مقالات واراء

مصر تقود قاطرة الامة العربية للنصر اذا ما اتحد العرب

بقلم / سعيد الشربينى
……………………….
عادت قضية الوحدة العربية إلى الواجهة مجدداً في أواخر العهد العثماني، حيث اشتدت موجة التتريك والبطش بالعرب في سورية (الأقطار السورية الأربعة اليوم)، فبدأت الجمعيات العربية بالتململ وبالدعوة فيما بعد للانفصال عن الأتراك. وبالاتفاق مع بريطانيا، قام الشريف الحسين بن علي بإعلان الثورة العربية الكبرى بهدف طرد الأتراك وإنشاء دولة عربية موحدة في المشرق العربي والحجاز خلال الحرب العالمية الأولى. في ذات الوقت، كان الإنكليز يسعون إلى الحصول على حلفاء لهم في حربهم ضد ألمانيا والدولة العثمانية، فالتقت مصالحهم مع مصالح العرب، ولكنهم في نهاية الحرب تنكروا لوعودهم للعرب وقاموا بتقسيم دول المشرق العربي وبإعطاء الأقاليم السورية الشمالية لتركيا وعربستان (الأحواز) لإيران، وبإخضاع بقية المشرق العربي للانتداب البريطاني أو الفرنسي. وفي مرحلة لاحقة، تنازلت فرنسا عن لواء الاسكندرون السوري لتركيا وقامت بريطانيا بتسهيل إنشاء دولة لليهود في فلسطين، مما قوض محاولات الوحدة في المشرق العربي.
تم تداول قضية الوحدة مرة أخرى في الأربعينات من القرن الماضي من قبل حركة القوميين العرب. وقد كانت هذه الحركة بقيادة جورج حبش وهو طالب فلسطيني في كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، وفي وقت لاحق أصبح سياسي ، لقد كانت الحركة القومية العربية اشتراكية ومعارضة لدولة إسرائيل، وفي نفس الوقت تقريباً ظهرت الحركة الناصرية بقيادة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وقد ارتقت الفكرة بقوة شديدة وكانت المصلحة منها هو التوحيد العربي.
بعد هزيمة الدول العربية في حرب الأيام الستة (النكسة) في عام 1967 ضد إسرائيل والتي نتج عنها احتلال سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية، تراجع المد القومي وضعفت الحركات الوحدوية بين العرب. لكن الناصرية لا تزال موجودة إلى اليوم في بعض الدول، لكن “حركة القوميين العرب” قد اختفت بشكل كبير.
وهذا ما نجحت فيه الدول المعادية لوحدة الامة العربية التى ترى فى تفككها وضعفها انتصار كبير لها من اجل الهيمنة ونهب وسرقة ثرواتها . وللأسف الشديد يتم هذا فى غيبة عقول الزعماء العرب .
فكم كانت مصر تحاول ولازالت أن تلم شمل الامة العربية تحت راية واحدة وجيش عربى موحد ليكون قوة راداعة ضد هؤلاء الطامعين بثرواتنا واحتلال اراضينا الاأن الاغراض والاهواء مازالت تلعب دورآ كبيرآ بل تقف مانعآ كبير امام تحقيق ذلك وهذا ما جعل تلك الدول المعادية أن تبسط نفوذها وبقوة على بعض الدول العربية التى اصبحت الان تشعر بالضعف الشديد وقلة الحيلة بعد أن سدت آذانها عن سماع صوت مصر الذى يدعوا الى الوحدة واصبحت لاتسمع ولاترى غير صوت دول الوهم والخيال والفكر الشيطانى .
فمصر قيادة وشعبآ قوة هائلة قد عجز امامها الاستعمار عبر التاريخ وخرج منها مخيب الامال ومنكس الرأس . ولابد للعرب جميعآ يعوا ويدركوا أن مصر فى الفترة القادمة هى القائد لقاطرة النصر اقتصاديآ وعسكريآ بل ستكون القوة الرادعة لحماية الامة العربية بأثرها ودول الخليج خاصة .
وهذا ما توصلت اليه هذه الدول المعادية للأمة العربية وقد اصبح يؤرقها وهى تعمل الان جاهدة من اجل ايقاف قاطرة التقدم من خلال خلق المشكلات بين الاشقاء العرب والعمليات الارهابية هنا أو هناك . ولكن وعى وحكمة القيادة السياسية تدرك ذلك جيدآ وتحذر منه الاشقاء بعدم الانسياق وراء هذا الفكر الشيطانى الذى يسعى الى تفتيت وحدة العرب واضعافهم من اجل النيل منهم . فهل تعى وتدرك وتستجيب الدول العربية والخليجية أن مصر هى جوبعة السهام لكل من يحاول المساس بها أو بوحدة العرب اذا ما تعقل هؤلاء الزعماء وولجاءوا اليها واتحدوا تحت رايتها من اجل امنهم وسلامة شعوبهم واراضيهم قبل أن يقعوا فريسة بين فكيى هذه الدول ويسهل ابتلاعها . وان يعلموا جيدآ ان مصر هى الشوكة التى تقف فى حلق هؤلاء اصحاب الفكر الشيطانى ولن ولم ينال منها احد .
( حمى الله مصر وزعيمها وشعبها من كل سوء )
تحريرآ فى 21 / 12 / 2016

لا يتوفر نص بديل تلقائي.
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات

تعليق

Saied Elshirbiny
زر الذهاب إلى الأعلى