اسليدرمقالات واراءمنوعات ومجتمع

الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية

بقلم : رجب غريب

في أصل هذه العبارة إنها بيت شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي هذه العبارة كمثل أو حكمة الاختلاف موجود منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم عليه السلام حتى يومنا أننا متفقون على مبدأ الاختلاف الاختلاف سنة كونية من سَنن المولى عز وجل بداية من اختلاف الليل والنهار والفصول الأربعة واختلاف ألوان البشر واختلاف الطبيعة من بلد إلى آخر

والاختلاف أيضا حالة صحية «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع» كما يقال.

الأجيال تختلف في الثقافة والفهم ليكمل كل جيل لاختلاف لا يعتبر تخلفا أو رجعية ولكن الخلاف بسبب الاختلاف هو التخلف والرجعية، نحن بحاجة إلى تشجيع الاختلاف في الآراء، ومن المعيب أن نحول دوما الاختلاف إلى خلاف.

رسيخ ثقافة الحوار وتقبل الرأي الآخر تحتاج إلى وقت لترسيخها وأن تُعزز لدى أجيالنا منذ سنوات النشأة الأولى.

في الحقيقة وحتى لا نخدع أنفسنا نحن أكثر شعب في العالم يكرر «اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية»، أن تقول رأيك وأقول رأيي فهذه تسمى “حريّة رأي”. .

وأن تقول رأيك ولا تريد أن تستمع لآراء غيرك فهذا يسمى “ضيق أفق” والواقع أننا نفسد كل القضايا بالصراع والتجني واستعمال كافة السبل، ومن الصعوبة أن نتقبل حكم العقل من أجل وحدة الوطن أو الاحتفاظ بحبل الود مع الآخرين.

في بلدنا الغالي فقط بل وللأسف في جميع بلداننا العربية ، ولننظر حولنا وهذا يكفي !!!!!!!

يلزم مراعاة عدم الاستخفاف بآراء الآخرين وأفكارهم أو الاستهزاء بهم مهما كانت أفكارهم خاطئة أو ساذجة، كما يفعل ذلك البعض، خصوصاً إذا كان الطرف الأقوى والأصح في النقاش على مقدار من الثقافة والدراية ولديه خزين من المعلومات حول موضوع النقاش في حين يكون الطرف الآخر متواضعاً في ثقافته أو قليل الخبرة والمعرفة في موضوع الحوار بالذات،

فيحاول حينها صاحب الثقافة أو مدعيها أحياناً استعراض نفسه ومعلوماته بغرور وعجرفة ويحاول أن يظهر نفسه في القمة عن طريق الانتقاص أو الاستهزاء بالآخرين وأفكارهم، متصيداً هفواتهم وأخطاءهم، ومتتبعاً لعثراتهم وزلاتهم مهما كانت بسيطة، متناسياً قوله تعالى (لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكنَّ خيراً منهن) الحجرات:11

عندما يكون لنا رأي معين ونكون مقتنعين به علينا الإفصاح عن ذلك بكل ثقة واعتزاز، وبدون تردد أو خوف أو وجل من ردة أفعال الآخرين حوله، أو التحسب لتلك الردود، والترقب حول كونها موافقة لآرائنا أم مختلفة معها فلابد من الثبوت على الرأي إذا كان صحيحاً ومقنعاً وعدم التنازل عنه إرضاءً للآخرين أو خوفاً منهم أو تملقاً أو مجاملةً لهم، فإن مثل هذا السلوك يدل على ضعف الشخصية وهشاشة الأفكار وسطحيتها.

كما قال تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل: 124 والابتعاد عن الكلمات النابية المبتذلة قدر الإمكان ليكون نقاشاً لطيفاً هادئاً وهادفاً وبناءً في نفس الوقت وبعيداً عن اللؤم والابتذال، فعن الإمام علي(ع): (سُنة اللئام قبح الكلام). قدوتنا رسول الله (ص) أتمنى فعلا أن لا يفسد الخلاف للود قضية ولكن هل نحن كذلك بالفعل؟

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى