اسليدرالاسلامياتمقالات واراء

نفحات من سيرة الحبيب محمد رسول الله “صلي الله عليه وسلم “

كتب : خلف الله الأنصاري
محمد رسول الله “صلي الله عليه وسلم ” وثق بالله فكفاه وتوكل عليه فاغناه ، بني عظمته بثباته علي مبادئ الأخلاق الحميدة وحسن المعاملة مع العدو والصديق كان عليه الصلاة والسلام رجلا كريما عظيماً ، صنع العظمة ولم تصنعه ، بني دولة وأسس أركانها ، من صفاته التواضع والحب والأمانة رسول الإنسانية غير متصنع جمع خصال الخير والبركة قال الله تعالي : ” وانك لعلي خلق عظيم ” جمع بين ألوان الجمال عليه السلام الخلقي والأخلاقي والعقلي أضاء الدنيا نوراً واخرج البشرية من الجهل الي الضلال .
ولد صلي الله عليه وسلم في احد بيوت حكام قريش بمكة المكرمة كانت هناك فتاة اسمها آمنه بنت وهب فتاة فجعت وهي حامل بوفاة زوجها عبد الله ابن عبد المطلب سيد قريش ، وهي الآن تعاني آلام الحمل استيقظت آمنة من نومها وهي على وشك الوضع لتقول لمن حولها بفرح إنها رأت في منامها رؤيا تؤذن بتلاشي ظلام لا تدري ما هو كانت تحدث من حولها وتقول رأيت خرج مني نور أضاء منه قصور الشام وبعد تلك الرؤيا ولدت طفلاً جميلاً كالصباح ولدته في أحد أيام الاثنين من شهر ربيع الأول من ذلك العام عام الفيل طفل أطلق عليه اسم محمد ” صلى الله عليه وسلم ” من يتم إلى يتم.. ولد عليه السلام يتيم الأب لم يحظ بحنان والده وعطفه وقبلاته  وأحضانه ولم يكحل عينيه الشريفتين برؤيته ولم يتذوق يوماً دلاله ، وبعد عام أو أكثر من ولادته قدمت بعض النساء من بادية سعد بن بكر قرب الطائف إلى مكة يردن إرضاع أطفال قريش مقابل مبلغ مادي كعادة القبائل في هذا الزمان.
فكان محمد عليه الصلاة والسلام من نصيب امرأة طيبة اسمها حليمة السعدية أردفته لتزدان به مرابع قومها هوازن، وصل محمد وأمه من الرضاع إلى خيام القوم فكان ينهض مع إخوته من الرضاعة كل صباح من خباء حليمة يلاحقون غنمات القبيلة ويتراكضون ويمرحون حولها ويتصارعون ويتسابقون و يملئون المرعى جمالاً وبراءة فإذا قرصهم الجوع أخرجوا زادهم المتواضع فأكلوه ثم عادوا لمرحهم وفي أحد الأيام نسوا طعامهم فعاد أحدهم لإحضاره وبينما كانوا يلعبون رأوا شيئاً يهبط عليهم من السماء رأوا طائرين ضخمين يتجهان يهبطان من السماء وعندما استقرا على الأرض توجها نحو محمد عليه السلام فأخذاه برفق وهو مندهش ثم أضجعاه على الأرض وسط دهشة الأطفال واتساع أعينهم وارتجاف قلوبهم وهرب الغلمان الي حليمة يصرخون لقد قتل محمد صلي الله عليه وسلم لقد شرح الله صدر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأن ملأه حكمة وعلما وإيمانا ، كما فسره الحسن البصري ، ويذكر العلماء في تفسير ذلك حادثة شق صدره صلى الله عليه وسلم ، والتي تكررت مرتين في حياته صلى الله عليه وسلم الأولى : كما وهو صغير في بني سعد .عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً ، فَقَالَ : هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ . ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ لَأَمَهُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ يَعْنِي ظِئْرَهُ فَقَالُوا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ قَالَ أَنَسٌ وَقَدْ كُنْتُ أَرْئِي أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ ) رواه مسلم الثانية : كانت ليلة الإسراء كانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ) رواه البخاري
يروى في الأثر أن حذيفة ابن اليمان أمين سر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قد وجد النبي صلي الله عليه وسلم اسند ظهره الى حائط الكعبة فبكى حتى ابتلت لحيته الشريفة يقول ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما الذي يبكيك لا أبكى الله لك عينا إلا من خشيته ، قال : اعلم يا حذيفة أن أمتي سوف تمحى ولا يبقى الا رسومهم وأن أمتي سوف تفعل خصال فأن فعلتها ابتلاهم الله بخصال أخرى قلت : وما هي يا رسول الله قا : اذا تركت امتي الدعاء حل البلاء ، واذا منعوا الزكاة قل المطر ، واذا طففوا المكيال رفعت البركة واذا بخسوا الميزان ابتلاهم الله بقسوة القلب ، واذا عطلوا كتاب الله وسنة رسول الله سلط الله عليهم عدوهم فأخذ بعض ما في ايديهم وترك بأسهم بينهم واذا منعوا الصلاة ابتلاهم الله بصعوبة الموت واذا خلطوا البر بالشعير والحذق بالتمر ابتلاهم الله بموت الفجاءة فقلت : متى ذاك الزمان يا رسول الله ، قال: اذا خونوا المؤمن واستخانوا المؤمن وصدقوا الكاذب وكذبوا الصادق وكثرت الخيانات وقلت الأمانات وكثرت المساجد وقل منهم الراكع والساجد واتخذوها للغيبة والنميمات وافتخروا بنسب الآباء والأمهات واستحنت الأم على البنت والبنت على الأم وقبل القضاة الرشوات فلا يرى في ذالك الزمان الا سلطان جائرا وحاكما ظالما وظالما غاشما وغنيا بخيلا وحالفا كاذبا يرون الحياة مغنما والممات مغرما واذا دعا احدهم من خيارهم فلا يستجاب له دعائه وتقل حشمة الدنيا وتهان العلماء وتسب الفقراء حديثهم فيها الغيبه وفاكهتهم فيها النميمة فجرتهم عندهم احلى من العسل وفعالهم أمر من الحنظل واذا رأو حقا تركوه واذا رأو باطلا اتبعوه يرى فيهم السلطان كالأسد والوالي كالذئب والعوان كالكلب والمنافق كالثعبان والمؤمن كالشاة الضعيفة فيالها من شاة ضعيفة بين ثعبان وكلب وأسد فأذا كان الأمر كذالك ألقى الله الفتن في سائر الأرض حتى يعود المؤمن كالطير في أضيق الأقفاص.
من حياة الرسول نأخذ العبرة والحكمة والمنهج السليم نشتاق اليك يا حبيب الله فالهم احشرنا معه يا الله وهون علينا عصرنا هذا .

 
صورة ‏خلف الله عطالله الأنصارى‏.

 

زر الذهاب إلى الأعلى