اسليدرالتقارير والتحقيقات

البطل بيومي : كرمني رئيس الجمهورية بوسام نجمة سيناء

حوار – إبراهيم خليل إبراهيم

في معارك أكتوبر 1973 سطر الجندي المصري على جبهة سيناء ملحمة تاريخية مازالت تدرس في الاكاديميات العسكرية العالمية ومن أبطال نصر أكتوبر وصائدي الدبابات البطل بيومي وقد أجريت معه هذا الحوار وهاهى التفاصيل .
…………………………………..؟

بيومي أحمد عبد العال من مواليد عام 1948 بحي بولاق أبو العلا بمحافظة القاهرة وعندما حدثت نكسة يونيو عام 1967 حزنت للهزيمة وعندما انتهىت من الدراسة الثانوية عام 1969 تقدمت لأداء الخدمة العسكرية والتحقت بخدمة مدفعية الميدان وتخصصت في السلاح المضاد للدبابات الروسي الصنع واسمه مالوتكا الذي تغير اسمه إلى فهد وهو صاروخ من الجيل الأول صنع إبان الحرب العالمية الأولى واستعمل في الحرب العالمية الثانية ويحتاج موجه هذا الصاروخ إلى تدريب شاق وذلك لصعوبة التوجيه .
…………………………………..؟

كنت أنظر إلى الضفة الشرقية للقناة ورمال سيناء ويحدث اتصالا روحيا بيني وبينها ويوم 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393هـجريا قمت مع رفاقي أبطال الفصيلة بآداء الصلاة بملابس القتال ثم تعاهدنا على النصر أو الشهادة وبدأت المعارك وكانت مهمتنا عمل رأس كوبري على الشاطئ الشرقي لقناة السويس وتأمين القوات العابرة وعندما شاهدت الطائرات المصرية وهى في طريقها إلى عمق سيناء لضرب مطارات العدو ونقطه الحصينة وجدت نفسي أردد مع الأبطال : الله أكبر .. الله أكبر .
…………………………………..؟

أثناء التمهيد النيراني للمدفعية المصرية استقليت مع رفاقي الأبطال القارب المطاطي وعندما وصلنا إلى الضفة الشرقية نثرنا رمال سيناء على أجسادنا بعد تقبيلها .
…………………………………..؟

كنت احمل مايقرب من 60 كيلو مؤن وسلاح وذخيرة وصعدت الساتر الترابي بخفة ورشاقة وشاهدت عشة مهدمة كانت مصنوعة من أعواد البوص وخرجت منها مجموعة من الأرانب وبدلا من هربوها في الاتجاه المعاكس انطلقت نحونا وكأنها ترحب بنا .
…………………………………..؟

انضمت فصيلتي وكانت تضم معي من الزملاء الأبطال الملازم أول سيد خفاجة ومحمد عبد العاطي ومحمد الدغيدي ومحمد فهمي إلى احتياطي اللواء 112 بقيادة البطل العميد عادل يسري الذي اشتهر فيما بعد بإسم صاحب الساق المعلقة ويوم الاثنين 8 أكتوبر 1973 الموافق 12 رمضان 1393هـ صدرت الأوامر بتطوير الهجوم لتخفيف الضغط على الجبهة السورية وتقدمنا وكانت دبابات العدو في أعلى بقعة في الأرض وتطلق نيرانها وكان العميد عادل يسري يقوم برد الهجوم ويدير المعركة من خارج عربة القيادة ومعه مجموعة اللاسلكي فإذا بإحدي دبابات العدو تميز دبابة القائد وتطلق عليها طلقات تسمي سابو الخاصة باختراق الدروع فاصطدمت بقدمه اليمني وطيرتها بعيدا وطار معها وتدحرج على الرمال ووقف خلف مرتفع من الرمال ومعه مجموعة اللاسلكي الخاصة به ثم غرز ماتبقي من قدمه في الرمال واستمر في قيادة المعركة حتي استطاع أن ينزل بالعدو خسائر في المعدات والأفراد وأجبر الباقي على الفرار شرقا وبعد تأكده من ذلك أمر أفراد اللاسلكي أن يبلغوا القيادة أن القائد قد أصيب وعندما أرادوا نقله إلى المستشفى أصر على أخذ قدمه الطائرة معه في العربة وتم إخلائه .
…………………………………..؟

وصلت مع رفاقي الأبطال إلى نقطة تسمى أبو وقفة فوجدنا 13 دبابة إسرائيلية تسير من الشمال إلى الجنوب وبسرعة تعاملنا معها البطل ودمرت 4 دبابات ودمر البطل محمد عبد العاطي 9 دبابات.
…………………………………..؟
ذات مرة أطلقت صاروخي على إحدى الدبابات الإسرائيلية وأثناء توجيهي للصاروخ وجدت صاروخ أخر متجه صوب هذه الدبابة ففكرت أيهما صاروخي وبسرعة أعطيت أمري للصاروخ بالارتفاع فاستجاب ثم استمريت في توجيهه إلى أن دمر الدبابة ثم دخلت وراءه الصاروخ الأخر فتم تدميرها مرتين .
…………………………………..؟

يوم 11 أكتوبر 1973 تمكنت من تدمير دبابتين منهما دبابة اصطدها بطريقة لم أتدرب عليها وكانت أحدث ما أفرزته الترسانة الأمريكية وهى الدبابة إم إكس 60 أ 3 وقد وصلت إلى أرض المعركة وعدادها لم يصل إلى الـ 200 كم وجاءت 3 دبابات من الجنوب الشرقي وفي مسافة أقل من 500 متر أسفل التبة التى كنت عليها وبما أن الصاروخ الفهد لايتلقى أوامر من الموجه إلا بعد مسافة 500 متر لذلك أسرعت برفع أحد الصواريخ التي أمامي بقاعدتها إلى حافة التبة وقمت بإنزال مستوى الصاروخ إلى أدنى مستوى ثم قمت بتوجيه القاعدة والصاروخ إلى المكان المتوقع ثم قمت بحساب زمن وصول الدبابة للمكان وكل ذلك تم بسرعة فائقة وتحت القصف المتبادل ثم عدت إلى مكاني وبدأ أعد 1001 / 1002 / 1003 ثم ضغطت على زر إطلاق الصاروخ فانطلق وأصاب الدبابة إصابة قاتلة بين برجها وجنزيرها وكان أحد الجنود الإسرائيليين على ظهر الدبابة ومن شدة الانفجار ألقى به خارج الدبابة وتم دفنه.
…………………………………..؟

حضر موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي بصحبة جولدا مائير رئيسة الوزراء إلى مكان تدمير الدبابة وتعجبا من دقة تدميرها.
…………………………………..؟

في صباح اليوم التالي وجدنا جثة الإسرائيلي الذي قتل مع الدبابة التي دمرتها خرجت من الرمال وتارة تتحرك ساقه اليسرى وتارة اليمنى ففحصناها فوجدنا ميتة ولكن سبحان الله كأن أرض سيناء المباركة تلفظ جثة الإسرائيلي .
…………………………………..؟

يوم الأحد 14 أكتوبر سنة 1973تمكنت من اصطياد 11 دبابة إسرائيلية وبعد تدميري الدبابة كنت أردد ( الله أكبر .. الله أكبر ) لدرجة أن صوتي بح .
…………………………………..؟

رصدت إحدى الدبابات الإسرائيلية موقعنا وأخذت تقصفه ووقعت دانة شديدة الانفجار بيني وبين الصاروخ الذي كان على يميني وفي لحظة وجدت وجهي مدفونا في الرمال وبعد انتهاء قصف الدبابة علي الموقع رفعت رأسي متفقدا ما حولي فلم أجد أي اثر للدبابة التي كانت تقصفنا فاعتقدت أن زميلي محمد عبد العاطي قد اصطادها ولكن لم أجد الصاروخ الذي كان منصوبا علي يميني فسألت أفراد الطاقم : أين الصاروخ ؟ فقالوا : الصاروخ بعد أن وقعت الدانة شديدة الانفجار بينك وبينه انطلق في اتجاه الدبابة التي كانت تقصف علينا ولم يصبها ولكنه جعلها تفر هاربة وعندما ألتقىت البطل محمود مهندس صواريخ الكتيبة قص لي هذا الموقف وكيف أن الصاروخ انطلق بدون الضغط على زر الانطلاق وقال : إن الانفجار الشديد الذي أحدثته تلك القذيفة قد أحدث مجالا كهربائيا مستحدثا وصل إلى ذراع الدفع بالصاروخ مما جعله ينطلق .
…………………………………..؟

جن جنون العدو فقام بعدة هجمات مضادة شرسة عنيفة في محاولة لاسترجاع بعض مما فقده فقام البطل سعيد خطاب بتلغيم نفسه بالقنابل اليدوية والمضادة للدبابات وتقدم بسرعة وثبات في اتجاه أول دبابة من دبابات العدو وألقى نفسه تحتها فأنفجر وانفجرت الدبابة بصوت كأنه الزغاريد معلنة عن استشهاد بطل قدم روحه ونفسه فداء لوطنه مصر .
…………………………………..؟

أثناء معارك أكتوبر 1973تمكنت من تدمير 18 دبابة وعربيتين مجنزرتين وبعد انتهاء المعارك حصلت على وسام نجمة سيناء وكرمني الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى