أهم الاخبار

” بعد نجاته من الموت ” حسن بخيت يكتب — ما بين الحياة والموت لحظة


—————————-
كثيرًا ما تمر على الإنسان لحظات يشعر فيها أن هذه الدنيا لا تساوي شيئًا، ربما بسبب موقف ما، أو حدث غيَّر مجرى تفكيرك وحياتك، فيجعلك تكتشفها على حقيقتها التي كنت تتجاهلها، لتزداد يقينًا بأنها لا تستحق كل ما تفعله من أجلها!
إن كل إنسان ـ بعد وصوله إلى مراحل الوعي الأولى ـ يعرف ويدرك تلك الحقيقة، لأن الموت يقين لا شك فيه، ولا فرار منه.. هو ناموس الطبيعة الذي يتحقق، إن آجلًا أو عاجلًا، ولابد منه في آخر المطاف.
لعل أكثر ما يجزع الأهل والأصدقاء، أن الموت يأتي فجأة، من دون وداع.. ورغم هذا اليقين الراسخ بأن الموت هو نهاية رحلة الحياة »القصيرة«، إلا أن ما يجعله »مزعجًا«، هو تسلله خلسة ليختطف منَّا أعزاءنا واحدًا بعد الآخر، من دون إنذار مسبق.
ما بين الموت والحياة لحظة مهما طالت لنا او قصرت فانها منتهية لامحالة احبب من شئت فانك مفارق و عش ما شئت فانك ميت هكذا اخبرنا سيدنا محمد صلى الله علية وسلم فما بين الحياة والموت نفس يتردد وقلب يتحرك ما بين الحياة والموت دنيا الانسان وعمره يفنية ما بين خير وشر ما بين حسنات وسيئات يربح فيها من غلبت حسناتة على سيئاتة وخسر فيها ثقلت سيئاتة على حسناته ، لأن الموت يأتي مقتحمًا، لينهي كل شيء، سواء أكنَّا مستعدين له، أم غافلين عنه، لأنه يظل قابعًا خلف الأبواب، وكما قيل: »استهينوا بالموت، فإن مرارته من خوفه«، لأنه ليس إلا »قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء، إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة.. فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر«!
لاشك أن الموت »يصفِّي المؤمنين من ذنوبهم، ليكون آخر ألم يصيبهم كفَّارة آخر وزر بقي عليهم«، ولذلك فإن »أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها، ويوم يُبعث فيرى أحكامًا لم يرها في دار الدنيا«.
إن هذه الدنيا بكل جمالها وعظمتها سوف تنتهي يومًا.. الشمس والنجوم أيضًا سوف ينطفئ نورها.. والجبال الشاهقة بكل هيبتها وشموخها سوف تصبح دكًا.
أحداث القصة
————
كالعادة ذهبت ليلة أمس بعد صلاة العشاء الي منطقة السعادة الجنوبية لزيارة صديقي العزيز ” الاستاذ / أحمد الراعي ” للاطمئنان عليه أثر اجراء عملية بسيطة ، وفجأة وبدون ترتيب طالبا مني أولادي الاثنين بالذهاب معي …. وبعد الحاح واصرارشديد ، وافقت علي اصطحابهما معي .. ووصلنا بحمد الله الي البيت ، وبعد حوار قصير ، قررنا الذهاب الي هايبرماركت ( سمايل ) بمنطقة السعادة الجنوبية ، وبينما نحن في طريقنا الي الهايبرماركت ، فوجئت بامرأة وأولادها يعبرون الطريق الداخلي بين المساكن ، ومن الأدب والنخوة والرجولة أن أنتظر هذه المرأة حتي تعبر بسهولة ويسر ، فتوقفت بعيدا عن الطريق الرئيسي والتقاطع المؤدي الي الهايبرماركت ، علي مسافة 4 أمتار تقريبا ، وكانت المفاجأة والعجب العجاب ، اذ بسيارة يقودها ” باكستاني ” وبسرعة جنونية ليخرج من الطريق الرئيسي لكي يتفادي سيارة أخري تنتظر عبور التقاطع ليصطدم بسيارتي من الجانب الأمامي للقيادة .
وبفضل الله ومنه وكرمه ورحمته : لم نصام جميعا بأي مكروه أو أذي …. أصيبت السيارة ببعض الأضرار .. فورا : قمت بالاتصال بالشرطة العمانية والتي لم تستغرق سوي 5 دقائق وكانت أمامنا بموقع الحادث ، وبعد التأكد من سلامة جميع الأرواح ( كل الشكر والتقدير والاحترام للشرطة العمانية ) قامت بالاجراءات القانونية .
لولى لطف الله بعبده كاتب هذه السطور لكنت الآن وأولادي وصديقي في عداد الموتى وبدلاً من أكتب خبر نجاتي لبلغتم بنبأ وفاتي!
ولكن لله الحمد والشكر على أن وهبني العمر الجديد بعد هذا الحادث المؤسف.والذي لا ذنب لي فيه ، وانما خطأ الأخرين .
أشكر رجال وشباب هذا البلد الطيب والذين تجمعوا في الحال للاطمئنان علي سلامتنا وتقديم المساعدة ، وقد حمدوا الله على سلامتنا… ولله الحمد الشكر إنني خرجنا من هذا الحادث معافين تماما دون أذي أو سوء

زر الذهاب إلى الأعلى