اسليدرمقالات واراء

الحراك المدني ، والتظاهر السلمي 

كتب الشيخ /  لفته عبد النبي الخزرجي / بابل / العراق 
في ظل الانعطافة الزاخرة بالاصلاحات ، يتواصل المد الشعبي ، وتتوسع دائرة الحراك الجماهيري المتصاعد ، مع ما يرافق ذلك من ارتفاع في سقف المطالب الشعبية ، حيث بات بحكم المؤكد ان الجمعة القادمة ستكون يوما حاسما في الحراك المدني ، وما تفرزه التظاهرات السلمية من مطالب ، كل ذلك ياتي في اطار التواصل مع الحق العام في ايجاد الارضية الملائمة لبناء دولة مدنية ديمقراطية ، بعيدا عن نظام المحاصصة الطائفية والاثنية ، خالية من الفاسدين والفاشلين والمنتفعين ، دولة مدنية من التكنوقراط والكفاءات العلمية .
خلال اربعة جمع متوالية كانت التظاهرات قد اثمرت الكثير ، لكن الدرب ما زال طويلا ، وما زال هناك المزيد من المطالب التي تطرحها الجماهير في تظاهراتها السلمية . المرجعية العليا كانت موفقة جدا في طروحاتها متوافقة مع طموحات ابناء الشعب في دولة مدنية ديمقراطية يسودها العدل الاجتماعي والقانون .
السيد حيدر العبادي كان موفقا ايضا في استجابته للمطالب المشروعة للشارع المدني . الا ان الحراك المدني لا يريد الكثير من الكلام .. ان الحراك المدني يريد افعالا لا اقوالا .. ان الشارع المتوثب والمتجمس للتغيير ، يسعى جاهدا لانهاء نظام التحاصص الطائفي والقومي ، وان تكون الحكومة نابعة من رجال لا يمتون بصلة للاحزاب الدينية المتسلطة ، الذين مضى على سلطانهم اكثر من 12 سنة ، ومع ذلك فقد كانت سنوات عقيمة بائسة اعادت صناعة التخلف والامية والجهل ، وخلقت نظاما من الفاسدين والفاشلين والمنتفعيين .
وقد جاء الوقت المحدد للتغيير ، حانت ساعة الخلاص من نظام الطائفة والمحاصصة ، وقال الشعب كلمته : لا مكان للفاسدين في عراقنا الجديد .
وقد اثيت شعبنا انه لن يتوقف عن حراكه المدني ولن يتوقف عن انتفاضته الباسلة ضد الفاسدين وسراق المال العام ، ولن يتنازل عن حقه في مواصلة التظاهر السلمي حتى تحقيق كامل اهدافه في نظام مدني ديمقراطي ودولة تحقق العدالة الاجتماعية .

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى