اسليدرالأدب و الأدباءمقالات واراءمنوعات ومجتمع

نقاط مفقودة

لندة مرابطين

نمضي والسنون بنا تمضي، نجر قطار ذكرياتنا بحلوه ومره، نتفقد ما أنجزناه وما تركناه وراءنا.
هناك حيث حروفنا تتكرر بين السطور نقف على حافة طريق مسدود، تركنا فيه أمنيات ساكنة تأبى الحراك، في مهب ريح غائر نكتم أنفاسنا بضرب من سلاسل حديد، بدقات من مطرقة القيود العليلة..
إن تقدمنا خطوة للأمام تنهال علينا صرخات مدوية تبث فينا الرعب..تحبطنا وترغمنا على الوقوف(stop)، نبقى نتخبط وسط ميولنا.. نلبس رداء فشلنا على فرضيات: لو ولدت وملعقة ذهب في فمي، لو أكملت دراستي لفعلت كذا، لو كنت فاتنة لشاركت بمسابقة ملكة الجمال، لو.. لو.. نقاط مخفية وسط صندوق مغلق لا يريد الانفتاح على نفسه، ثم يحبو منطلقا إلى ما وراء العدم، ومن تحت الصفر نضبط منبه سلسلتنا الحياتية، في عمر ما، الثلاثون، الأربعون أو ما فوق، المهم نلتقط الإشارة.
“ليست الحياة سهلة لأي منا .. ولكن .. ما معنى هذا ؟ .. معناه .. أنه لابد وأن نكون مثابرين .. صابرين .. والأهم .. أنه لابد وأن نثق في أنفسنا .. أن الله قد خلقنا لتحقيق شيء ما .. ولابد من تحقيق الهدف من وجودنا في هذه الحياة .. مهما كلفنا ذلك من مشاق”.
-ماري كوري
من أين يبدأ التغيير في رأيكم؟؟
لماذا نتهم ونحاسب غيرنا؟؟
أين يكمن الحل؟؟
لو نظرنا في المرآة من يقف أمامنا؟ نحن.. نعم.. صورة طبق الأصل تعني بالفرنسية (photo copie)، إذا نسخنا منها عدة نسخ سنحصل على نفس الشخص ملون باللون الأسود والأبيض.
“طوال الثلاث وثلاثين عاما الماضية، كنت يوميا أنظر في المرآة لنفسي وأقول: لو كان اليوم هو آخر أيام حياتي، هل كنت سأرغب في أن أقوم بما خططت له اليوم؟ وعندما تكون الإجابة “لا” كأغلبية إجاباتي السابقة أعلم أنني بحاجة لتغيير شيئا ما.”
-ستيف جوبز
أولا: من هذا المنطلق سنبدأ بمحاسبة أنفسنا، نبحث في داخلنا عن نقطة صغيرة تركناها مركونة غطاها غبار الزمن ولم يمزقها، حتى إذا استفقنا يوما ما عدنا إلى حيث توقفنا.
بدون تحرير ورقة استقالتنا من قيود جمعها عقلنا، وحاكها بسياج أفكارنا المبتلة بدموع ضعفنا لن نتغير.
“عندما نعجز عن تغيير موقف ما – فيجب علينا أن نغير من أنفسنا.”
-فيكتور اي فرانكل
ثانيا: الابتعاد عن واقعنا والتخلي عن أملنا بالله يعري الروح من حريتنا المطلقة، يستكين بأنفاسنا كجرثومة معدية تشل محرك الوقود فينا.
نقصنا لمعرفة ديننا المبسط يبعدنا عن قربنا من الله، عن فلاحنا، استقامتنا، ونجاتنا.
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ” اللهمَّ إني أسألك نفساً مطمئنةً تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك” .
من أين تأتي الاستقامة؟
إستقامتنا تكمن في صلاتنا.. ثم صلاتنا.. ثم صلاتنا، فصلتنا بخالقنا هي بداية قوتنا.
“عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الله الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ قُلْ لِي فِي الإِسْلاَمِ قَوْلاً، لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحدا بَعْدَكَ وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ غَيْرَكَ قَالَ: «قُلْ آمَنْتُ بِالله ثُمَّ اسْتَقِمْ» .
ما هي القوة؟
ذروة الفشل هي بداية لتخطي جانبك السلبي في الحياة، إشكالية مطروحة وتجربة موضوعية نغوص فيها بين الاغتراب والجهل.
عدونا اللدود يقبع بداخلنا ولخوض معركة الانتصار يجب التسلح بالإرادة، العزيمة، الثقة، ونور من السماء نبصر به طريقنا.
قوتنا تكمن في إيماننا ونبل أخلاقنا وشخصيتنا المنبعثة من مبدأ تربيتنا الصحيحة، من يشعر بوجود الله من حوله في كل نعم الدنيا الذي أنعم بها علينا هنا يكمن الرضا.
السعيد الحق هو من رضي بما قسم الله له، وصبر لمواقع القضاء خيره وشره، وأحس وذاق طعم الإيمان بربه، كما قال المصطفى-صلى الله عليه وسلم – : ” ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رضي بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً. أخرجه أحمد 1/208(1778) و”مسلم” 1/46(60) والتِّرْمِذِيّ” 2623 .
ثالثا: الحل يبدأ من ذاتنا الشخصي لنكمل ما تركناه وراءنا، ونضع بالتدريج أولوياتنا المستهدفة لتحقيقها، نكتب بإرادتنا أولى خطوات نجاحنا..
ماذا؟؟ ننتظر لنجرب الآن فالتجربة مفتاح سلامة الذهن.
حيث إن لم نتلق ضربات الخسارة، السقوط، الهزيمة، لن نعرف طعم الربح، الوقوف، التحدي.
كنت فعل ماضي وأصبحت اليوم فعل إرادي وحاضر يتوق لمستقبل أفضل.
كن عظيماً بفشلك وكن أعظم بنجاحك.
“نحن ندرك أن الهزيمة الكاملة هي وحدها الطريق الوحيد التي تجعلنا قادرين على أن نخطو خطواتنا الأولى نحو التحرر والقوة .. إن قبولنا بالضعف الشخصي يتحول في النهاية ليكون صخرة صلدة أو أساساً متيناً .. يمكن أن تشيد عليها .. حياة سعيدة هادفة”.
-بل ولسون
وصلتك الرسالة.. هل مزقتها أم نسختها؟؟
أجب بكلمتين: نعم/لا
إرفع صوتك دون الوشوشة فنحن هنا من أجل التعبير.
الكثير منا لا يعلم ما هو هدفه في الحياة، في يوم ما ستصل إلى مرحلة التمعن في ذاتك، وتسأل: ماذا فعلت؟ أين وصلت؟
ليتنا نفهم الرسالة قبل فوات الأوان، ونعبر لبر الأمان ونتذوق طعم الحرية.
“حقاً .. ستكون حراً إذا لم يكن لك في نهارك شاغل .. وإذا لم يكن ليلك مليئاً بالاحتياجات .. والأحزان .. ولكن عندما تمتلىء حياتك بكل هذا .. ستجد نفسك ناهضاً .. شامخاً .. متسامياً عليها .. منطلقاً .. متحرراً من أغلالها .. فأنت عند ذلك .. ستكون أكثر حرية ”
-جبران خليل جبران

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى