الأدب و الأدباء

تسول من نوع آخر

بقلم / كنوز أحمد

التسول من الكلمات ذات الوقع النفسي المحدد على جميع المستويات والثقافات ، فقد ارتبطت بالتطفل والإستجداء.. يذكر كلفظة مستنكرة ، مكروهة ؛ أو كتهمة يقذف بها البعض ممن يعانون الفقر .. والتصقت بالفقر المادى بالتحديد. التسول مرض مجتمعى هو صورة من صور العوز والاحتياج الشديدين ، فيه فقد المتسول القدرة علي الحصول علي شئ محدد ؛ فيلجأ لطلبه من الآخر بمناشدة الناحية العاطفية فيه منتظراً ماقد يمنحه اياه حتي وإن كان أقل مما يتوقع .. ولا يشغله ذلك لأنه سيكرر تلك العمليه مرة تلو الآخري. هذه الصفة ليست ضعفاً تاماً كما يعتقد البعض ، أو تواكلاً وتخاذلاً ؛ بالعكس فإنها بحاجة لقوة نفسية عظيمة علي التنازل؛ فالإنسان خلق كريماً مع ذاته معتزاً بها.. أنواع التسول أولاً تسول إجباري فيه لايوجد خيار آخر أمام صاحبة ، طبعاً من وجهة نظره ؛ وقد تكون الظروف المحيطة بالفعل ضاغطة وبشكل كبير .. فقر مال وهذا من أشهر الأنواع وأعمها فقر صحة وهو سبب قوى لاستجداء الآخرين للمساعدة والدعم. فقر عقل ذهاب العقل المرضي والذي يكون فيه الآخر طوال الوقت بحاجة لمساعدة من حوله حتي وإن لم يدرك ذلك أو يطلبه. ثانياً تسول إختياري ( الأمان _ الحنان _ العطف _ التفاهم _ الذوق _ التعاطف _ الاحتواء _ الأبوة _ الأمومة _ الأخوة _ البنوة …. ) عندما نفقد أولويات الحياة من الطبيعي أن يحدث خلل وهزات متفاوته الحدة ، تهدد استقرار سلامنا الداخلي.. فنتلاعب بحروف الكلمة لنلطف من وقعها علينا فنتوسل الاهتمام من أُناس يشبهوننا بشكل أو بآخر ؛ وقد يتختلفون عنا اختلاف ايجابي كأن نجد فيهم ما ينقصنا ونحتاج اليه.. متي يكون التسول تُهمة، ومتي يصبح ذنباً؟ مبدئياً لايبادر باتهام الأشخاص علي ضعف فيهم سوي غلاظ العاطفة قليلي التجارب ، محدودي الخيال.. الماديون واقعيون للغاية بحيث لايستطيعون حتي وضع أنفسهم موضع من يعانون لمحاولة الشعور بهم.. وهؤلاء من ينصبون أنفسهم قضاة علي تصرفات من حولهم طوال الوقت ويلصقون بهم التُهَم يوزعونها بكرم بالغ ، يتناقض مع كم عطائهم وإيجابيات مواقفهم .. يكون التسول تُهمة عندما يندرج تحت بند الإستغلال .. ويصبح ذنباً ان استدرج صاحبة الي مافعل المحرمات . تسول خفي استجداء الحب من الزوج أو الأبناء جريمة لا يعاقب عليها القاسون ! توسل الرحمة من الأبناء للآباء مهانة خفية تحت طائلة البر بالوالدين ! انتظار الإخلاص رغم عدم توافر الحب والحنان من منطلق ( اذا أردت أن تتأكد من ولاء أحدهم فاطلق سراحة ، فان عاد فانه لك ….) خطأ بالغ السذاجة .. استنكار زلات المجتمع ليس الحل الأمثل لانتهائها ، بل بالتفاهم والتفَهُم ، والبحث عن الحلول الجذرية والتعامل معها بحرص، وحزم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى