مقالات واراء

نختلف مع الرئيس ولا نختلف عليه

بقلم / سعيد الشربينى
الكاتب أو المفكر ما هو الا لسان حال الوطن ينبض بنبضه ويتآلم لآلامه ويزف الفرحة اليه، فعندما يكون النقد فاله وعندما يكون التأيد فمن أجله ويطرح الفكر والرؤى فوق بساط الوطن فنختلف حولها ولانختلف على الاصول، فمصر هى الملاز والوطن .

فكلنا بشر نصيب ونخطأ ولا كمال الا لله، ولكن قد نختلف فى الرؤى والسياسات وطريقة التنفيذ والاولويات، وهذه ظاهرة صحية تؤكد بأن جسد الوطن مازال ينبض بالحياة .

السيد الرئيس قدم ويقدم لمصر ما لم يقدمه رئيسآ من قبل بجانب القياس الزمنى، أشرنا اليه من قبل بأقلامنا تحت عنوان ( صناع الحضارة فى العصر الحديث ) وذلك من خلال ثلاثة مقالات نوثق بها ما تم انجازه منذ الثلاثين من يونيو وحتى اليوم .

مؤكدآ بالقول : ( سوف يتوقف التاريخ طويلآ أمام هذا الرجل ) فقد اعاد لمصر قوتها الرادعة وأعاد تسليح الجيش وبنائه بأحدث الاسلحة والنظم العالمية والاشد فتكآ، وشرع فى البناء من الداخل وأقام المشروعات الكبرى والطرق والكبارى والوحدات السكنية والمدن الجديدة، وجميعنا يلمس ذلك فهى حقيقة على الارض ومن ينكرها فلا يرى الا سوادآ، فلا نختلف عليه فهو مصرى وطنى قوى، بل نختلف احيانآ معه حول الاولويات ودومآ ما نحب أن نكرر بأن التعليم والاهتمام به على اعتبار أنه آمن قومى كان لازمآ علينا أن نبدأ فى بنائه وبشكل سريع وفعلى وجاد، فهو محور الارتكاز لكل مشاكلنا أو يصبح القوة الفاعلة فى بناء الوطن وتقدمه ورقيه.

وقدمنا الامثلة فى ذلك وأكد التريخ نجاحها وتقدم الوطن من خلالها على كافة المستويات الاجتماعية بكل اشكالها الاخلاقية والبيئية والتربوية والعادات والتقاليد وأحترام الوطن، فأحترم الوطن المواطن، وقدمنا وجهات نظر كثيرة ورؤى أخذ منها ما يعيبها وتم تطبيقه على ارض الواقع دون الدراسة الجيدة لطبيعة البيئة والمجتمع المحيط بنا وآخذنا ننظر اليه بعقل الماضى، فمن الصفر نبدأ والى الصفر نعود .

فأنتشر فى جسد المجتمع أشكال الفساد التى تتخذ من الجهل وعدم الوعى الدينى والعلمى والثقافى طريقآ لها ويحتاج الى سنوات طوال من أجل القضاء عليها عندما نعود لنعى أن العلم والتعليم آمن قومى يجب أن يكون أولى اهتماماتنا، فبه نقضى على الارهاب والبطالة ونسموا ونعلوا فوق كل الآمم … ( آد الدنيا ) .

وكذلك الصحة والبيئة كى نكون شعبآ صحيحآ لديه القدرة على العمل والتعلم والعطاء، فلن نرى الاوطان تبنى بعلتها، وسلطنا الضوء على ذلك وطرحنا الرؤى كان يمكن لنا أن نتعامل مع العالم من حولنا برؤى تقوم على سياسات التآجيل لبعض الوقت كى نعيد للمجتمع حالة الصحية التى تمكنه من العمل والعطاء، ولكن مازالت المشفى الحكومى ومنافذ العلاج الآخرى والرعاية الصحية تآن من قلة الفكر والتطور. فمن الصفر نبدأ والى الصفر نعود .

لابد أن نتفق جميعآ اننا فى حالة حرب حقيقية لايعلم مداها الا الله يسقط منا الشهداء تباعآ نصيب تارة ونخفق آخرى بل تعد من أعظم الحروب التى تخوضها مصر الآن وعبر تاريخها الطويل، وتحتاج منا هذه المرحلة الفارقة فى عمر الوطن الى اليقظة والوحدة والالتفاف حول كلمة واحدة هى الوطن، ونقول بأنها أعظم الحروب من حيث التكتيك والاستراتيجية والاهداف والواقع على الارض، فكانت حرب أكتوبر المجيد معلنة ومحددة الجبهات وارض المعركة، ولكن هذه الحرب ليست لها جبهات محددة أو معلومة فمطالب بأن تحارب على كافة الجبهات فى الداخل والخارج .
فالكل حرب اسبابها ودوافعها وأهدافها، فما أسباب هذه الحرب ؟ وما دوافعها ؟
نختلف عندما نرى البناء والاعمار قدر ما له من حضارة وبناء مؤسسات على قدر ما له تداعياته الخطيرة التى يمكن لها أن تعود بخلق حالة من الاحتقان وعدم القدرة على التحمل، فلابد لنا من التوازن من أجل استكمال المسيرة لانحمل ملف على الآخر حتى لانفسد كل الملفات .

نختلف معه ولا نختلف عليه .. للحديث بقية
( حمى الله مصر شعبآ وجيشآ وقيادة من كل مكروه وسوء )
تحريرآ فى / 26 / 10 / 2017

زر الذهاب إلى الأعلى