مقالات واراء

النظرية العلمية

كتب حازم مطر

النظرية العلمية تقوم علي أساس منهجية منظمة ويتم تدعيها من خلال ملاحظات دقيقة ومضبوطة توضح الظروف التي تثبت صحة النظرية، والنظرية تنظم المفاهيم والمقولات وتضعها في قوالب من أجل تفسير طبيعة العلاقات بينها، وتقوم النظرية بمهمة إرشاد الباحث إلي الأشياء التي يجب أن تسترعي اهتمامه انتباهه في العالم الاجتماعي والفيزيقي والبيولوجي، فالنظرية تحدد رؤية الباحث، ذلك لأن يتخذ لنفسه إطار نظريًا مرجعيًا سوف يبحث ظواهر معينة وعلاقات اجتماعية معينة ويهمل بعض ظواهر العلاقات الأخرى مع فليست هناك نظرية علمية ثابتة لأن العلم لا يقف عند نقطة بعينها وهو يراجع دائما نتائجه ونظرياته.

النظرية: Theory
نسق فكري استنباطي متسق حول المعرفة لظاهرة أو مجموعة من الظواهر المتجانسة ويحوي هذا النسق إطارًا تصوريًا ومفهومات وقضايا نظرية توضح العلاقات بين الوقائع وتنظيمها بطريقة دالة ذات معني كما أن النظرية تنطوي فوق ذلك علي بعد امبريقي، أي اعتمادها علي الواقع ومعطياته، كما أنها ذات توجيه تنبؤي يساعد علي تفهم مستقبل الظاهرة، وذلك من خلال تعميمات احتمالية .
وتعرف النظرية بأنها “صياغة لمجموعة من العلاقات الظاهرة والتي تم التحقق من صحتها جزئيًا علي الأقل وبين مجموعة معينة من الظواهر”.
كما تعرف النظرية: مجموعة من المفاهيم والتعريفات والقضايا التي تمكن من تقديم وجهة نظر منظمة ومنسقة حول ظاهرة ما، وذلك بتحديد العلاقات بين المتغيرات بهدف تفسير الظاهرة والتنبؤ بها.
وتعرف النظرية ” هى مجموعة من المفاهيم بعضها وصفى والاخر اجرائى كما أن النظرية تتكون من مجموعة من الفروض يتناول كل منهم علاقة بين متغيرين على الأقل بحيث تكون تلك الفروض نسق استباطى على الأقل بمعنى أن يشتق فرض رقم ثلاثه من الفرض رقم واحد واثنين” .

كما أنها “مجموعه من الافتراضات Proposition المترابطة التى تنظم داخل أنساق استنباطية deductive تهتم بتفسير ظواهر معينه” .

ويرى بيلى ((Black & Champion أن النظرية مجموعة من المفاهيم والتعريفات والقضايا المترابطة ، التى تقدم صورة متسقة للظواهر ، عن طريق تحديد العلاقات بين المتغيرات بهدف تفسير تلك البظواهر والتنبؤ .

تتكون النظرية من مجموعة من الافتراضات المترابطة معا أرتباطا منطقيا حيث تقسر العلاقات المتفاعلة داخل ظاهرة معينة
وهى مجموعة من الفروض Hypotheses المترابطة والمفاهيم Concepts والمكونات Constructs التى تقوم على أساس الملاحظات والحقائق العلمية وتحاول تفسير ظاهرة معينة.

تعريف تالكورت بارسونز :
مجموعة من المفاهيم المعممه المترابطة بشكل منطقى لاطار أمبريقى

تعريف فرد كيرلينجر F. Kerliner
مجموعة من المكونات والمفاهيم المرتبطة معا ، والتعريفات والافترؤاضات التى تقدم منظورا منتظما لمجموعة من الظواهر عن طريق تحديد العلاقات بين العوامل ، وذلك بهدف تفسير تلك الظواهر وأتاحه أمكانية التنبؤ بوقوعها .
المفهوم Concept هو مصطلح يستخدمه أصحاب العلم الواحد والمشتغلون به لوصف ظاهرة معينه يتعامل نعها هذا العلم مما يساعد على التواصل بينهم ومنع التضارب وأمثله على تلك المفاهيم العلاقة المهنية والتقبل .
أما المكون أو التكوين Construct فهو مفهوم أكثر تركيبا أو بتعبير أخر مصطلح مكون من عدد من المفاهيم فالذكاء مكون يشمل على مفاهيم عديدة منها القدرة على التصور ، والقدرة الرياضية …………….. وغيرها .
ويرى البعض أن النظرية نسق فكرى تجريبى مترابط يلخص وينظم المعرفه عن العالم الاجتماعى ، وله جوانب أساسية :
1- يشير النسق الفكرى أن النظرية كيان يضم بداخبله عناصر فرعية كالمفاهيم والأفكار والاقتراحات
2- التجريد هى سمه هذا النسق الفكرى أى هناك نظريات اجتماعية عاليه التجريد تتصف بالشمول
3- تلخيص وتنظيم المعرفهمن أهم النظرية .
4- ويعرف روبرت ميرتون
النظرية بأنها “مجموعه من التصورات المترابطة فيما بينها ترابطا ومفهوما وقضايا” .

مفاهيم متعلقة بالنظرية:
• المفهومات Concepts
“هي رموز لفظية تصور وتصف الوقائع في حقيقتها الجوهرية أو خصائصها الرئيسية”
• القضايا Propositions
هي عبارة عن أحكام أو تعبيرات Expressionsأو مقولات Statementsأو تقريرات عن ظاهرة من الظواهر التي أمكن تسجيلها أو ملاحظتها ويجب أن تشتمل القضية علي:
1- مفهومين أو أكثر من المفاهيم المترابطة.
2- علاقة مابين هذين المفهومين المترابطين.
3- أن تكون قابلة للخضوع للبحث العلمي.

مكونات “عناصرها ” النظرية : Theory Elements
1- الافتراضات الأساسية : Proposition
هى عبارات أو جمل توضح العلاقه بين بعض المفاهيم أو الاصطلاحات التى تتضمنها النظرية حول الظاهرة أو الظواهر التى تشكل مجال اهتمامها وتمثل افتراضات النظرية القواعد والمنطلقات العلمية التى تشكل الاطار الفكرى العلمى للنظرية ، ويطلق عليها مصطلح مسلمات النظرية .

2- نسق استنباطى :
حيث يحددها R. Merton بأنها نسق استنباطى .
وتعتبر النظرية نسقا استنباطيا حيث يت استخلاص الفروض التجريبية من الافتراضات الاساسية التى تتضمنها النظرية . زمعنى ذلك أن التفكير الاستنباطى يتضمن استخلاص النتائج من بعض المقدمات والتى تمثلها افتراضات النظرية .

3- تفسير الظواهر : Explanation
يعتبر التفسير من العناصر المرتبطة بأى نظرية بل ان التفسير يعتبر المعيار الاساسى لتقييم أى نظرية ، ويعتبر التنبؤ من أهم المقومات الاساسية للنظرية حيث تستمد قوتها من التفسير والتنبؤ بوقوع بعض المشكلات أو الظواهر المرتبطة بالافتراضات الاساسية لها .
مكونات أخرى للنظرية:
يتفق معظم العلماء حول الأجزاء المكونة النظرية التي يمكن إيجازها فيما يلي:
1- أفكار عامة وافتراضات مسلمة.
2- إطار مرجعي.
3- متغيرات.
4- قضايا.

شروط قضايا النظرية
تتسم النظرية بما يلى:
1- الإيجاز.
2- الشمول.
3- تتكون من أفكار منسقة ومنطقية.
4- تشتمل القضايا علي علاقات تربطها ببعضها البعض.
5- يجب أن تكون القضايا لخصائص الظاهرة الطبيعية.
6- يجب أن تكون القضايا قابلة للاختبار الامبيريقي.
شروط النظرية العلمية:
1- ضرورة أن تكون مكونات النظرية واضحة ودقيقة محددة الألفاظ والمعاني والمضامين.
2- أن يعبر عما تشتمل عليه النظرة بإيجاز تعبيرًا بوضوح عن هذه المشتملات ويبين فرض النظرية عمومًا وأهداف كل مكون من مكوناتها.
3- أن تكون النظرية شاملة بقدر الإمكان للجوانب التي تنطوي عليها النظرية عليها النظرية بما في ذلك وصف وتحليل وتفسير الحقائق المعنية.
4- أن تكون متفردة في موضوعها وشروحها التفسيرية ذلك لأن وجود نظرية أخري تدرس نفس الموضوع وتفسره بنفس العوامل والطرق يضعف النظرية ويجعلها تكرار لا مبرر له يتنافي مع قاعدة الاقتصاد العلمي.
5- أن يكون للنظرية أرضية واقعية بمعني أن تعتمد في موضوعها علي ملاحظات ودراسات واقعية من ناحية وأن تكون قابلة للاختبار من العلمي الذي يثريها ويكسبها مشروعيتها العلمية، فالنظرية التي تأتي بقضايا تستعصي اختبارها لا تعد نظرية علمية.
6- وجود قدرة تنبؤية في النظرية يعد شرطًا أساسيا، فالنظريات التي تقف عند مجرد الوصف تفيد ولكنها تعد ناقصة، والنظريات التي تقف عند مجرد التفسير تفيد ولكنها تعد ناقصة أيضا، لأن قدرتها علي التنبؤ تزيد من قوتها من جانب وتجعلها قادرة علي مساعدة العلم كي يقوم بدوره المجتمعي الإنساني.

