التقارير والتحقيقات

الخيامية فن ومهنية رمز للموت والحياة وتهديد بالانقراض

كتبت:حنان فتح الباب
عندما تتجول في أحياء القاهرة الفاطمية، أو قاهرة المعز كما يطلقون عليها، تجد نفسك تستشعر عبق التاريخ والتراث الإسلامي،الذي اتسم بالتصميمات الرائعة والزخارف، سواء في المباني اوالمنتجات اليدوية المتميزة، وعلي امتداد شارع المعز، آخر شارع الغورية، وأمام باب زويلة، تجد نفسك داخل سوق من أشهر أسواق القاهرة المسقوفة وهو”شارع الخيامية” وسمي بهذا الاسم نسبة لحرفة هي أقرب للفن منها إلي المهنية، وتعتبر من اوئل الحرف اليدوية في مصر، وهي صناعة الأقمشة الملونة، التي تستخدم في عمل السرادقات والخيام”الخيامية” ،وتطورت فأصبح يصنع من هذة الحرفة أشياء أخرى،تتميز بالإبداع والطابع الجمالي، مثل الخدودية والشنط ومتعلقات الجدران.
تجولنا بشارع الخيامية حيث تجد علي جانبيه مجموعة من الورش التي تخصصت في هذا النوع من التراث الفني العريق، والتقينا بعدد من الحرفين والعاملين بهذة المهنة.
يقول مصطفى الليثي ، اعمل في المهنة منذ الطفولة وحتي الآن يعني 40 سنة في الصنعة هي مهنة كل ماهو جميل والأصل فيها العمل اليدوي وتتسم بالطابع العربي الإسلامي ويمكن استخدامها في تزين المفروشات والعبايات ويؤكد مصطفي أن هذة الصنعة أساسا مهنة مشايخ بمعني أنها كانت تستخدم أساسا في كتابة الحرز القرآني حيث التقنية والحرفية ومع دخول الفاطمين لمصر ظهرت أهميتها حيث في تزين مفروشات القصور الملكية وخيام الملوك التي كانوا ياخذونها معهم أثناء رحلات الصيد
وتعمل بعض النساء بهذة المهنة وتتقنها ولكن عملها يكون من داخل المنزل مش في الورش
يقول الليثي لي الفخر أن جدي اشتغل في كسوة الكعبة والتي خرجت آخر مرة من قصر الخرنفش عام 1968م أتيحت لي فرص كثيرة للعمل في مجالات كثيرة ولكنني فضلت العمل في مهنتي وأقوم بعمل تصميم للاقمشة الخيامية التي تنتجها المصانع ويحدثنا عن مدي الإقبال علي شراء منتجات الخيامية اوطلب أعمال مخصوصة منها
الإقبال ضعيف لأنها ترتبط بتقدير الفن الجمالي لذلك يكون الإقبال من السائحين الأجانب وصفوة المجتمع وما يجب الاهتمام به واخذة مأخذ الجد أن هذة المهنة مهددة بالانقراض لا يوجد من يريد تعلم الصنعة أو يسعي أحدا ليعلمها وذلك لقلة الإقبال على شراء منتجاتها إلا من الصفوة فالحاجة أم الاختراع
يقول الحاج فاروق علي السيد، 76 سنه، صاحب محل لبيع وتصنيع منتجات الخيامية، من الستائر وخيم وسقفيات، انا اعمل في هذة المهنة منذ أكثر من 65 سنة ورثتها أبا عن جد، فأنا أقوم بتفصيل قماش الخيام”دك”حسب طلب الزبائن
وأضاف ان القماش يوجد منه نوعان القماش المطبوع والقماش المشغول يدويا بالإبرة، والذي أصبح الإقبال عليه قليل والأكثر شيوعا في الإستخدام هو القماش المطبوع الذي يستخدم في صنع الخيام ،والتي مطلوبة بكثرة عند أصحاب محلات الفراشة لعمل سرادقات العزاء والأفراح ايضا
وأكد”فاروق” أن منتجات الخيامية قل الإقبال عليها لعدم تنشيط السياحة منذ ثورة 25 يناير، لأن ، شغل الإبرة التدوينات مطلوب في المناطق السياحية علي مستوي الجمهورية.
أما عاطف كمال عبد التواب 37 سنة يقول اعمل في هذة المهنه منذ الصغر ورثتها أبا عن جد، وأنا اعمل بها لاحافظ علي التراث ولأني أحب هذا الفن الذي أبدع فيه
وأكد أن “الخيامية ” هذة بالانقراض لعدم الإقبال علي تعلمها والتدريب ، وأصبح عدد العاملين بها قليل لأنها تأخذ الكثير من الوقت لعمل قطعة فنية يدويا”شغل إبرة”والعائد قليل مع ارتفاع سعر الخامات.

11 10 7
وأشار الى ان الإقبال علي منتجات الخيامية “اليدوية” من المصريين أكثر من الأجانب حاليا،
وطالب عاطف المسؤلين بالاهتمام بشارع الخيامية مقارنة بشارع المعز لأنه لايقل أهمية عنه تاريخيا وأثرها وسياحا.
وأكد على أنه لن يعلم أولاده فن هذة الحرفة الراقية لأنها تأخذ وقت ومجهود ودخلها قليل
يقول صلاح توفيق عبد الفتاح 45عاما صاحب ورشة لتصنيع الشنط الحريمي
اعمل انا وأخي في صناعةالشنط من خامات الجلد الطبيعي التي تعتمد علي قماش الخيامية في تصميمها، بدوي وقماش نوبي، وشغل عرايشي، وسجاد شغل إبرة
وأضاف أنه لايعتمد علي السياحة في بيع منتجاته لأن الرزق واحد سواء كان “الزبون”مصري أو اجنبي، بل الإقبال من المصريين قد يكون أكثر.
ويؤكد عصام بيومي محمد، 46سنةحاصل علي معهد سياحة وفنادق؟ صاحب محل وورشه لتصنيع منتجات شنط الخيامية، طبع وشغل إبرة يدوي، علي أن شغل الخيامية يعتمد بصورة كبيرة علي السياحة.
وأضاف منذ الثورة كان معدل البيع والشراء 40% ولكن بعد حادثة الطائرة الروسية ، توقفت حركة البيع والشراء تقريبا.

3 4 6

زر الذهاب إلى الأعلى