مقالات واراء

الحرب الفكرية الثقافية

كتبت/هند الفقي
رأت الولايات المتحدة وأعوانها من دول أوروبا مثل فرنسا وبريطانيا أن دور الحرب بالأسلحة قد تعطل وأصبح مدان ويندرج تحت مسمى الإرهاب ولابد أن تناله طائلة القانون فعملت جاهدة مجتهدة جادة على اختيار بديل آخر قد يصيب أكثر ويعطل البلدان المعادية لهم أسرع ويعمل على الفتك بتلك البلدان وأهلها ويسهل عليها استخدام ذلك البديل فقد قامت بإطلاق ضربات الحرب الفكرية والثقافية الذي نشرته عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ووسائل التكنولوجيا المتطورة والمختلفة وقد ساعدها في ذلك الكثير من الإعلاميين والفنانين والمشاهير والكثير الكثير ممن يدعون الثقافة ويطلقون على أنفسهم مسمى (مثقفون) بينما هم (مصفقون) يصفقون بعلم وبدون علم ولمن لأعداء أوطانهم قد كان من بين هؤلاء من يعلم بحقيقة الأمر ويقبض ثمن ما يقوم بفعله وكان هناك آخرون منساقون دون فهم لكنهم يحصلون على مقابل مادي ليجعل منهم عبده عاجزين عن التفكير في هذه الأثمان المدفوعة المرتفعة التي تدفع لحضور الندوات والأمسيات والمشاركات ولا نتجاوز حين نقول أن المخابرات الأمريكية تعمل على مدى أكثر من عشرون عام في تدريب جبهة ثقافية إعلامية تتبع لها للعمل في حربها الفكرية التي دبرت وخططت لخوضها بدعوى ((حرية التعبير)) وحرية (الفكر والنشر) لذا جمعت كل عناصرها وجعلت مؤيديها وتابعييها من هؤلاء المثقفين ذراع ودرع واقيا لها وانطلقت بمنظمة (منظمة الحرية الثقافية ) التي شنت حربها ضد اليساريين والوطنين في جميع أنحاء العالم وكانت تلك المنظمة أيديولوجية الثقافة الأمريكية في الحرب ضد أعدائها وحمايتها وسلاحها الذي تقطع به رقاب معاديها وانتشرت منظمة الحرية الثقافية في الدول العربية وغيرها من الدول وجعلت لها 35 مكتب في تلك الدول منها لبنان وسوريا ومصر والسعودية والأردن والمغرب وليبيا وهذه هي الدول التي بدأت بها المظاهرات والوقفات الاحتجاجية بدعوى الحرية والعدالة والتعايش والسلمية والحقوق والمواطنة وغيرها من شعارات كاذبة ومطالبات الحرية الغير متناهية التي يحتجب نورها في دولة أمريكية التي قانونها سيفا على أعناق كل من حاول المساس بقول أو فعل يغاير أنظمة الدولة إن كانت على خطأ مثلما كان في شارع وول ستريت بأمريكا وقد قامت منظمة الحرية الثقافية بإنشاء مكاتب فرعية لمؤسسات “روكفلر”و”كارنيجي” و”فرانكلين” للطباعة والنشر ونادي القلم ومجلة المختار وغيرها من مشروعات يعمل بها العشرات من العاملين ليقومون بعمل جاد وشاق لنشر دعواهم وأفكارهم ودسائسهم لتقوم على إصدار 20 مجلة ذات نفوذ وأيدي واذرع لنشر أفكارها ثم قامت بعقد مؤتمرات وندوات دولية وتنظيم زيارات ومعارض فنون تشكيلية وحفلات موسيقية وبرامج إعلامية وأفلام يحضرها المثقفون والشخصيات البارزة ومن بينهم من يسعون لإبراز الضوء عليهم ومحبي الذكر بالمغيب ومحبي الشهرة والفخر الدعائي كما عملت على إعطاء منح دراسية في جامعات ومؤسسات دولية للحصول على درجات زمالة علمية وأدبية وعملت على مكافئة الفنانين والموسيقيين بالعديد من الجوائز وتعمل على رعاية معارضهم وحفلاتهم معتمدة عليهم لنشر دعواها وأفكارها للتأثير في رجال الدولة والسياسيين والخبراء الاستراتجيين والسياسة وأقسم لكم وأتحمل أمام الله تعالى قسمي هذا أن تلك الدعوات أكاذيب تتخفى ورائها لتتمكن منا وتعلن الحرب علينا نحن الدول العربية ومصر خاصة لأنها لم تستطيع المخابرات الأمريكية(CNA)النيل من مصر عام 1973 بمعونة حلفائها فرنسا وبريطانيا فذهبت للفكر والثقافة ولتجعل عقول الشباب مسممة بأفكار ودعوات تحت شعار الحرية والعدالة وهي ذاتها لا تعمل بها فلماذا لم يسأل هؤلاء المصفقون أمريكا عما فعلته بالمواطنين الأمريكيين في وول ستريت وعما كان منها بعد انفجار سبتمبر وعن معتقلين سجونها أمثال عمر عبد الرحمن والصحفي منتظر الزيدي الذي ضرب بوش بالحذاء

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى