اخبار التعليممقالات واراء

وزارة التربية والتعليم

بقلم / كواعب أحمد البراهمي كواعب

تلك الوزارة التي تشغل بال جميع الشعب , أو بمعني أصح الغالبية العظمي منه. فلا يوجد منزل يخلو من تلاميذ , ولا يوجد منزل يخلو من الشكوي من تلك الوزارة . ولذلك نريد مخاطبة وزير التربية والتعليم الجديد .

باديء ذي بدء نريد أن تعمل الوزارة بالأسم الذي تحمله وبنفس الترتيب التربية والتعليم .

وذلك لأن دور الوزارة أصبح متقلصا جدا , ولا تكاد تقوم بأي منهما علي الوجه الأكمل , أو حتي علي وجه يقترب من الكمال .

ولكن للاسف هو دور ناقص مبتور , ويوجد لهذا النقصان ألف مبرر من وجهه نظر العاملين بتلك الوزارة .

فما عاد المدرسون يعلمون الأطفال أو التلاميذ حسن الخلق , وما عادت المناهج تحمل الأمثلة التي تعضد الخلق القويم , وما عاد الطالب والتلميذ يجد القدوة .

البعض يقول سبب ذلك كثرة الأعداد والتفاقم السكاني الذي أصبح يلتهم كل بوادر للتحسن والبعض الآخر يقول أن نقص الرواتب للمدرسين هي السبب وذلك ما يدفعهم إلي الإهتمام بالدروس الخصوصية كمصدر رزق لهم , وبالتالي تستهلك وقتهم وطاقتهم فيذهبون إلي المدرسة مرهقين فاقدين القدرة عللي العطاء .

وفي كل الأحوال وأيا كانت الأسباب فإن النتيجة أن المدرسة لا تؤهل التلميذ ولا الطالب لا علميا ولا خلقيا كما ينبغي . فأصبح أكثر الطلاب لا يستطيعون كتابة الكلمات صحيحة , وأصبحوا يخلطون بين الحروف , ويضيفون ويحذفون حروفا دون علم ودون وعي .

وذلك في المواد التي هي باللغة العربية . فإذا كانت المواد بلغات أخري فالخطأ أكثر .
والآن ما هو الحل الذي ستقدمه وزارة التربية والتعليم للتلاميذ والطلاب والمدرسين والعاملين بها ؟؟؟؟

بالطبع لن يتم إنشاء مدارس كافية علي وجه السرعة وفي كل المدن والقري وجميع المحافظات في وقت واحد . ولكن لابد من وضع خطة منظمة ومحددة وممنهجة لتحقيق ذلك في غضون وقت محدد وبمحاسبة دقيقة لكل مسئول عن المبلغ الذي تم تحديده للبناء ومحاسبته عما تم إنجازه وما تم التأخر فيه .

وليس المحاسبة عند وجود تقصير أن نقول له مع السلامة ياباشا أو يا سيادة الوزير وكفي . المحاسبة تكون بأن يعرض لمساءلة القانونية عن التقصير وعم القيام بالعمل المنوط به . وحتي يتم ذلك لابد من تطبيق نظام الفترتين في كل المدارس , ولو إستطعنا جعل المدارس إبتدائية صباحا , ومن الواحدة ظهرا تكون للتعليم الإعدادي والثانوي يكون أفضل .

ثم يأتي دور المدرس لماذا لا يتم متابعة حقيقية من الوزارة عن المدرسين , وعن قيامهم بالشرح فعلا داخل الفصول ؟
لماذا المدرس يقوم بدوره علي أكمل وجه في المدارس الخاصة ؟؟؟
لماذا يشرح ويشرح ولا يستريح بالرغم من أنه لا يشعر بالأمان الذي يشعر به مدرس الحكومة .

وبالرغم من أنه ربما مميزات مدرس المدارس الحكومية أكبر . ولكن للاسف لعدم الرقابة تضيع أشياء كثيرة .

نحتاج أن نحترم المعلم فيكون له السلطة العليا علي الفصل , لا أن يأتي ولي الأمر ليوبخ المعلم أن شدد علي أبنه , فيفقد المعلم هيبته . وأن يتعلم التلميذ إحترام كل شئ الطابور ومواعيد الحصص . لا أن يذهب في أي وقت للمدرسة .

وكذلك يحتاج المعلم إلي راتب يكفي متطلباته ويتناسب مع وظيفته والتي هي أخطر الوظائف لأنها تعليم أجيال سيكون منها الطبيب والمهندس والمعلم والسياسي والحاكم والمسئول , فيجب أن يزرع في كل هؤلاء معني الضمير ومعني الإحترام ومعني حب الوطن وحب العمل

لماذا التلميذ بالمدارس الخاصة يذهب الصباح مهندما ومهتما بنفسه وبواجباته , والتلميذ بالمدرسة الحكومية يذهب وكأنه خارج من ماتش كرة بالشارع , لم نكن نحن في عهد سابق هكذا , لم يكن أهلونا يتركوننا نذهب للمدرسة علي أيه حال والسلام , ولم يكن هناك فرق بين الغني والفقير وابن الطبقة المتوسطة , فالكل يذهب للمدرسة مهتما بنفسه , وبنفس الزي .

نحتاج الإهتمام بالمناهج بوضع الخلق القويم خاصة في الإبتدائي لأن المدرسة تربي وتعلم , ولكي نخلق جيل يحترم والديه وجيرانه وأخوته , ويحترم كل شخص يتعامل معه

وليس جيل لا يري سوي نفسه , ولا يحترم الآخرين . نحتاج نعلم الأطفال معاني الرحمة , فيقلل تأثرهم بأفلام العنف . نحتاج أن نحارب مساوئ المجتمع التي يراها الطفل في السينما وفي الشارع وفي النت ومن خلال الأفلام الأجنبية ( الأكشن ) والتي لا تعرف سوي القتل .

نحتاج وبشدة أن تعود حصص الموسيقي والألعاب , أن نهتم بتنمية الذوق لدي الأطفال والتلاميذ , وأن نفرغ طاقاتهم في الألعاب وأن نكتشف وننمي مواهب تشارك بطولات عالمية . نحتاج أن تعود المكتبة في كل مدرسة , أو الإستعاضة عنها بالمكتبة المتحركة لكل مجموعة من القري , بحيث تكون كل يوم في مدرسة , وأن نحافظ علي ذلك التراث من أن يبدده الآخرون أقصد بذلك محاسبة المسئول عن عهدة المكتبة ,.

وننمي لدي الأطفال فن الكتابة والخطابة والتذوق الأدبي , نحتاج أن ننشئ جيلا لا يعرف العنف . لأن النفوس المهذبة فنيا وثقافيا لا تعرف العنف .

ربما لا يدرك المعلم فعلا خطوره دوره , ويستهين بما يقوم به ولذلك لا يقدمه علي الوجه الأكمل , فلو علم المعلم أنه يصنع أمم وينشئ حضارة , ويقيم أبنية من عقول التلاميذ تحافظ علي الوطن وتحميه وتدافع عنه لبذل كل ما يستطيع فعلا من جهد .

وأذكر بيتا كان يقال دوما لنا ونحن تلاميذ .
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا .
فرسالة المعلم هي أعظم رسالة , وليت المعلمون يعلمون ويعملون .

زر الذهاب إلى الأعلى