مقالات واراء

قالوا بعيدا عن السياسة و نحن نقول فى قلب السياسة

{ كـيـفـيـة ســن الـقـوانـيـن في عصر الفاروق }

المستشار

ممدوح الشهيدى

{ أتعبتَ من جاء بعدك يا سيدنا عمر يابن الخطاب رضى الله عنك وأرضاك }
لكل من يرغب فى أن يكون عضو فى برلمان حقيقي يعبر عن إرادة الشعب و احتياجاته و احتياجات وطنه مصر

كما قرر معالي السيد الرئيس { عبدالفتاح السيسي } كثيرا ••••

{ كونك عضو برلمان فأنت مسئول أمام الله قبل أبناء دائرتك و وطنك و إلا لم تكن كذلك فلا تكن عبده مشتاق و ارحل } ….. فأنتم من أهم السلطات فى وطنك مصر { السلطة التشريعية }
كنت لا أنوى استكمال هذه المقالات و لـكن الواجب يحتم عليا ذلك بمناسبة قرب الانتخابات البرلمانية ، فسن القوانين يحتاج التعمق و الغوص في المجتمع لتخرج القوانين ملبية لاحتياجات المجتمع و الوطن وخير نموذج تم اختياره لكيفية سن هذه القوانين هو سيدنا عمربن الخطاب

{ مـن هـو : الـفـا روق }
إنه سيدنا : عمر بن الخطاب { الفاروق } رضي الله عنه و أرضاه …. باختصار شديد إنه من فرق الله به بين الحق و الباطل …. من كان الشيطان يسلك درب أخر غير الذى يسلكه ….. من نزلت آيات القرآن لفظا بكلماته ….المعروف بشدته وقوة بأسه ….. و الكثير و الكثير

.كان يعد موائد الطعام للناس فى المدينة ذات يوم ،فرأى رجلاً يأكل بشماله ، فجاءه من خلفه ، وقال :
يا عبدالله: كل بيمينك .
فأجابه الرجل : يا عبد الله إنها مشغولة .
فكرر عمر القول مرتين فأجابه الرجل بنفس الإجابة .
فقال له عمر : وما شغلها ؟
فأجابه الرجل : أصيبت يوم مؤتة فعجزت عن الحركة .
فجلس إليه عمر وبكى وهو يسأله : من يوضئك ؟
ومن يغسل لك ثيابك ؟
ومن يغسل لك رأسك ؟
ومن .. , ومن .. , ومن .. ؟
ومع كل سؤال ينهمر دمعه .. ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام وهو يرجوه العفو عنه لأنه آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها .
هكذا تشكل قانون العدالة الاجتماعية .

كان يخرج ليلاً في شوارع المدينة وأزقة الحواري لا ليتلصص على رعيته ولكن ليتفقد حالها .. ذات مساء إذ بأعرابية تناجي زوجها الغائب وتنشد في ذكراه شعراً :
لقد طال هذا الليل واسود جانبه
وأرقني إذ لا حبيب ألاعبه
فلولا الذي فوق السماوات عرشه
لزعزع من هذا السرير جوانبه
فيقترب أمير المؤمنين ويسترق السمع ثم يسألها من خلف الدار : ما بك يا أختاه ؟
فترد الإعرابية :
لقد ذهب زوجي إلى ساحات القتال منذ أشهر وإني أشتاق إليه .
فيرجع أمير المؤمنين الى دار ابنته حفصة رضي الله عنها ويسألها :
كم تشتاق المرأة الى زوجها ؟
وتستحيي الابنة وتخفض رأسها فيخاطبها متوسلاً :
إن الله لا يستحي من الحق ولولا أنه شئ أريد أن أنظر به في أمر الرعية لما سألتك .
فتجيب الابنة :
أربعة أشهر أو خمسة أو ستة .
ويعود الفاروق إلى داره ويكتب لأمراء الأجناد ( لاتحبسوا الجيوش فوق أربعة أشهر )
ويصبح الأمر قانوناً يحفظ للمرأة أهم حقوقها .
تابع مسار القانون لم يصغه الجهاز التنفيذي للدولة بل صاغه المجتمع ( الأعرابية وحفصة ) واعتمده الجهاز التنفيذي للدولة لينظم به المجتمع …….
هكذا تَشكَّل ( قانون المرأة )

* والفاروق ذاته رضي الله عنه يواصل التجوال المسائي متفقداً وليس متلصصاً وإذ بطفل يصدر أنيناً حزيناً فيقترب من الدار ويسأل عما به ؟
فترد أم الطفل :
( إني أفطمه يا أمير المؤمنين )
حدث طبيعي أُم تفطم طفلها ولذا يصرخ ولكن أمير المؤمنين لا يمضى إلى حال سبيله ؛ بل يحاور أُم الطفل ويكتشف أن الأم فطمت طفلها قبل موعد الفطام لحاجتها لمائة درهم كان يصرفها بيت مال المسلمين لكل طفل بعد الفطام .
يرجع الفاروق إلى منزله لا لينام إذ أنين ذاك الطفل لم يبارح عقله وقلبه فيصدر أمراً ( بصرف المائة درهم للطفل منذ الولادة وليس بعد الفطام ) .
ويصبح الأمر قانوناً يحفظ حقوق الأطفال ويحميهم من مخاطر الفطام المبكر ….
لو لم يحاور الفاروق تلك المرأة لما أصدر قانوناً يحمي حق الطفل في الرضاعة الكاملة •••
وهكذا تَشكَّل ( قانون الطفل )

وكان الفاروق يحب أخاه زيداً ، وكان زيد هذا قد قُتل في حروب الردة .
ذات نهار بسوق المدينة يلتقي الفاروق وجهاً بوجه بقاتل زيد وكان قد أسلم وصار فرداً في رعيته .
يخاطبه الفاروق غاضباً :
( والله إني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم المسفوح )
فيسأله الإعرابي متوجساً :
( وهل سينقص ذاك من حقوقي يا أمير المؤمنين )
ويُطمئنه امير المؤمنين ( لا )
فيغادره الإعرابي بمنتهى اللامبالاة قائلاً :
( إنما تتأسى على الحب النساء ) …
أي مالي أنا وحبك إذ ليس بيني وبينك غير ( الحقوق والواجبات )
لم يغضب أمير المؤمنين ولم يزج به في السجن بل كظم غضبه على جرأة الأعرابي وسخريته وواصل التجوال .
لم يفعل ذلك إلا إيماناً بحق هذا الإعرابي في التعبير وبكظم الغضب وهو في قمة السلطة وبفضل شجاعة هذا الإعرابي .
تَشكَّل في المجتمع ( قانون حرية التعبير )

ثم إمرأة كانت تلك التي جردته ذات جمعة من لقب أمير المؤمنين حين قالت ( أخطأت يا عمر )
وكانت هذه بمثابة نقطة نظام امرأة من عامة الناس ترفض قانون المهر الذي صاغه الفاروق عمر … لم يكابر أمير المؤمنين ولم يزج بالمرأة في السجون ولم يأمر بجلدها بل اعترف بالخطأ بالنص الصريح ( أخطأ عمر وأصابت امرأة ) ، ثم سحب قانونه وترك للمجتمع أمر تحديد المهور حسب الإستطاعة ..
هكذا تُصنع القوانين ، أي حسب غايات المجتمع وطموحاته وثقافاته وذلك لا يأتي إلا بالغوص و التعمق في قاع المجتمع المستهدف بتلك القوانين .
فالمجتمع هو مصدر القوانين وليس السلطة (( بما لا يخالف كتاب الله وسنة نبيه صل الله عليه وسلم و دستور الوطن طبعاً ))

لم يتغير الناس ولا الحياة ..
#ولكن_ليس_في_القوم .. ( عمر ) .. رضي الله عنه !!

فحاول ان تكون عمر بن الخطاب قدر الامكان يا من ترغب في عضوية البرلمان قبل ان تسئل عن حصانتك

{ أتعبتَ من جاء بعدك يا سيدنا عمر يابن الخطاب رضى الله عنك وأرضاك }

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى