التقارير والتحقيقات

لا فرق بين قائد شهيد وجندى شهيد

لا فرق بين قائد شهيد وجندى شهيد

جريدة العالم الحر 

ناصر محمد ميسر 

من جديد يعود يد الارهاب الدامي ليطال ابناء هذا الوطن المغلوبين على امرهم. فهم مساكين بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
ليس لنا الا ان نستنكر وندين ونشب كل يد تطاول للنيل من هذا الشعب العريق. وقد استنكرنا ونادينا بما فيه الكفاية الى ان اصبحنا شعب الاستنكار والشجب فقط. والذين ينالون من الشعب ليس الارهابيون وحدهم بل كل الذين تسلموا المسؤليات دون ان يقدموا خدمة تذكر ودون ان يفكر احدهم بهموم الشعب المصرى العريق  كما يفكر في راتبه الكبير الذي بلغ من الارقام حدا لا يصدقه العامة في اغلب الاحيان. فالذي ينال من الشعب المصرى  اكثر من الارهاب هم الذين لا يتمكنون من تشكيل حكومة حزبية تعمل لخدمة الشعب الذي عان ما عاناه و الذين يصرون على المنافع الشخصية والحزبية اكثر من المنافع الشعبية والوطنية. والامر من ذلك هو ترديدهم للشعارات الرنانه والعمل تحت ستار الوطنية.
من ايام قليلة  سجل الارهابيون عارا جديدا في جبين الانسانية. هذا العار المتمثل بتفجير سيارة مفخخة  استشهدوا فيها جنودنا البواسل
ليس هذا ما اهدف الى ذكره.. فالاعلام  لم ينقل حينه كل ما كان من شانه ان يصور للملاء هول الحادث. الا انني اتعجب للغاية ان استشهد قائد او مسئول  تباكى الاعلام على المسؤلين ليس كما يتباكى على جنودنا المساكين  المسؤلين توافدون الى المستشفيات لان هناك مسؤل مصاب ولا يبالي السادة المسؤلون عند استشهاد الابرياء من ابناء هذا الشعب المسكين. اذا كانوا  الشهيد منهم  قد ترك ابا او اما او اختا او اخا وهم العائل الوحيد من بين اخوتهم   ومنهم من كان ينتظرون عودت ما له من ابن فالى الله الملتقى  لا معيل لهم بعد الله ولم نسمع لهم اسما في اية وسيلة اعلامية تذكر. ولم نشاهد لهم مجالس فاتحة في وسائل الاعلام.

اناشد الجميع لينصفوا في هذا وان يضعوا الله وعدالة السماء امام الاعين وان يتالموا لكل مواطن يصاب في تفجير ارهابي سواء اكان في موقع مسؤلية ام لم يكن.. الكل ضحية واسوء الضحايا حالا هم الفقراء المساكين المغضوب عليهم. فكم من مرة شاهدنا عشرات الجرحى في المستشقيات يتلقون العلاج في الممرات لا يجدون كرسيا يجلسون عليه. كم مرة شاهدنا مئات الاسر  في باب المستشفى تنتظر الدخول لتفقد ابنها المصاب او الشهيد في تفجير ارهابي دون ان يلتف اليه احد. لناتي ونشاهد الكل يتراكض ويتباكى في علاج مسؤل.. هل يا ترى لو كان هذا المسؤل شخصا متواضعا او مواطنا بسيطا وليس في موقع مسؤلية هل كان قد تلقى كل ما تلقاه من اهتمام ورعاية؟؟ الجواب اتركه لكل من يشغل موقع مسؤلية بالقضاء والقدر.
نعلم جميعا ان مصر  بلد التفرقة والمصالح حيث القوي فيه ياكل الضعيف. ولكن الحالة الانسانية تتطلب ان يعامل الانسان على اساس انسانيته لا على اساس قربه من هذا وذاك فلا دوام لاي حال في الدنيا فدوام الحال من المحال . فلا يجوز قطعا ان يفرق بين الجرحى والشهداء على اساس السلطة. فلو لا اصوات المواطنين المصريين الشرفاء  البسطاء لما وصل من وصل الى مواقع القوة والسلطة ونعيم الدنيا دون ان يقدم احدهم شيئا يذكر لشعب انتخبه الا الاستنكارات والوعيد. فليعلم الجميع ان الاصوات هي التي صنعت من يعتبر نفسه شيئا.
فطوبى لمن عمل من اجل الانسانية دون زخرف الدنيا ومتاعها. ولك الله ايها المواطن المسكين الذي لا يتمكن من دخول المستشفى الى ان ينتظر ساعات في لهيب شمس محرقة تعييه اكثر مما هو عليه. لك الله يامن حرق قلب امك وابوك واخوتك وكل من يحبك في التفجيرات التى لاتنتهى من الارهاب ولم يسال عليك احد. لك الله ايها المواطن وانت تقف ساعات طوال في طابور البنزين والعيش وقطع معاشات من الناس الغلابة  وتشاهد بام عينك التجاوزات على حقك وحق غيرك.
أعلم ان رعاية الله خير من رعاية عباد الله. وحسبنا الله ونعم الوكيل

حفظ الله مصر 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى