اسليدرمقالات واراء

بين العلة والمعلول

المستشار القانوني فاروق عبد الوهاب العجاج

بين العلة والمعلول ضاع السبب قي متاهات الجهالة بيد الجهلة بلا معرفة ولا اصول ولانية صادقة ولا اخلاص ولا نزاهة ولا مقتضى وفق الحال والاحوال اصبحت الحياة كانها لعبة بايديهم

كما يرغبون يسومونها بجرعات من عذابات مؤلمة معلقة بين الحياة والموت فاقدة لكل مكوناتها الانسانية الطبيعية المشروعة وغدت حياة مليئة بالتحديات الاجتماعية من ضيق العيش وذل الحياة والكرامة وشقاء وعذابات من الحرمان من كل مستلزمات الضرورية لضمان العيش بامان لكل انسان مواجهة تلك تحديات لا يكون الا بالعزيمة والارادة الحرة المخلصة والايمان بقضاياها الانسانية المشروعة بلا مساومة ولا تهاون عليها الا قول الحق في الفصل في مواضيعها الانسانية الهادفة إلى ارساء قيم العدالة والانصاف في كل مكان

بعد ان تتكشف العلة ومعرفة اسبابها الحقيقية الفاسدة المسببة بفسادها التخريب والهدم لكل القيم الاجتماعية والاقتصادية وفي كل مجال حيوي مهم في حياة الانسان والمجتمع ومؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية والوقوف بشجاعة امام علة الجهل الماضي في عموم البلاد وحجم المعلولين به من المواطنين الابرياء ومواجهة الفساد المستشري بكثافة في الامكنة ومجالات الحياة الانسانية

بكل انواعه وعناصره وموليه وداعميه ومتوليه من المرتزقة ومن ضعاف النفوس والاخلاق الفساد هو واحد في كل العصور في طبيعته التكوينية المبنية على علة فساد الاخلاق والقيم الانسانية يمتاز في كل عصر بخصوصية تنوع الياته التنفيذية وحسب طبيعة الحياة المجتمعية ومديات الحضارة والتقدم العلمي والمعرفي في البلاد

الذي يكون جزء اساسي من علة مكوناتها السلبية الفاعلة في البنى التحتية لقواه البشرية والمادية والمعنوية وذات قوة خارقة الى العمق فيها بانواع من الفساد لاحداث ثغرات جارحة وهادمة ومخربة خالقة الفوضى في كل مجال حيوي في البلاد وعلة فساد اليوم الشائع هو بسبب وجود عوامل مساعدة كثيرة ومتعددة –منها ضعف القانون والرادع الاخلاقي والوازع الديني وموت الضمير الانساني لدى كثير من الناس وعلتهم هم الذين فقدوا التمييز بين الحق والباطل والصحيح والخطا وحب المال وزينة الحياة الدنيا الفانية والجاه والنفوذ والسلطة

من اجل الهيمنة على المال والعباد ومن سبب عوامل مساعدة لعلل الفساد منها التقدم التكنولوجي والانترنيت والموبايل في سرعة نقل المعلومات في لحظات من مصادرها مهما كان بعد المسافات بادق التفاصيل لمضمون مواضيعها وحقائق اسرارها الواقعية الحية المباشرة توا من لحظاتها الاولية وابعادها العلمية والمعرفية وخصائصها الطبيعية والمهنية

وما يساعد ذلك على دعم الفساد وتفعيل علله بمواضيع مهمة تدعم الافكار والمفاهيم المتعلقة بها لدى اكبر قدر ممكن من الناس وفي اماكن متباعدة ومنتشرة في ان واحد وتاثير مباشر فاعل على كل المستويات المناطقية والبشرية كما تساعد هذه المعلومات في سرعة نقلها واتساع فعلية علتها الفاسدة من تسهيل سبل حركة الاعمال اللازمة لها في اي مكان كان من حيث تقديم الدعم اللوجستي لها

حيث يتطلب ذلك اليها –ومنها تسهيل عمليات التهريب من والى القطر وعمليات تهريب الاموال عن طريق غسل الاموال المسروقة وغير المشروعة عن كطريق تحويلها بواسطة البنوك إلى الخارج والقيام بعمليات بنكية عن عمليات شراء سلع او استثمارات عقارية او في اي مجال اخر وغيرها من الانشطة بغية تبيض هذه الاموال لاكتسابها الصفة الشرعية في تداولاتها البنكية في الاعمال التجارية والاستثمارية في اي مجال اخر

وهي من اخطر العلل الداعمة للفساد المؤثر على الوضع الاقتصادي في البلاد وعلى الوضع الامني خاصة ومن خلال تنشيط فعاليات انشطة الاجرام المتنوعة-

وهي امتداد لفاعليتها الاجرامية الخبيثة المقصودة لتخريب الوضع الامني في البلادلارتباطاتها المشبوهة بالعمليات الارهابية والجرائم المنظمة –

وقد اتخذ الفساد وسيلة مهمة في التدخل الدولي في شؤون الدول الاخرى من خلال دعم جميع انشطته الفاسدة المخربة لاقتصاد الوطني ومنشطة لاعمال الفوضى وعدم الاستقرار بعية تسقيط الحكومات وتضعيف دورها الوطني في خدمة متطلبات الناس في حياتهم اليومية فعلة الفساد فيها هو ضعف دور الحكومة من مواجهة تلك التدخلات الاجنبية ومكافحة سبل الخيانة والعمالة والارتباطات الاجنبية الماسة بسيادة الدولة والوطن –

ولماتتكاثر الاسباب بين العلة والمعلول بشكل مكثف من جميع انواعها المؤثرة في الوضع الاجتماعي والوطني والسياسي والاقتصادي بالتاكيد ما يؤدي ذلك إلى ضعف الحكومة ونظام الدولة من المحافظة على سيادة واستقرار البلاد بسبب ضعف سيادة القانون من ضعف فاعليته في محاربة الفساد واطلاق يد المفسدين في العمل بحرية من دون رادع حازم لهم

كما يحصل الان في بلادنا وهو المعوق المهم والخطير امام اي محاولة تجري لاي عملية اصلاح في الشان الداخلي في البلاد لابد من التخلص منه وتطهير البلاد منه ومن كافة علله الفاسدة والمساعدة على الهدم والتخريب وتعطيل اي انجاز متقدم في البلاد ذلك هو السبيل المهم من اجل تحقيق الاصلاح المنشود من قبل اي حكومة وطنية قادمة

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى