الثقافةالسياحة و الأثار

اللى اختشوا ماتوا )

 بقلم اللواء

محمد فوزى

اليوم نستعرض تحفه معماريه اثريه اسلاميه من العصر العثمانى فى شارع المعز و منه خرج المثل الشعبى ( اللى اختشوا ماتوا )
حمام السلطان الأشرف إينال 861هـ / 1456م هوأحد الكنوز الآثرية التى يزخر بها شارع المعز ويقع بجانب المدرسة الكاملية بالجمالية . وقام بتشيدة السلطان الملك الأشرف سيف الدين أبو النصر إينال بن عبد الله العلائى الظاهرى تأكيدا لعادة الأتراك العثمانين في بناء الحمامات التركية التي تخلد أسماءهم ، و تحقق فلسفتهم في إيجاد وسائل الراحة و الاسترخاء والتي يستفيد معها الروح و الجسد
والسلطان الأشرف إينال هو السلطان الثاني عشر من الجراكسة ، وقد تولى السلطنة عام 857هـ / 1453م و ظل في السلطنة حتى مرض وخلع نفسه في عام 865 هـ / 1460 م لابنه أحمد ثم توفى بعد هذا الخلع بيوم واحدوقد شيد هذا الحمام في عام 861هـ /1456م حسب النص الموجود أعلى الباب الرئيسي اى قبل وفاة السلطان الأشرف إينال بأربع أعوام
وكلمة “إينال ” هى كلمة جركسية ” شركسية” من مقطعين و تعنى “شعاع القمر ” و هو نسبة إلى السلطان الأشرف أبو النصر إينال بن عبد الله العلائي
و شيد هذا الحمام ليؤدى وظيفة أجتماعية حيث كان الذهاب للحمامات الشعبية أهم العادات والتقاليد التى اعتادها المصريون . ويتميز حمام “إينال” إنه من أقدم الحمامات الشعبية العثمانية بحي الجمالية، ويبلغ عمره 700 سنة، ليبقي شاهدا على روعة العمارة الإسلامية وأقدم الطقوس الاجتماعية التى تعود عليها البسطاء من المصريين منذ قديم الزمان وخاصة خلال العهد العثمانى
و يعد هذا الحمام من أهم حمامات القاهرة لما يميزه عن غيره وهو نظام الأضاءة التي تعطى الراحة والهدوء ، فهى عبارة عن قباب سماوية مقسمة إلى أركان و مكسوة بالزجاج الملون الذي يعكس الأضاءة الخارجية، ولكن بشكل صحي ومختلف و يحتوي على أربعة مغاطس و يتغير به المياه مرتين كما انه لهذا الحمام واجهة واحدة مستحدثة في الجهة الجنوبية الشرقية تطل على شارع المعز لدين الله و بها مدخل رئيسي عبارة عن حجر غائر يغطيه عقد مدائني ذو صدر مقرنص من حطتين تتوسطه فتحة باب ذات مصراع خشبي واحد يعلوه عقد مدبب يليه لوحة حجرية بها بحر به كتابة بالخط النسخ البارز . أما من الداخل فهو عبارة عن ممر منكسر حتى لا يستطيع المارة في الشارع مشاهدة من بالداخل ينتهي بفتحة باب ذات مصراع خشبي تفضي إلى قاعة استقبال مربعة ذات سقف من عروق خشبية تتوسطه شخشيخة بها ثماني و عشرون نافذة ، وفي الضلع الشمالي لهذه القاعة فتحة باب تفضي إلى حجرة مربعة لخلع الملابس ( مسلخ ) ذات أرضية من بلاط حديث يغطيها قبو متقاطع و تتوسطها فسقية حجرية دائرية و تحيط بقاعة الاستقبال أربع سدلات أولها بالجهة الجنوبية الشرقية و هي عبارة عن مستطيل يتقدمه حجاب خشبي به بابان يكتنف أولهما شباكان جانبيان ويكتنف ثانيهما ثلاثة شبابيك وثانية هذه السدلات بالجهة الشمالية الغربية تشبه السدلة الأولى تماماً أما السدلتان الجانبيتان بالجهة الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية فهما متشابهتان وكل منهما عبارة عن مستطيل فرشت أرضيته ببلاطات حديثة وغطى بسقف خشبي حديث ، ومغطس هذا الحمام يتوصل إليه من فتحة باب ذات عقد نصف دائري بالركن الشمالي الشرقي من الدورقاعة تفضي إلى ممر منكسر ينتهي بمغطس مربع تغطيه قبة ضحلة بسيطة بها عدة فتحات صغيرة للتهوية
كانت بعض الحمامات القديمة تتيح الفرصة للرجال فقط ، وأتيح البعض للنساء فقط لكن حمام “إينال ” من الحمامات المقسمة إلى ركن للرجال و ركن للنساء.وقد تم ترميم و تجديد هذا الحمام مع الحفاظً على عناصره المعمارية
المميزة وجدرانه الحجرية وارضيته الرخام
ويستعيد أهالي “الجمالية” ذكرياتهم مع حمام “إينال”، لافتين إلى أن حمام “اينال” ليس كأى حمام شعبى، فهو من خرج علي أبوابه المثل الشعبي “اللى اختشوا ماتوا”، تلك المقولة التى جسدت واقعة حريق شهده الحمام، جعل الفتيات يتعرضن للموت نتيجة الحريق بسبب خشيتهم من الخروج بدون ملابسهن عاريات إلى الشارع فى حين اضطرن فتيات إلى الخروج عاريات للنجاة من الحريق ليتركن ورائهن مثل “اللى اختشوا ماتوا” ومنذ هذا الحادث أصبح الحمام للسيدات فقط، بعد أن كان للرجال والسيدات فى آن واحد، وحديثا اغلق وتحول إلى مزار سياحى بعد إيقاف نشاطه

لا يتوفر نص بديل تلقائي.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏منظر داخلي‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏ليل‏‏
لا يتوفر نص بديل تلقائي.
+‏15‏
زر الذهاب إلى الأعلى