مقالات واراء

السياسة فن الممكن :

كتب لفته عبد النبي الخزرجي / بابل – العراق
السياسة علم قائم بذاته ، وهو من العلوم الاجتماعية المتقدمة لما له من اولوية في ملامسة قدرات المسؤولين في الحكم ومدى تواصلهم مع سياسة الحكم والعلاقة بين الحاكم والمحكوم .. قال شاعر العرب :
اذا كنتم للناس اهل سياسة …… فسوسوا كرام الناس باللين والبذل
وسوسوا لئام الناس بالذل يخضعوا .. للذل ان الذل يصلح للنذل
وكونوا لاوساط الرجال كمازج ….. ذعافا وماذيا كأحلى جني النحل
*****
والسياسة في عالمنا الراهن باتت من العلوم الاجتماعية التي تحظى بقدر عال من الاهتمام ، لما لها من دور كبير في رسم السياسات العامة للدول بمختلف الوانها ، وتعرف السياسة في العلم الاجتماعي الحديث بأنها ” فن الممكن ” وهي فن الاستطاعة وفن المراوغة وفن المصالح وفن الرجال وفن الحاكمين . الا ان الذي يحصل في عالمنا الراهن هو التخبط والعشوائية في العمل السياسي ، مما يدعونا لأن نؤكد ان السياسة اصبحت مشرعة لمن هب ودب ،، حتى اصبح الانسان في عالمنا الراهن لا يميز بين السياسي وبين من يتعاطى السياسة لاغراض مشبوهة ، وهذا ما يثير الغضب والاستهجان ويعطي مؤشرا سلبيا لتطور المجتمعات ، وقد تكون امراض السياسة جزء من معطيات المستقبل .
ولا يخفى ما للسياسة من دور مهم في عالمنا الراهن ، وقد اهتمت الدول المتحضرة بهذه المسألة اهتماما كبيرا وأولتها جدية وحرصا شديدين ، مما جعلها تتفوق في دراسات اكاديمية ومناهج تعليمية خاصة ومعاهد لعلم السياسة وغيرها الكثير .
الذي يهمنا في هذا الموضوع هو مستقبل السياسة في عالمنا العربي ،، لاننا نطمح ان تكون السياسة علما متخصصا ، لا يسمح لأي كان ان يلج هذا العالم ويسيء لعلم السياسة وفنها ومنهجها . لان الحضارة والتقدم التكنولوجي والحداثة تجعلنا نشدد على اهمية هذا العلم ودوره في صناعة مجتمع متطور وبناء حكم المدنية والانسانية والعلاقات الحضارية بين الشعوب . كما ان الجانب السياسي يمثل الوجه المشرق للحكومات في عصرنا الراهن

زر الذهاب إلى الأعلى