مقالات واراء

الطلاق

كتبت غاده عادل

يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن موضوع الطلاق فقد أصبح منتشرا بكثرة و أصبح موضوع الطلاق من الأمور التي تطرح للنقاش في مجتمعنا , و صرنا نسمع عن العديد من حالاته و صار أقرب إلى الظاهر . إن كل إنسان يبحث عن الحياة المستقرة الهادئة دون مشاحنات , تسودها السعادة و البهجة و الأمن و الحياة الطيبة , فقد حرص ديننا الإسلامي على وجوب الحفاظ على الأسرة و تماسكها و ترابطها , و في نفس الوقت شرع حلولا منطقية بأمر الله تعالى تكون حلا لما يحدث من مشاكل بين الزوجين . في معظم الحالات يمثل الطلاق تدميرا لحياة الوالدين و لحياة الأبناء أيضا , و التأثير الأكبر يكون على الأولاد و نفسياتهم لما يشعرون به من حيرة حول ما حدث بين الوالدين , فذلك له تأثيرر نفسي و سلوكي و من الممكن أن يؤدي إلى أمراض عضوية و عقلية نتيجة فقدان أحد الوالدين بسبب الطلاق , و له تأثير على الدراسة و العلاقات الإجتماعية و الصداقات مع الآخرين و النوم الكثير أو السهر الكثير و العصبية و كثرة الخلافات , لذا من المهم التركيز على الرعاية و الإهتمام بالأبناء لمساعدتهم على التعامل بشكل صحيح و منطقي في حال حدوث الطلاق .

وتتعدد أسباب الطلاق ومنها الملل الزوجي وسهولة التغيير وإيجاد البديل وطغيان الحياة المادية والبحث عن اللذات وانتشار الأنانية وضعف الخلق، كل ذلك يحتاج إلى الإصلاح وضرورة التمسك بالقيمتتعدد والفضائل والأسوة الحسنة.
ومن الأسباب الأخرى “الخيانة الزوجية” وتتفق كثير من الآراء حول استحالة استمرار العلاقة الزوجية بعد حدوث الخيانة الزوجية لاسيما في حالة المرأة الخائنة. وفي حال خيانة الرجل تختلف الآراء وتكثر التبريرات التي تحاول دعم استمرار العلاقة.
ومن احكام الطلاق
الطلاق المشروع .. فـي أول آية من سورة الطلاق يوجه الله الخطاب إلى رسوله بصورة خاصة: «يا أيها النبي» باعتبــاره مسئولا عن الأمة و شاهدا عليها، ثم يعم المسلمين ببلاغة فائقة: (إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء(، وذلك لكي ينسف المزاعم التي تقول بان علاقة الرجل بزوجته وتدبيره لشؤونها أمر خاصٌ به، ولا يمت بصلة الى الدين الذي تمثله القيادة الإسلامية، ويؤكد بان هذا الوهم غلط فاضح ، لان علاقة الرجل بزوجته لا تقف عند حدود مصالح الفرد بل تنتشر إلى كل امرأة.
أليست الزوجة عضوة في المجتمع الإسلامي، وبالتالي لها إمداداتها وعلاقاتها بالمجتمع وبقيادته؟ فلابد إذاً أن يكون التعامل معها ضمن حدود الله وتوجيه القيادة الإلهية .
و من ثم لابد أن نعترف أن الحد من الطلاق لن يكون إلا إذا اقتربنا من تعاليم ديننا أكثر . و أيضا دور الآباء و الأمهات فى التوعيه و الإعلام و أولا و أخيرا لابد أن نتعلم كيف نستمع إلى بعضنا البعض و كيف نحترم بعضنا البغض و كيف نرحم بعضنا البعض و كيف نصبح مترابطين أكثر حتى لا نقع فى دوامة الطلاق و نضحى بأبنائنا .

زر الذهاب إلى الأعلى