مقالات واراء

السلوكيات اللا صحفية

بقلم / علاء الدرديري

تعتبر مهنة الصحافة من المهن التي تهتم بجميع الاحداث التي تدور في مجتمعنا، وتتضمن سير الحوادث والملاحظات والإنتقادات التي تعبر عن مشاعر الرأي العام، وهناك من الصحفيين من ضحي بالغالي والنفيس من أجل إعلاء كلمة الحق وفضح الفساد والمفسدين، وهناك من الدخلاء من الصحفيين من أساء لهذه المهنة واستغل مكانته ونفوذه بصنع التزييف وقلب الحقائق، حتي أفقد الصحافة مصداقيتها.

الصحافة مهنة تخرج منها كبار الساسة والمفكرين، ونالوا المجد بفضل هذه المهنة، أما ما نشهده اليوم من أشباه الصحفيين الذين يتظاهرون بمعرفة الصحافة وهم من أشد الجاهلين بها، بعد أن كانت الصحافة في الماضي تعتمد علي النظريات والمعارف العلمية ومن خلال التدريب علي ممارستها، وبهذا إستطاع الأعلام في الماضي أن يحقق رسالته وغايته النبيلة في وقت ليس ببعيد، وكانت الصحافة تشكل وجدان الثوار في كل بلدان العالم.

وما يحدث الآن، يشكل كارثة إن لم يكن فضيحة إعلامية، بسبب المتسللين في مجال الصحافة والمزايدين، فتظهر حقيقتهم واضحة وضوح الفضيحة العارية المتسمة في أغلب مضمونها بالسوقية والابتزال والخروج عن الذوق العام.

وللاسف الشديد، مهنة الصحافة من المهن التي يمكن الحصول عليها دون أن يتوافر لدي الغير تكوين أكاديمي، أو بدون أن يكون له مستوي دراسي معين، ممن يدعون الصحافة ولا يتقنون العمل الصحفي إلا النميمة والأحقاد والتهافت والتناحُر على الصغائر، وحول التفاهات وبيع الكلام الفارغ، البعيد عن المبادئ والقيم والقضايا الكفيلة بتهذيب وتثقيف وتحرير الإنسان.

ولا نندهش أن هناك صحفيين في كبري الصحف، لا يجيدون القراءة والكتابة، ومع ذلك لهم أعمدة تنشر بها مقالات بأسمائهم، لكن حديثي ليس معمماً، ولا يشمل كل الصحافة، لوجود جرائد محترمة بها صحفيون محترفون، تعلمنا علي أيديهم مهنية الصحافة وأخلاقها، فلا يمكن أن تنطبق عليهم تلك التوصيفات المشينة.

فمتي ستكون لنا صحافة في المستوى المطلوب، صحافة لها قواعدها وأدواتها التي تحكمها، لا صديقة السلطة ولا عدوة لها، تهتم بالصالح العام، وتقبل بروح العصر وسلطة المجتمع والمواطن، وتبحث عن الحقيقة والأفضل لمساعدة الجمهور لاتخاذ رأيه في أجواء صافية…؟؟

ولا يسعني إلا أن أدعوا بالخير والصلاح لهولاء وأولئك المسيئين للصحافة، عسي أن يعودوا إلي الرشد وإلي الشفافية البناءة.

زر الذهاب إلى الأعلى