وظائف النظرية :
1- امكانية التنبؤ بالنتائج
2- تساعدنا على الانتقال من الموقف الى الموقف الذى يلية والتعرف على أوجه التشابه والاختلاف
3- اذا كانت نظريتنا متماسكة وبنائها المنطقى سليما هيأ لنا ذلك امكان تفسير ما نقوم به من انشطة للاخرين
4- كذلك هيأ لنا امكانية نقل معارفنا ومهاراتنا للاخرين .
5- لقد عزز الاهتمام المتزايد بالنظرية ألتزامنا بالبحوث والتى بدورها أثارت لمحتنا عن العلماء فى تخصصات أخرى ضمن طبيعة النظرية وهو ألتزام أساسى للأختيار والتجريب والتنمية المفاهيمية والعلمية
6- الاعتماد على نظرية واحدة يسمح لنا بتقييم النظريات الاخرى
7- النظرية القوية تساعدنا على النظر بموضوعية فى الافكار الجديدة .
8- توجية الممارسة والبحث حيث أنها تتضمن افتراضات أساسية حول الظاهرة أو القضية
تكامل الملاحظات المتعددة : تساعد النظرية على تكامل تفسير الكثير من الملاحظات التى أجراها الباحثون والممارسون فالنظرية توضح لنا أسباب حدوث المشكلة وتساعدنا على ربط نتائج العديد من الدراسات وأشكال التدخل المهنى التى تم أجراها أو تطبيقها فى مواقف وأماكن متعددة .
9- النظرية تطمئن الاخصائى الاجتماعى حيث أن المسئولية التى يعمل بها الممارس كبيرة
10-الاتجاه النظرى يهىء لنا أساسا نبنى علية فعلا ما نعرفه منظما ، وذلك لأنه يحتم علية ان يكون لدينا بعض المفاهيم الثابته التى نعتمد عليها فى تجنب المحاولات اللاهادفه التى تلجأ اليها قله المعرفه .

أشكال النظريات فى الخدمه الاجتماعية :
يرى هاو ( 1989 ) Howe أن هناك نظريات الخدمه الاجتماعية ونظريات للخدمة الاجتماعية ، حيث أن تركز نظريات الخدمة الاجتماعية على المهنه وتوضح أغراضها وميادين ممارستها وخصائصها ووضعها فى المجتمع . وبالمقابل يركز النوع الثانى على العملاء والانشطة وتصف أى الانشطة تكون الخدمة الاجتماعية وتضع أهداف لنشاطات الخدمة الاجتماعية وتشرح لماذا تبدوا هذه الانشطة مترابطة وفعاله لتحقيق الاهداف .

1- النظريات الموجهة : Oriented Theory
هذه النظريات تصف السلوك وتفسره وتحدد كيف تحدث المشكلات كما، أن مصدر النظريات الموجهه هو مجموعة من العلوم الاجتماعية والطبيعية مثل علم النفس وعلم الاجتماع …

2- نظريات الممارسة Pratice Theory
تتميز فى أنها توفر للأخصائى الاجتماعى اطارا علميا لتفسير أنماط السلوك والمشكلات المرتبطة بالعملاء الذين يتعامل معهم كما توفر استراتيجيات التدخل المهنى وهذه النظريات ليست مستقله ولكنها مرتبطة بواحده أو أكثر من النظريات الموجهه مثال التعديل السلوكى على أساس نظريات التعلم ويرتبط العلاج المعرفى بالنظريات المعرفية .
أساليب بناء النظرية فى الخدمة الاجتماعية :
1- البحوث الامبريقية التى من خلالها يمكن التوصل أو اختيار نماذج للممارسة المهنية .
2- بحوث التدخل المهنى التى تعتمد على نماذج للتدخل المهنى تم اختيارها فى نفس الميدان
3- الاعتماد على اسلوبى الاستقراء والاستنباط معا .
4- اجراء بحوث للممارسة المهنية فى كل مجال للممارسة تجمع هذه البحوث وتشير الى المعارف الاكثر عمومية فى المجال والمساهمة فى صياغة نماذج للممارسة فى كل مجال .
مستويات التنظير
المقصود بمستوي التنظير: هو اختلاف نظريات علم الاجتماع فيما بينها في ثلاث أمور بحيث يؤدي هذا الاختلاف الي أن تشمل نظرية بعينها مستوي محدد علي متصل عملية التنظير أما هذه الأمور فهي:
1- مدي شمولها لأكبر نطاق من الظواهر الاجتماعية.
2- درجة تجريدها وبعدها عن الواقع الإمبريقي.
3- طبيعة الإجراءات المنهجية.
وتصنف النظريات كالتالي:
1- نظريات تهتم بظاهرة واحدة وهناك نظريات تهتم بأكثر من ظاهرة.
2- نظريات مجردة تسقط من اعتبارها الخصائص الفردية غير الهامة في الشواهد الواقعية، وهناك نظريات تهتم بهذه الخصائص.
3- نظريات تعتمد علي التصميم التجريبي وهناك نظريات تعتمد علي المنهج المقارن أو المنهج المقارن.
ومن خلال هذا التصنيف يمكن أن يندرج داخل الأنواع التالية:
1- النظريات الشاملة Macro Theories
يري تالكوت بارسونز أن النظرية المثلي لعلم الاجتماع هي النظرية الشاملة التي لا تنهض علي أساس من شواهد امبيريقية محددة وإنما تستند إلي الجهد العقلي والفكري الذي يبذله صاحب هذه النظرية، ومن أمثلة النظريات الشاملة نظرية ” كونت، ماركس، ماكس فيبر، بارسونز”.
2- النظريات المتوسطة Bridging
هي التي تتناول جوانب معينة من الظواهر وليس الظواهر في عمومها مثل نظرية ” الحراك المهني، أو الإنحراف،أو الجريمة الاقتصادية”
3- النظريات الصغري Micro Theories
هي تعتمد اعتمادًا مباشرًا علي الشواهد الإمبريقية مثل نظرية الضبط الاجتماعي ونظرية التعلم ونظرية الوصم.
وتساعد في تحليل البنية الداخلية للنظرية، ترتبط النظرية بالتنظير الغير مرتبط بالواقع، ولا يطلب أن تكون لها دعما من ملاحظات أو معلومات أو بيانات تؤكد مدي صحتها من عدمها، ولكن مع التقدم العلمي بدأت تزداد العلاقة بين النظرية والواقع، ويتطلب ذلك تقديم ملاحظات أو بيانات توضح هذا الارتباط بينهما، وهكذا ويتضح أن الفجوة بين النظرية والواقع بدأت تضيق شيا فشيا، ويؤكد العلماء علي دور النظرية في تفسير الواقع وإعطائه معني، ومن هنا يبرز دورها في البحث العلمي، وكذلك يجمع العلماء علي أهمية النظرية ويعطونها مركزاً أساسيا بالنسبة لدورها في العلم، وهدف العلم هو الوصول إلي نظرية.
عاشرا : عمليات التنظير:
هو مستوي فروض النظرية، والتي تلاحظ الوقائع والظواهر وتفسيرها.
1- التوجهات النظرية:
تحتوي علي افتراضات أو مسلمات وظيفتها الأساسية أنها تشير إلي أنوع المتغيرات التي يجب أن نؤخذ في الاعتبار عند دراسة موضوع معين وبذلك تقدم إطار نظريًا ضروريًا في عملية البحث العلمي، ويمكن التعرف علي الإطار النظري عن طريق الإجراءات والتحليلات التي يوردها الباحث في بحثه،، وذهب دور كايم بأن البحث في أسباب الظاهرة الاجتماعية يجب أن يقتصر علي ظواهر اجتماعية أخري سابقة عليها، هذا الافتراض يقدم إطار نظريًا فقط ولا يقدم فروضًا معينة ولا قضايا تبين علاقات بين متغيرات، ويمثل ذلك خطوة مبدئية لتصميم وإجراء البحوث، كما اتفق عليه من العلماء والباحثين.
2- تحليل المفاهيم:
مناقشة وتحليل المفاهيم تعتبر عملا نظريا هاما بالرغم من أن مجموعة المفاهيم وحدها لا تكون نظرية، إلا أنها تساعد الباحث علي تكوين مؤشرات امبريقية للمتغيرات، كذلك تؤدي إلي اختيار المفاهيم التي يمكن أن تكون بينها علاقة لأنه في عملية البحث العلمي إذا ما تم اختيار المفاهيم بطريقة لا تضمن وجود علاقة تربطها ببعضها البعض فإن البحث سيكون عميقًا مهما بذلنا من جهد في الملاحظة وجمع المعلومات والتفسير لن الاعتماد علي طريقة الخطأ والصواب بالنسبة لاختيار المفاهيم في البحث العلمي ارتباطًا غير معنوي عددها كبير جدا وغير منتاقي.
3- التحليل والتفسير البعدي للمعلومات:
بعد جمع البيانات والمعلومات يتم التحليل في إطار نظري وأفكار عامة حول موضوع الدراسة، وقد يسفر هذا التحليل عن تفسير مقبول بين المتغيرات، وبالرغم من أن هذا التفسير يسهم في استخلاص نتائج البحث ويضيف إلي تراكم المعلومات حول موضوع الدراسة، إلا أنه يعتبر مقاما علي أدلة ليست علي مستوي عال من الإثبات، وهذا يدعوا إلي القيام ببحوث مهمتها الأساسية اختبار التعميمات وذلك بغرض استبعاد التفسير البديل والتحقق منها بمعلومات وبيانات جديدة.
4- التعميمات الامبيريقية:
عبارة عن فروض تم اختبارها تبين العلاقة بين المتغيرات لكنها لا تكون نظرية وليست مستنتجة من نظرية، إلا أنها تؤدي وظيفة مهمة للبحث العلمي بما تشير إليه من ضرورة اختبار هذه التعميمات الامبيريقية في ميدان السلوك الإنساني حتى يتم وضع هذه التعميمات تحت افتراضات ومسلمات اعم واشمل وأكثر تجريداً، وبذلك يتم إدخال، وبذلك ظواهر أخري تشترك مع الظواهر الأصلية في خواص مشترك مع الظواهر الأصلية في خواص مشتركة لتقع ضمن إطار هذه التعميمات.
أ) – الملاحظة والتجربة:
تقع الملاحظة علي مجموعة الظواهر التي يتخذها أي علم ميدانا له، وهي أما بسيطة وإما علمية، فالبسيطة تهدف إلي الكشف عن حقيقة علمية محددة أو غاية نظرية واضحة أما العلمية فهي التي يصل الباحث عن طريقها إلي تقرير حقائق علمية علي قدر كبير من الأهمية وتبا الملاحظة البسيطة، ثم تتحول إلي ملاحظة علمية حيث كونها أعلي مكانة.
أما التجربة، فعن طريقها يمكن للباحث أن يعدل أو يغير في الظاهرة بحيث تبدو في أنسب وضع للدراسة، وذلك علي عكس الملاحظة يقوم فيها الباحث بمراقبة الظاهرة دون أن يحدث أي تغيير وتعمل الملاحظة والتجربة علي توجيه فكر الباحث إلي وضع الفروض العلمية.
ب)- الفروض العلمية:
هي مجرد أفكار مبدئية تتولد في فكر الباحث نتيجة الملاحظة والتجربة، وتتوقف علي مدي إلمام الباحث بجوانب الظاهرة، وعمق إحساسه وتأثره بها.
وهذا ليس مقصورًا علي البحث العلمي فقط، فالإنسان العادي، تعترضه كثير من المشكلات، فيقوم بمواجهتها بالفكر والمواجهة فيضع فروضًا، ثم يحاول أن يتحقق من صحتها، ليستبقي منها ما يراه صالحًا لحل المشكلة ومواجهتها.
وللفروض أهمية كبيرة، فهي التي توجه الباحث إلي نوع الحقائق التي يبحث عنها، بدلا من تشتيت جهوده جون غرض محدد، كما أنها تساعد علي الكشف عن العلاقات الثابتة بين الظواهر.
ج)- اختبار الفروض (Hypotheses)
يجب أن تخضع كل الفروض للاختبار عن طريق اجراء التجارب والقيام بالملاحظة مرة اخري.
فإذا ثبت خطأ أ يفرض، أمكن حذفه من البداية، وإذا ثبت خطأ جميع الفروض، فمعني هذا أن الباحث لم يعايش المشكلة ولم يدرس الظاهرة بالقدر الذي يسمح له بوضع الفروض، لذا وجب عليه أن يعيد الملاحظة والتجربة مرة أخري.
وعند اختبار كل الفروض كلاً علي حدة، لا بد للباحث أن يعرف أن مجرد دليل واحد من مجموع الأدلة لا يؤيد الفرض فإنه يلغي لاعتباره خطأ، وعلي الباحث ألا يتحيز لفروضه حتى لو ثبت أنها جميعا غير سليمة، وأن يعلم تمامًا أنه إذا لم يخطئ فلن ينجح في وضع الفروض الصحيحة، وكلما أثبت خطأ فرض من فروضه اقترب بحثه إلي الحقيقة.
د)- التعميم العلمي:
بعد أن يثبت صحة الفرض، ينتقل إلي مرحلة التعميم أي مرحلة القانون من خلال استخدام منهج الاستقراء (Induction) أو الاستدلال (Deduction)، وذلك من خلال الملاحظة لبعض النماذج ثم يخرج منها قوانين عامة، تخضع لها جميع الحالات المشابهة، والتي لم تدخل في نطاق الدراسة.

المراجع
– محمد الجوهري، عبدالله الخريجي: مناهج البحث العلمي (طرق البحث الاجتماعي) جده: دار الشروق، ﺟ2، ،1980 ،ص(96-97)
– محمد علي إبراهيم: قراءات في النظرية الاجتماعية ، القاهرة ، جامعة حلوان،أداب علم اجتماع ، ص (7-8 ).
– محمد الجوهري، عبدالله الخريجي: مرجع سبق ذكره ، ص (96 )
– طلعت مصطفي السروجي و آخرون: مداخل منهجية في بحوث الخدمة الاجتماعية ، القاهرة ، مركز نشر وتوزيع الكتاب الجامعي، 2001، ص ( 51- 52 ).
– عبد الحليم عبد العال : البحث فى الخدمه الاجتماعية ، القاهرة ، دار الحكيم للطباعة ، 1993 ، ص ( 274 )
– هشام عبد المجيد : البحث فى الخدمه الاجتماعية الاكلينيكية ، القاهرة ، مكتبة الانجلو المصرية ، 2006 ، ص ( 63 )
– ابراهيم رجب : مناهج البحث فى العلوم الاجتماعية والسلوكية ، القاهرة ، شبين الكوم ، مكتبة دار الصحابه ، 2005 ، ص ( 142)
– هشام عبد المجيد : البحث فى الخدمه الاجتماعية الاكلينيكية، مرجع سبق ذكرة ، ص ( 64 )
– سلوى الصديقى ، جلال عبد الخالق : نظريات علمية واتجاهات معاصرة فى طريقه العمل مع الحالات الفردية ، الاسكندرية ، دار المعرفة الجامعية ، 2004 ، ص (12- 13 )
– ماجدى محفوظ : نماذج ونظريات فى طريقة العمل مع الجماعات ، القاهرة ، دون دار نشر ، 2009 ، ص (12 )
– هشام عبد المجيد : البحث فى الخدمه الاجتماعية الاكلينيكية، مرجع سبق ذكره ، ص (64 )
– طلعت مصطفي السروجي و آخرون: مرجع سبق ذكره ، ص ( 41 )
– هشام عبد المجيد : مرجع سبق ذكره، ص (68 )
1- Turner J.Francis ,Katherine Kendall: Social Work Treament ,New York ,Adivision Of Macmillan , 1986
– سلوى الصديقى ، جلال عبد الخالق: مرجع سبق ذكره ، ص (14- 15 )
– هشام عبد المجيد : مرجع سبق ذكره، ص (68 )
– مالكوم باين ، ترجمة حمدى منصور وسعيد عويضه : نظرية الخدمة الاجتماعية المعاصرة ، الاسكندرية ، المكتب الجامعى الحديث ، 2010، ص (33 )
– هشام عبد المجيد : مرجع سبق ذكره، ص (67 )
– طلعت مصطفي السروجي و آخرون: مرجع سبق ذكره ، ص (40)
– محمد علي إبراهيم: قراءات في النظرية الاجتماعية ، القاهرة ، جامعة حلوان،أداب علم اجتماع ، ص (18- 19 ).
– محي محمد مسعد: كيفية كتابة الأبحاث والإعداد للمحاضرات ،الإسكندرية: المكتب العربي الحديث، ط2، 2000، ص(19-22 ).

صورة ‏حازم مطر‏.
زر الذهاب إلى الأعلى