أخبار مصرأهم الاخباراسليدرالأدب و الأدباءمقالات واراء

الاعلامي المضلل 1 _ جيهان حكيم

تقييم المستخدمون: 4.5 ( 2 أصوات)



بعد ان اختل التوازن الاعلامي يحق لى أن أصطف مع الناس الذين يتطلعون إلى إعلام حر العقل والهدف والغاية لايكون مقيداً بجملة من المحظورات خاضعاً للافتات والمسميات سواء كان مقروءاً اومسموعاً اومرئىاً

وهذا أمر نلمسه في مخاطر احتكار الرأسمالية للإعلام وهيمنة ثقافة وفكر الطبقات المسيطرة التي تستخدم الإعلامي كأداة لفرض رؤيتها وتصوراتها وفلسفتها باعتبارها المنتج علي الدوام

لذا أود الوقوف قليلاً عند وصف الاعلامي 
وهى موضة ذاع صيتها ، واصبح لقباً يشيع استخدامه مع الزيادة المطردة لعدد القنوات الفضائية
دون ان ندرك من هو الاعلامي في مستواه المفهوم  وفي قيمته التي لابد ان ترتقى إلى بصمة إنسانية وفكر ورؤية لها عمق الأثر على تكوين عقول ورؤى مستدامة

ذلك إن الإعلامي .. يمثل سلطة جماهيرية عريضة توجبه البعد عن منطق الاملاءات الموجهة التي 
تطرح نفسها لنيل مطلب ولإرضاء أطراف أو لممارسة عنف او التعصب لفكر، وليس خافياً إن ظاهرة الإعلامي المضلل الذى يشخص الموقف من وجهة نظر أحادية ، أصبحت تسيد الخطاب الإعلامي على حساب الصالح العام دون أدراك وفهم العواقب 

وعندما نتحدث عن الاعلام الجماهيري الحقيقي لابد ان ندرك حقيقة هامة وهي
انه ليس مقبولاً من الإعلامي أن يفتح باب التحليل والتفسير للأحداث حسب معاييره
ومبادئه
دون أن يكون اهلاً للتخصص

ايضاً ليس من حقه ابداء الرأي الخاص بفكره ولا معارضة من يختلف معه قط 
وعلي الاعلامي
الحق إلا يخضع للضغوط المهنية والإدارية المغلوطة داخل المؤسسات الإعلامية التي تسعى لتحجيم دوره وجعله مجرد بوق

حيث ان الإعلامي ملزم بتقديم قضايا المجتمع والدفاع عن الحريات العامة والحقوق وطرح الفساد فى كل 
اشكاله وصوره من خلال حقائق واضحة مدعمة بالدلائل والبراهين والوثائق لحسم أي نقاش أجوف
وقد يجوز له احيانا ممارسة النقد البناء استناداً لدراسة مادة ( الدراما ) ولكن دون تطرف
الاعلامي
من حقه ادارة الحوار وابراز السلبيات بشفافية لتعديلها وإبراز الايجابيات بقوة لدحض نظرية الهدم
هذا لواردنا تعريفاً دقيقاً للإعلامي الموضوعي 

وفى تصاعد حقيقة تراجع الخطاب الإعلامي عن دوره تبقى مساحات طويلة من تفاهة البرامج وهامشية ما تطرحه من موضوعات بلا جوهر وبلا روح
بل اصبح
عنوان يتجدد لمن لا يفهم المقاصد التنويرية للرسالة الإعلامية حق الفهم، وللمتأثرين بتوجيهات مصالح القوى ايا كان نوعها
كما ان ترويج ظاهرة أن كل من يقدم برنامج اصبح اعلامي
امست ظاهرة مفلسة فغالبية من على الساحة لاعلاقة لهم بالاعلام لا من قريب ولا من بعيد

ولابد ان
ندرك إن العبور من بوابة كلية الإعلام لها مردوداتها العلمية الضرورية في وضع قواعد وأسس صلبة متينة تُشيد عليها الصحة الإعلامية كما تعلمنا الدقة من مادة (اللغة الاعلامية ) رغم صعوبتها
غيرانه لابد من طرح الحوار بشكل شامل وهكذا تعلمنا من جميع المواد المخصصة
كما إنه من المعلوم إن مادة (التشريعات الإعلامية) التي درسنا أصولها من أكثر المواد أهمية 
كونها تضع نسقاً متكاملاً من القيم والمعايير والقوانين التي تنص على مواثيق الشرف الإعلامي وعلى رأسها الضمير المهني للإعلامي الغائب حالياً للأسف
اذاً ..
لا غرابة في ان
دخلاء الاعلام يجهلون أن تلك المادة تتضمن قوانين وعقوبات وضوابط تقف سداً منيعاً ضد من يمارس الأنفصام الأخلاقى وتجعله يحسب ألف حساب قبل أن ينطق لسانه
وبالتالي لا تسأل اين هي من التطبيق !!

علماً إن التمرد على القيود وحرية الرأى والتعبير لا يتعارضا مع معايير وثوابت المنهج الإعلامى المتناسق السليم كما نوضح أن النقد جائز ومشروع مادام دون تجاوز مادي أو معنوي او تطاول

وهنا علينا ان نعي انه على الرغم من ان طبيعة الجمهور المتلقي تزخر بتباين ثقافي واقتصادي واجتماعي
لكن من المؤسف للغاية  ان دخلاء المجال الاعلامي يتعاملون معهم باعتبارهم مستهلكين 
وليسوا مشاركين استناداً إلى الاسلوب الأحادي والرأسي الاتجاه
وهذا ما يجعل
من رسالة الإعلام التثقفية فضاء جغرافي لا يؤدى بالضرورة إلى مشاركة جوهرها
حيث ان مردوده سلبي ومعطياته خاوية وبالتالي فأن السطحية اصبحت قاعدة دخلاء المجال  

 

الكاتبة جيهان حكيم

كاتبة حرة وأدبية حصلت على العديد من الجوائز في القصة القصيرة ، خريجة إعلام القاهرة , نائب رئيس مجلس إدارة مجلة المجتمع سابقا ، نائب رئيس تحرير جريدة الأمة ، رئيس القسم الثقافي بصوت مصر الحرة ،كاتبة مقال الرأى بجرائد عدة منها جريدة العالم الحر _ صوت الوفد _جريدة الوتر _ نبض الشارع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى