أخبار عاجلةأخبار مصرأهم الاخبارالأدب و الأدباءالتقارير والتحقيقاتالثقافةحصرى لــ"العالم الحر"عالم الفنمشاهير الفن

أعلام الثقافة والفن والأدب يتحدثون عن معرض الفنان التشكيلي إبراهيم شلبي

الفنان إبراهيم شلبي البحث فيما وراء الشكل

كتب , أحمد فتحى رزق
لاشك أن المعارض الناجعة هى التى يتحدث عنها الجميع من كبار نقاد الفن والأدب والثقافة وسوف نستعرض بعض تلك الرؤي بمعرض الفنان التشكيلى ابراهيم شلبي الأخير بمركز الهناجر دار الاوبرا المصرية .
الفنان إبراهيم شلبي البحث فيما وراء الشكل .. حاله من التأمل للحظة من اجل اقتناص الحالة التعبيرية المكثفة
للشكل .لذلك يبدو الشكل دائما في حالة من الضبابية بين الأبيض والأسود والألوان تتوه الإشكال مع الفراغ والمجال والعمق المحيط بها وكأنها في حالة صراع لتأكيد الذات ..فتظهر الإشكال في لقطات وقطاعات متكاملة في بناء اللوحة والسياق الدرامي للتكوين الذي يظهر براعة الفنان في تسجيل اللحظة الحركية والانفعالية الهادئة للجسد في إشكال ذات مساحات لونية بسيطة الأداء وعميقة في بعدها الدرامي في التعبير عن الحالة الشعورية للجسد .. وقد تبدو اللوحة حالة من الدراسة للشكل ولكنها ابعد من هذا فهي الحالة الشعورية الذي تتوه فيها التفاصيل لتبقى الحالة التي يرتضى بها الفنان في الرسم التشخيصي المتعمد في حالة الثبات أو الحركة المستمرة . الإنسان محور الاهتمام والطبيعة مكمل ثانوي في البناء الدرامي للوحة من حيث التأكيد اللوني أو التكوين . ضربات اللون بالفرشاة وتهشير القلم على السطح تؤكد بناء الشكل في أداء بسيط في خصوصية الأداء للفنان يرتضى بها ويقف بها عند بناء اللوحة وتسجيل اللحظة إدراك للأداء وحالة اكتمال اللوحة تعبيريا وتشكيليا . أنها تجربته الفنية والتي تمثل الخبرة التراكمية في رحلة الفنان في البحث عن الذات لتأكيد الصدق والرضا للرؤية التى يقدمها فى اعمالة للمشاهد .
د/ محمد اسحق 4/9/201

ع الرملة سوف يعجبك فى معرض الفنان “إبراهيم شلبى” المقام فى قاعة “الهناجر” بالأوبرا، جمال الطبيعة، حيث زرقة السماء بصفائها وتشبعها بالضوء، وحيث زرقة مياه البحر وحركة أمواجه، وتألق االبريق الذهبى لرمال الشاطئ ، وإشراقة شمس النهار، وحيوية ونقاء صورالبشر ونضارة وجوههم ، وهم يمرحون بثقة وإطمئنان. وسوف تلاحظ أن كل لمسة لونية مشرقة على سطح لوحة من لوحات المعرض، مرسومة بتلقائية، وبوسعها أن تدفع البصرللتمعن فى تلك اللقطات المدهشة وغيرالتقليدية، وقد مزجها الفنان بحالة من الفرح والابتهاج بخصوصية الطبيعة الساحلية، التى تسمح بمرح ونشاط، بل وبحالة من الاسترخاء. ويلعب هنا اللون دور البطل الحقيقى. وبأسلوبه أستطاع الفنان أن يصورفكرة” التألق المدهش” والضوء الكثيف، وذلك برسم تنويعات على صورالبحر والصخور والرمال والناس الحقيقيين، ببشرتهم النضرة يمرحون على الشواطئ وفوق الرمال، ويستمتعون بحب الحياة وبصفاء النفس وراحة البال. وبالطبع هذا الأسلوب فى الرسم يسمح للعاطفة بالتدفق بحرية مع الألوان المشبعة بالتوهج. ومن االمتوقع من المشاهد للوحات المعرض اكتشاف الكيفية التى توصل بها الفنان إلى إذابة الحدود بين الألوان و نغماتها، كما استطاع أن يوحى بالتأثيرالملمسى للسطوح بإستخدام تقنية تعتمد على ضربات الفرشاة السريعة، وعلى الإيقاعات المتراقصة التى تحتفل بالحياة، حتى تترك مجالاً للمشاعربأن تشحن الرسم بالطاقة الحيوية، وتمنح الألوان قوة التعبير، فتنقذ العمل الفنى من الإنزلاق إلى مجرد الزخرفة السطحية. وأغلب الموضوعات المعروضة هنا بعنوان “ع الرملة” هى تصوير لمناظر من حياة الشواطئ فى الصيف، فى غاية البساطة والتواضع والوضوح، حيث الشمس الساطعة والناس على سجيتهم بانفعالاتهم المتحمسة وعواطفهم النبيلة، وجمالهم الرقيق. وسوف يشعرالمشاهد وهو يتأمل زوايا الرؤية “غيرالتقليدية” بفرصة لاستنشاق الهواء، واالاستمتاع بعمق العاطفة ونبلها، المتمثلة فى الإبتهاج بالبراءة وبالتفاؤل المطمئن، دون الإستغراق فى مبالغات إيهامية أو فى خيالات رومانسية. والتمثيل المباشر للحياة بالرسم، له جذوره التى ترجع إلى فنانين سابقين صوروا الواقع بعيداً عن القوالب المثالية. أما الفنان “ابراهيم شلبى” فقد جدد “الواقعية” عندما استفاد من إنجازات التكنولوجيا الحديثة. ولهذا السبب بدت الصورالواقعية للبيئة الساحلية هنا أكثر عصرية، رغم بساطة موضوعاتها وطابعها المباشر. وبإلقاء نظرة على حركة الأشخاص المصورين ضمن المناظرعلى الشاطئ، وقد تطايرأمام وجوههم رزاز أمواج البحر وزبده، فى صيف مشمس وصاف، سوف تكتشف الطريقة التى منحت الواقعية الممتزجة بالتعبيرية زخماً جديداً، ونكهة عصرية وتأثيرجمالى نابض بالحياة

.د. محسن عطيه
التدفق الواقعى الانطباعى فى الصياغات البصرية للوحات إبراهيم شلبى ( قراءة تحليلية ) ( الناقد ) أ.د. عادل عبد الرحمن في ظل التغير الكبير والتطور الهائل الذي طرأ على كافة مناشط الحياة والذي واكب الثورة الصناعية والقفزات التكنولوجية المتتابعة ، تأثر حقل الفن التشكيليّ بهذه التغيرات، خاصة في نهايات القرن العشرين وحتى وقتنا الحالي، حيث ظهر العديد من المذاهب والاتجاهات والأساليب التي أخذت على عاتقها مبادىء التغيير فيما يتعلق بكافة أشكال الفنون عامة ولغة التعبير البصرى بشكل خاص .حيث امتزجت وتداخلت مجالات ومدارس الفنون بعضها ببعض دون وجود خطوط فاصلة ، هكذا عبر الفنان إبراهيم شلبى فى أعماله التصويرية مؤكداً على المشهد الواقعى المحمل بسمات الانطباعية ، ومؤكدا فى ذات الوقت على الدمج بين حيوية المشهد الإنسانى وتوظيف المعطيات التشكيلية فى فكر مابعد الحداثة ، حيث يتجه نحو تلخيص المشهد إلى مساحات لونية قوامها حيوية ودسامة وتدفق ضربات الفرشاة ، فى إطار الوعى بتحقيق أسس التكوين ؛ من إيقاع وتوازن ووحدة وتناسب وسيادة ، كما ينحو الفنان فى أعماله نحو تبسيط الأشكال الواقعية متخطيا خصائص الرؤية التقليدية ..حيث تتعدد وتتنوع زوايا الرؤية والمنظور لديه بحيث تتبدى للمشاهد غير تقليدية ومعبرة فى ذات الوقت..تؤكد لوحات الفنان على حميمية العلاقات الإنسانية وارتباط الإنسان بالطبيعة والبيئة المحيطة .. ففى أجواء المصيف .. تتدافع شخوصه فى فراغ اللوحة وسط أمواج البحر المتعددة درجات الزرقة ، والمتلاطمة .. فى مرح وسعاده وتفاؤل .. آخرون فى المشهد اليومى باحثون عن الرزق فى لوحته ” بائع لعب الأطفال ” حيث يسير البائع المتجول بخطوات ثابتة فوق رمال الشاطىء محملا بلعب الأطفال لجذب أنتباههم ..شخوص تشاهدها من منظور عين الطائر فتتبدى للمشاهد من أعلى فى صياغة بصرية غير مألوفة ومبتكرة .كما يعبر الفنان فى بعض الأحيان عن كينونة الإنسان فى تلخيصات جذابة واختصارات معبرة رافضة للتفاصيل المعقدة ، بحيث يحل الجزء محل الكل ، بما يوحى بدلالات رمزية خاصة ، يتدفق خلالها التعبير الرمزى لدى الفنان الذى يجمع فى لوحاته بين متناقضات عدة ، السكون والحركة ، الجزء والكل ، الوضوح والتماهى ، لقد لجأت الواقعية عند الفنان ابراهيم شلبى لاستخدام الألوان في صورة مساحات، واعتمد في ذلك على ماهيات الألوان ودرجاتها. بحيث يضفي على اللوحة وبشكل دائم الهاجس التعبيري الانطباعى .الذى تتبدل ايقاعاته البصرية في المدى التشكيلي، الذي تراه العين ضمن إطار اللوحة.

 

ابراهيم شلبى فنان – الومضة واقتناص الحالة !! • انه واحد من الموقنين أن الجدية والدأب والمثابرة والدراسة والتجريب هى عوامل النجاح , وهو واحد من الفنانين التشكيليين الجسورين , يخوض تجربته دون خوف , يفكر و يجهز ,ثم يدخل فى معركة ابداعية مع الخامات , انه يستخدم المعاجين واللدائن وسلاحه السكين والفرشاة , وألوان قوية , دسمة مملوءة !! ابراهيم شلبى صال وجال مع الفوتوغرافيا بعزيمة وجرأة وجسارة الجندى المحارب , عرف يكسب معركته مع اختيار الكادر الفنى واللعب بمصادر الضوء , واختيار اللحظة المناسبة كأنه قناص ماهر , واختيار اللقطة فى الفوتوغرافيا هو نفس اختيارها فى التصوير والرسم وكأنما اللقطتان شقيقتان أو توأم , فهو يختار جزءا من الكادر وليس ما يملأ الكادر , يرسم لحظة شعور أو احساس أو تعبير معين فى عين مفتوحة أو ناعسة أو مغلقة , يتعامل مع هذا الجزء نفس التعامل مع لوحة كاملة وعناصر متشابكة , يصور اصبعين , عينين , أذنين , أنفين , شفتين , وفى جانب آخر يتعامل مع جسد الأنثى تعاملا خاصا وحميميا , .. نصف صدر , نصف ذراع , نصف فخذ , نصف رقبة , نصف وجه , ربع ساق , ينظر المتلقى الى أى نصف منها باحثا عن المعنى , فلا يتعب , يجد حكاية , لحنا موسيقيا , شعرا , احساسا , كل نصف أو ربع أو جزء به احساس وملامح وتعبيرات واشارات , بعدها لا يتساءل المتلقى لأنه استوعب مكنونات العمل .. ابراهيم شلبى يلعب بالمنظور بطريقته الخاصة ولا يخطىء , مساحاته اللونية ( صولد ) قاسية ليس بها تتشات أو خرابيش أو خشونة الا فى الأعمال المنفذة بالعجائن واللدائن , أما فى التصوير الزيتى فهى ألوان حادة وأضواء حادة , وظلال حادة , وخطوط قاسية بعيدة عن النعومة والليونة , ولكن كل هذا فى النهاية يصنع عملا فنيا راقيا بعيدا عن الغربة الأغتراب , أعمالا مفهومة لا تحتاج الى تعليق !! وهنا لابد من الأشارة الى أن التصوير الزيتى عند ابراهيم شلبى هو أقرب كثيرا الى نتائج الطباعة على الخشب أو اللينو وهى للوهلة الأولى تبدو كذلك للمتلقى , ربما لأن اللون الحاد عنده يشبه ما تفعله أدوات الحفر الحادة على سطح الخشب , ما من لون يتداخل مع لون , لكنه يجاوره , يصادقه , يحاوره باللمس الدقيق , ولكنه لا يحتضنه بغية صياغة لون جديد , وهو يختار ألوانا قليلة لا تتزاحم ولا تتشابك لكنها تتناغم لتصنع لحنا خاصا ورؤية مقصودة !! فنان الأحساس !! ابراهيم شلبى يملك أدواته ويعرف كيف يطوعها ويمشى بها الى الأبداع , وهو كثير التجريب والخلط والأبتكار , ودأوب , لا يمل لأنه يعشق الفن الحقيقى القائم على الصدق واليقين والتجربة , يهوى المساحات الكبيرة والبراح , يملأها بلمحة طارئة فهو فنان اللقطة أو اللحظة أو الأحساس الخاطف , لا يشغله تكديس العناصر ولا الجرى وراء ما هو غريب وطلسم , ولأنه فنان ( الومضة ) فهو لا يهدأ الا اذا سجلها قبل أن تتلاشى .. تذكرنى أعماله بالشعر الفصيح وليس الشعر العامى , وهذا احساسى الخاص فشعر الفصحى رغم ( التفعيلة ) والجرى وراء بحور الشعر المختلفة , الا أنه السهل الممتنع , الممتع تماما كما هى أعمال ابراهيم , كذلك الموسيقى الصادرة من لوحاته , ليست موسيقى شعبية , انما هى سيمفونيات , الهارمونى فيها يكون تحنانا ساعة وصاخبا ساعة أخرى لتتماشى مع صلادة بعض ألوانه الحادة مرة والجامحة مرات , عالم ابداعى له خصوصيته وهويته وملامحه , يجمع بين عدة مدارس فنية مختلفة , فهو كلاسيكى احيانا , وتكعيبى أحيانا وسوريالى أحيانا , وهو قريب جدا من تجريد خاص يتعامل معه بحرفية واتقان !! واذا كانت الفنون جنون فما احلى جنون هذا الفنان فهو قد صور العين بالفوتوغرافيا من داخلها وخارجها , حدبها وقعرها , وثلثها وربعها , ودورها , صور الأذن وكأن الصوت يغتالها أو يقتنصها , أعماله حالات وحالات لكل جزء حالة خاصة يبدعها فتثير التساؤلات , والعمل التشكيليى الناجح هو المحرض والمثير للدهشة والتساؤل !!
محمود خفاجى ناقد تشكيلى – نقيب التشكيليين بالدقهلية

 

احمد فتحي رزق

المشرف العام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى