اهم المقالاتمقالات واراء

إعتراف بعزلة النظام الايراني

في أجواء متوترة وأوضاع بالغة السلبية، يجري النظام الايراني الاستعدادات من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية لمن سيخلف ابراهيم رئيسي الذي لقي مصرعه في حادثة المروحية في 19 مايو الماضي، وعلى الرغم من إن النظام يسعى للإيحاء بأنه سيتمکن من ملأ الفراغ الکبير الذي خلفه رئيسي وراءه، لکن وبحسب إعترفات صادرة من داخل النظام وکذلك طبقا لأقوال مراقبين سياسيين مختصين بالشأن الايراني، فإن ذلك أمر مستبعد ولاسيما وإن هناك صراع وإختلاف بين أقطاب النظام بهذا الصدد.

والملفت للنظر إنه وبينما تم إعلان 6 مرشحين للإنتخابات المزمع إجراءها لاحقا من أجل إختيار خلف لرئيسي، فإن التوترات الداخلية تتزايد وبهذا الصدد فإن مخابرات النظام والسلطة القضائية تحذر المرشحين ووسائل الإعلام من النزاع حول الانتخابات، يعتبر العديد من عناصر النظام أن هذه التوترات تتجاوز مسألة الانتخابات. إذ أنهم يرون توترات النظام بعد مصرع رئيسي وانهيار سياسة تحكيم النظام كأزمة حقيقية للنظام.

وبطبيعة الحال فإن اشتداد الصراع في قمة النظام هو أحد النتائج المباشرة لموت إبراهيم رئيسي. يتزايد الصراع بين مختلف فصائل النظام، وخاصة الفصيل المهيمن، أي الفصائل التابعة لخامنئي، مما يعمق الأزمة الداخلية للنظام.

ولأن النظام ولاسيما بعد أن واجه إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي أکدت على قوة وإتساع دائرة الرفض الشعبي العارم للنظام والرغبة بإسقاطه، فإن النظام يعلم جيدا بمدى عزلته ويسعى جاهدا لرأب الصدع الکبير في جداره الضعيف جدا، وبهذا الصدد، وي يوم الأربعاء 5 يونيو، قال محمد حسين ساعي عضو “مجلس الثورة الثقافية” وأحد أعضاء الفصيل المهيمن، في مقابلة مع تلفزيون النظام: “لن يتم ملء غيابه [رئيسي] بهذه السهولة. بعبارة أخرى، ليس لدينا حقا شخصية كان بإمكانها خلق توازن سياسي في البلاد بقدر ما هو فعل”. وأشار إلى “اللحظة التاريخية الحرجة والمهمة” و “المقطع الخطير الذي يعرفه الجميع” ، وقال بقلق ، ملتمسا من اولئك الذين سيتم استبعادهم، “إذا تجاوزنا هذه المرحلة بشكل صحيح، فإن مصالح أولئك الذين يشتكون ستلبى بالتأكيد بشكل أفضل من جو نتعامل فيه مع انخفاض رأس المال الاجتماعي، وهو في الواقع نوع من المواقف غير النقدية بل الهدامة، مما يخلق جوا نخسر فيه جميعا معا، ويفهم أننا جميعا في قارب واحد مشترك”.

حديث هذا المسٶول في النظام آنف الذکر والذي يعترف فيه بجملة أمور مهمة ومنها عدم وجود بديل للنظام يمکن أن يملأ مکان رئيسي وأن يحافظ على توازن النظام، ويعترف أيضا بصورة ضمنية ولکنها واضحة بصعوبة وخطورة المرحلة الحالية التي يمر بها النظام وإزدياد عزلة النظام الذي وصفه ب”إنخفاض رأس المال الاجتماعي” وحترافه بأنه إذا ماإندلعت إنتفاضة فإن جميع فصائل النظام يعتبرون خاسرين لأنهم جميعا شارکوا في إلحاق الظلم والاضرار بالشعب ومن إنهم جميعا في السفينة نفسها!

الملفت للنظر هنا، إنه ومع کل ماقد أسلفنا ذکره، فمن المهم جد التنويه بأنه وفي ظل کل هذه الاحداث والتطورات السلبية بالنسبة للنظام، فإنه ومع إقامة التجمع السنوي القادم للمقاومة الايرانية في برلين في ال29 من يونيو والذي سيسلط الاضواء أکثر على الاوضاع المزرية ومآلاتها وسيکون عامل معنوي مهم وفعال في تحفيز الشعب الايراني على المطالبة بحقوقه وإصراره على النضال حتى تغيير النظام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى