أخبارأخبار إيرانسياسة

النساء والفتيات في إيران يناضلن ضد العنف المؤسسي الممنهج والحكومي

النساء والفتيات في إيران يناضلن ضد العنف المؤسسي الممنهج والحكومي

عشية اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات وحملة فعالية الـ 16 يوما نجد أنه من الضروري تسليط الضوء بشأن العنف الحكومي المستمر بلا هوادة مستهدفاً النساء والفتيات في إيران، وستتناول لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في هذه البرهة الزمنية سلسلة من القضايا التي تكافح من أجلها المرأة الإيرانية تحت قبضة المخالب الحديدية لنظام ظالم وقمعي.

عقود عدة لحكم نظام مُعادٍ للمرأة جعلت من النساء الموضوع الرئيسي للقمع الحكومي، ولم يتمكن نظام الملالي من الاستجابة لمطالب الشعب الذي كان قد أطاح بنظام حكم الشاه القمعي من أجل الحصول على الحريات الديمقراطية، ولجأ على الفور إلى قمع النساء وجعلهن حجر الزاوية في سياساته القمعية، وهو الأمر الذي جعل ارتداء الملابس المادية وهي خيار شخصي إلى اعتباره فريضة دينية من خلال فرض الحجاب بالإكراه.

وفي الخطوة التالية قام نظام الملالي بإضفاء الطابع المؤسسي على الفصل العنصري بين الجنسين في الدستور وفرض قوانين جنائية ومدنية صارمة أدت إلى تهميش وإخضاع النساء، فالعنف ضد النساء والفتيات في إيران ليس مجرد قضية اجتماعية بل أصبحت مؤسساتية ممنهجة وتتمتع بدعم الحكومة.

مسموحٌ للمراقبين الحكوميين الذين يفرضون الحجاب الإجباري باستخدام العنف ضد النساء والفتيات في إيران، وعلى هذا الحال فإنه يتم القيام بأبشع وأشر الإجراءات من قبل النظام هي ضد هؤلاء النسوة الشجعان اللواتي تجرأن على تحدي سلطته، ويعود تاريخ هذه الجرائم إلى عقد الثمانينيات من القرن الماضي عندما يتم اعتقال وسجن النساء والفتيات الشابات اللواتي طالبن بحقوقهن الديمقراطية بأشد صور الاعتقال والسجن وحشية.

وصلت وحشية النظام بكل أسف إلى مستوى وحشيٍ مرعب، وتم إعدام الفتيات المراهقات بوحشية دون التعرف على هويتهن، وكان إعدامهن وسيلةً وأداةً لخلق أجواءٍ من الخوفِ والرعب، وسُمح للمحققين باغتصاب السجينات للحصول على اعترافات أو لإجبارهن على التعاون ضد المقاومة الوطنية، وفي بعض الحالات تلقت العوائل علبة من الحلويات كـ “مهر”، وكهدية بشعة قبيحة ومرعبة بعد إعدام بناتها، وذلك باعتقادهم المروج من قبلهم بأنه إذا يتم إعدام الفتيات العذارى فإنهن سيذهبن إلى الجنة.

لكن وحشية وقسوة النظام لم تتوقف عند هذا الحد حيث تعرضت النساء الحوامل للتعذيب وتم إعدامهن، ولم يرحموا حتى بالنساء المسنات والفتيات الصغيرات وهن (أطفال) تتراوح أعمارهن بين 10 و 13 سنة، ولقد كانت حقبة الثمانينيات من القرن الماضي سنوات من الوحشية والرعب الذي لا يمكن تصوره؛ من الأقفاص والمقابر إلى الوحدات السكنية وغيرها من أساليب التعذيب الوحشية المروعة، وتم إعدام آلاف النساء بسبب معارضتهن السياسية للنظام، وفي مجزرة الإبادة الجماعية سنة 1988 قُتِل عددٌ لا يُحصى من النساء المثقفات، ولم ينج منهن أحداً  في عنابر النساء وفي مختلف السجون.

ولكن في وسط هذا الظلام ومن قلب كل هذه المعاناة والدماء نهض جيل من النساء والفتيات المقاومات في إيران حيث تقود وتوجه وحدات المقاومة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران بشجاعة على الرغم من القمع الذي يمارسه النظام المتواصل بلا هوادة مواجهة المخاط وأسوأ أشكال التعذيب.

فضحت الانتفاضة الوطنية الأخيرة التي اندلعت منذ سبتمبر 2022 وحشية النظام على الملأ العام، وفي حين لم يقم النظام بقصف المظاهرات إلا أنه قام بارتكاب أعمال شنيعة ضد النساء المتظاهرات، وقد قوبلت النساء والفتيات الشابات بوحشية لا يمكن تصورها حيث يتم التعرف عليهن ثم يحاصروهن بمفردهن في الشوارع ويقومون بضربهن بالهراوات بدرجةٍ تُفضي إلى الموت، أو يقومون باختطافهن وبعد اغتصابهن وإخضاعهن تحت التعذيب ينتهي الأمر بقتلهن.

كما استهدف النظام الطالبات بهجمات كيميائية لإخافتهن من التعبير عن معارضتهن للنظام.

إن هذا المستوى من العنف المنهجي الذي ترعاه وتدعمه الحكومة ضد النساء والفتيات في إيران أمراً لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر.

في هذا اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات؛ تُحيي لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ذكرى النساء والفتيات الشجاعات اللائي دفعن ثمناً باهظاً لمواجهتهن وصمودهن أمام وحشية وظلم النظام، وإن مقاومتهن ووقوفهن لشهادة تعزز الأمل بالمستقبل الذي لا يكون فيه عنفا ولا عنصرية ضد النساء والفتيات.

القائمة المحدثة بأسماء النساء والفتيات اللواتي ضحين بحياتهن من أجل الحرية في إيران خلال أحداث الانتفاضة الوطنية سنة 2022 هي أول مقالٍ لنا بمناسبة فعاليات حملة نشاط الـ 16 يوم من أجل مكافحة العنف ضد النساء في عام 2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى