اهم المقالاتمقالات واراء

مفرقعات وأسلحة كهنة الظلام في إيران: جحيماً على العرب وبرداً وسلاماً على إسرائيل

كالعادة يعبث بنا الإعلام الموجه من قبل أعدائنا ومن يسعون إلى افتعال وصناعة الأحداث وتسويق الوهم على مجتمعاتنا كحقائق، وكذلك أصحاب الرؤى السطحية اللاهثين وراء صناعة عناوين وتقارير مثيرة من أجل المال والشهرة، تستهدف من يمكن احتواءهم وإثارتهم والسير بهم في اتجاه بعينه؛ ويصطدم كل ذلك بالحقيقة والأقلام المدافعة عنها لكونها الحقيقة وحسب.. الحقيقة التي لا تحتاج إلى إثارة وترويج وإنفاق حتى تسري، ويكفي أن يتحدث بها أحدهم ويكتب عنها الآخر ويقرأ عنها أمثالهم حتى تستمر وتنتقل عبر الأجيال.

وكالعادة أيضاً، نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً منذ سنين طوال بشأن بالونات شعارات المقاومة الفضفاضة ومجابهة العدو الصهيوني والسعي للقضاء عليه، وها قد كشف سوءاتهم ولم يمسونه بسوء حتى في فقاعتهم الاستعراضية الأخيرة بعد أن تمكن منهم الخزي والعار لما لحق بهم في سوريا وكان آخره إزالة قنصليتهم في دمشق من الوجود في عملٍ يكاد يكون الواشي عنهم جالساً معهم في اجتماعاتهم ما مكن من محوهم وقنصليتهم ومن فيها.. وهذه كارثة أمنية تتكرر في سوريا دائماً، وقد سبق أن تكررت مع عماد مغنية القيادي في حزب الله ورجل الملالي الأول في حينها؛ نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً.. لا بل باتت الجعجعة نهج خزي وعار يخجل منها إبليس القبيح ولا يكترث له كهنة ولاية الفقيه، لكنها أي الجعجعة نهج قائم عندما يكون الصراع استعراضاً مسرحياً كذلك الذي يدور بين بيت الكهنة في طهران ونظرائهم المُحتلين في فلسطين المحتلة وواشنطن.

صدعوا رؤوسنا بثورية اقتبسوها ولم يؤمنوا بها أو يفقهوا منها شيئاً، ولو علموا ما للثورية من مدارس وفكر حر، وقيم وكرامة وكبرياء ومروءة، وما عليها من واجبات وضرائب ما تقمصوها ولا اقتربوا منها، وموضوعنا هو موضوع مفرقعات كهنة إيران التي تُطلق هنا وهناك مع الفارق لا علاقة لها بالكرامة ولا بالثورية ولا بالإسلام دين القيم؛ مع الفارق فارق جديتها هنا وعبثيتها هناك.. فعاليتها وقوتها التدميرية هنا وانضباطها ووداعتها هناك، جديتها ودقتها وقوتها الإبادية عندما الأمر على سبيل المثال بالعراق تجد مفرقعاتها دقيقة مدمرة مصيبة لأهدافها قاتلة للأطفال والنساء والأبرياء كما حال الصهاينة مع أهالي غزة، أما إن تعلقت مفرقعات ملالي الظلام بالقواعد الأمريكية والصهاينة فالأمر مختلفٌ تماماً حيث تكون مفرقعاتها مؤدبة لا تنطلق بدون إذن أو سابق إنذار على الأقل قبل الإطلاق بأربع وعشرون ساعة إلى 72 ساعة، وتجدها وديعة خجولة تستحي الدخول على أهدافها لكنها تتعمد أن تمر بالأحياء السكنية العربية تتراقص مستعرضة فوقها تاركة الصحاري وأقصر الطرق للوصول إلى أهدافها ذلك لأن هدفها ما أعلنته وإنما هدفها إيصال رسالة وتحقيق هدف؛ رسالة بالغة الحدة شديدة اللهجة للعرب، والهدف هو نفض غبار الموت عن الصهاينة والعار عن الإدارة الأمريكية والغرب الذين سرعان ما تناسوا جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني وتواطؤهم مع نظام كهنة طهران في احتلال الدول العربية والتنكيل بسيادتها، واليوم نرى أمريكا والغرب يتباكون على الكيان الصهيوني صنيعتهم ويريدون معاقبة النظام الكهنوتي الحاكم في إيران علما بأن الإتحاد الأوروبي هو من رفض وضع ميليشيا حرس الكهنة على قائمة الإرهاب، وكذلك برأ الامريكان والأوروبيين الملالي ” كهنة ولاية الفقيه” من تورطهم في واقعة 7 أكتوبر 2023 المُختلقة وتغاضوا عما ارتكبوه من جرائم وانتهاكات بحق الأطفال والنساء والمسنين في إيران اثبتت صحتها منظمة العفو الدولية ولجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، وتستمر هذه المناورات لإبقاء حالة التأزم والاضطراب قائمة في الشرق الأوسط كوسيلة للابتزاز وتسويق السلاح.

اليوم وبعد أشهر من الدمار وقتل عشرات الآلاف من الأبرياء في غزة وتشريد وتجويع أكثر من مليوني شخص تحت مرأى ومسمع العالم أجمع وانهيار صورة الكيان الصهيوني والإدارة الأميركية والغرب أمام الرأي العام الأوروبي والأميركي والعالمي تأتي مسرحية الضربات الإيرانية المنسقة بحجة الانتقام لضحايا القنصلية منقذا للكيان الصهيوني وحلفائه وحولت الجُناة بحق الشعب الفلسطيني إلى ضحايا، وحرف الأضواء ومسار الاهتمام عما يجري في غزة من جرائم وانتهاكات ومجاعة بما يسمح بإبادة أهالي غزة ووأد القضية الفلسطينية وإبقاء حال الشرق الأوسط على ما هو عليه.

لا يُلدغ المرء من جحر مرتين أما العرب فمغرمون بالمعاناة في ظل تحالف المعسكر الغربي مع الملالي الذين فُضِحت نواياهم..، وقد كان على العرب أن يدركوا منذ عام ٢٠٠٣ بأن العلاقة الغرامية بين كهنة ولاية الفقيه في إيران والغرب تستحق التضحية بمليون قاسم سليماني ومائة مليون قنصلية وكل الشيعة والمسلمين وكافة دول وشعوب المنطقة.

ختاماً على العرب أن يدركوا بما لا يقبل الشك بأن مفرقعات وأسلحة كهنة الظلام في إيران ما هي إلا جحيما عليهم لكنها بردا وسلاما على إسرائيل وحلفائها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى