعملون معا بتكامل وترتيب وهناك المسار النفسي لهذا الانسان هو السوفت وير لهذا الجهاز “الوعي” واضافة الي هذان المساران هناك مسار ثالث وهو عامل الزمن و ما له من نتائج وآثار نتيجة المسارين الاوليين “ الفكري والنفسي” حتي يتم تكوين رؤية عقلية .

ويوجد ايضا مسار رابع هو الزمن الثاني و الاكبر والذي يضم المسارات الثلاثة الاولي واللازم لتحول الرؤية العقلية (المظاهر الغير مرئية للمسارات التلاته) الي مظاهر مرئية وآثار متملثة في حياة هذا الشخص كسلوك وتصرفات بديهية تساهم في تسيير حياته في اغلبها ومن هنا نستنتج ان الاعتداء علي خصوصيتك بفيروس الوعي , إما أن يضرب لك جزء من الهارد وير من وعيك المتمثل في مسار التفكير في الدماغ متلفا مناطق في الدماغ تمثل الجزء الصلب كالذاكرة او كارت الشاشة او كارت الصوت او يضرب لك السوفت وير المتمثل في برنامج الويندوز كالتفكير التحليلي او النقدي او الخيال ومحاولات التبصر
وهدف المستخفون بالوعي ابقاء الوضع كما هو عليه من خلل لابتزازك لاطول فترة ممكنه ويكون الطموح لدي المستخفون لوعي الافراد او الجماهير ان تطول فترة الخضوع لما صنعه من فيروس علي هيئة فكرة او شعور ويكون الابتزاز العاطفي او التجهيل والتضليل الفكري هما عمودان رئيسيان لاي عملية استخفاف او استغلال لهذا الوعي سواء علي مستوي الفرد او الجموع مع الاختلاف في طريقة التنفيذ علي كل منهما .

فالمدخل “الفكرة” كالفيروس يدخل ليدمر او يشوه عمليات التفكير ويصبح البناء الفكري هنا هش وممسوخ بضرب بديهيات عملية التفكير في الدماغ كتعقيم التساؤل والايمان بالفرضيات ورفض القوانين تحت مبررات نظريات يقتنع بها من لم تعد لديه بديهيات ملكة التفكير كما هي سليمة في اساسها وكذلك ضرب بديهيات عملية التفكير النقدي وهذا يظهر حين يكون الظن محل البرهان والدليل فتراه يدافع عن ظنه وكأنه حق مبين ويحارب الحق وكأنه شيطانه الرجيم فتنعكس الروية وتنقلب الآيات اما عينه فيصبح وكأن امام عينيه غشاوة لا يري ما يراه اي عقل علي سجيته كإنسان .

حينما يتم ادخال الافكار الفيروسية وتتغلغل داخل عملية التفكير في الدماغ يصبح مضطرب مما يدفع صاحبه للهروب من مواجهة اي شئ يحفز ملكة الدماغ للتساؤل ويجري ليتجرع التلقين بما يثبت له صحة ظنه
ويقع الدماغ في كم كبير من المغالطات المعرفية فتراه وقد اعتاد علي رؤية الامور علي خلفية ما تلقاه فقط ويميل لتأكيد تحيزاته مثلا وكثيرا من الانحرافات المعرفية التي سيكون لنا فيها عرض في المقالات التالية حينها يضعف الجهاز المناعي للعقل .

وتكون الفرصة متاحة للبكتيريا النفسية ان تنمو تحت تأثير فيروس الفكرة
“فكرة” علي هيئة إشاعة تبث الشك او الخوف
فالاشاعة تصنع بلبلة في الدماغ حين يكون الجهاز المناعي للعقل ضعيف اما كما ذكرنا بالتلقين او التعقيم لملكة التساؤل
فتنمو بكتيريا انتهازية والمتمثلة في مشاعر مستهدفة كطاقة سلبية تزيد من اضطراب الدماغ وتجعله في حالة اشبه للسكر من غياب وضباب عقلي يزيد من الخوف او الشك او جمود وشلل بسبب الحيرة.

فالفكرة ربما كانت فيروس يستهدف احداث خلل واضطراب فكري
والمشاعر السلبية المستهدفة لاي من غزاة العقل كالبكتيريا الانتهازية
تنمو متي ضعف جهازك المناعي العقلي .

فرب شائعات واكاذيب كانت سبب في دمار شعوب وسفك دماء ومن هنا يأتي مصطلح حروب الجيل الرابع والخامس
فالجيل الاول عدوك في الميدان فارس لفارس
والثاني حرب بالعصابات
والثالث حرب استباقية كغزوالعراق
والرابع تحولت الي حرب عصابات متطورة بالاستعانة بكل الوسائل الحديثة و منظمات المجتمع المدني
والتي سرعان مع الوقت تحولت الي حرب جيل خامس عدوك غير مرأي وما يدفع بهم لمهاجمتك جموع من الدمي “زومبي” مليشيات ذات وعي تم تزيف رؤيته العقلية تحت الابتزاز العاطفي والتضليل والتجهيل الفكري لفترات طويلة حتى تحولت الرؤية العقلية الي معتقد راسخ ووعي زائف يتحكم في كل بديهيات صاحبه
والتلاعب بعقل الجماهير وافراد من المواطنين انفسهم ضد جيشهم في بلدانهم المستهدفة
ثم حروب الجيل السادس حيث تدار عن بعد بتأليب المجتمع ضد نظامه من خلال استخدام الأسلحة الذكية بالتجنيد الكامل لشبكات الإنترنت بهدف تهديم أركان الدولة وإفشالها.

ومازال علم الحروب في تطور و ظهور اجيال والتي يتوقع ان تستخدم فيها اسلحة النانوتكنولوجي للتحكم في عقول الجنود او المليشيات غيما يعرف ب “MIND CONTROL WAR ” عن بعد وكذلك حروب سيستخدم فيها تقنيات الفضاء و الكشف كمكوك فضائي بدون طيار و ظهور مسمي الاقمار الصناعية الهجومية و الدفاع الصاروخي و محطات الرادار.

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى