اسليدرالمرأةمقالات واراء

المجتمع المدنى والمشاركة السياسية للمرأة

بقلم  :  سناء عبدالله
كان الانفتاح الاول للمرأة المصرية على نفسها والمجتمع قد بدأ فى القرن التاسع عشر مع حركة التعليم والتغيرات الاقتصادية والإجتماعية نجد فى العقد الأخير من القرن التاسع عشر كانت أدوات ألمرأة تتمثل فى التواصل مع الاخريات ومع المجتمع من خلال الثقافة والفكر والابداع والصالونات الثقافية ثم كان تأسيس جمعيات خيرية نسائية عام ١٨٩٦ والبعض يرى ان البداية كانت فى الطبقة العليا الارستقراطية وبعض الأميرات من الاسرة المالكة ومن الشواهد التاريخية على ذلك نجد الاميرة فاطمة ابنة الخديوى أسماعيل تبرعت بأرض وأموال لبناء جامعة فؤاد الأول وهى أول جامعة مصرية وان المنظمات المبكرة المعبرة عن المرأة كانت طريقة مشروعة ومقبولة إجتماعيا لتوفير ادوات المشاركة والثأثير للنساء المصريات وحصدت المرأة المصرية منذ القرن التاسع عشر على أبعاد صفة عملها فى المجال السياسى حيث أصدرت هند نوفل مجلة الفتاة عام ١٨٩٢وكتابة أنها ليس لها أهداف سياسية وهو اتجاة قائم الى حد ما الى الان وحين نصل الى مطلع القرن العشرين ظهرت عشرات من المنظمات التطوعية المعنية للمرأة بدء من عام ١٩٠٤ عندما دعت الاميرة عين الحياة مجموعة من السيدات المصريات لتأسيس مستوصف مبرة محمد على ثم أسست السيدة هدى شعراوى ١٩٠٦ أول نادى رياضى للسيدات وكان الهدف منه توفير مكان لاجتماع النساء معاً فى سبيل نهضتهن لان التقاليد لم تقبل هذا التوجة وفى عام ١٩٠٧ تم تأسيس جمعية الشفقة بالاطفال السيدة زينب – أنيس ثم جمعية المرأة الجديدة ١٩٠٩ .

نجد فى مطلع القرن العشرين كان افتتاح الجامعة المصرية عام ١٩٠٨ وتنظيم محاضرات للسيدات ثم قرار الجامعة بإنشاء فرع نسائى واظبت فية نساء رائدات للحركة النسائية فى مصر مثل هدى شعراوى ، نبوية موسى ، ملك حفنى  ناصف الا ان الاصوات ارتفعت وتعالت لمنع المرأة من الحضور للجامعة لأن ذلك سيؤدى الى خروجهن عن العفاف وان الجمعيات التى تاست فى هذة الفترة لم تكن فقط فى القاهرة بل  امتدت الى الاسكندرية جمعية ترقية الفتاة ومن ثم الى طنطا تأسيس جمعية اتحاد ترقى المراة المصرية المتنوعة وحتى الوجة القبلى اسيوط وقد تأسست جمعيات ذات طابع اسلامى مثل نهضة النساء السيدات المصريات برئاسة لبيبة احمد واخرى ذات طابع مسيحى جمعية يد المساعدة الانسانية وغيرها وكان توجهها العناية بالطفولة والامومة وهنا فى هذة الفترة ظهرت وبوضوح الطبقة المتوسطة وانتهى الربع الاول من القرن العشرين بتأسيس الاتحاد النسائى الذى تبنى مطالب سياسية واجتماعية واقتصادية لدعم حقوق المرأة فى العمل والتعليم وتعديل قانون الاحوال الشخصية ثم تاسس بعد ذلك تجمع الاخوات المسلمات ١٩٣٢ فى الاسماعلية بقيادة زينب الغزالى بعد ان انشقت عن الاتحاد النسائى وكانت هذة الجمعيات تطرح خطابا تنافسيا مع للمنظمات النسائية الليبرالية وابرزها الحزب النسائى الوطنى برئاسة نعمت هاشم ورابطة خريجات الجامعات والمعاهد ثم جمعية بنت النيل ١٩٤٩ برئاسة درية شفيق .
 بعد ثورة ١٩٥٢ حتى ١٩٧٠ شهدت تناقضا بين اتجاه حكومه الثورة لتحقيق مكاسب للمرأة فى التعليم والعمل والرعاية الاجتماعية وبين ما يعرف بتأميم العمل الأهلى بمعنى تصفية بعض الجمعيات ومنها المتعلقة بالمرأة ثم دمج الانشطة الخاصة بها بالدولة وان هذة الفترة شهدت تراجعا كبير فى عدد الجمعيات والمبادرات الاهلية وتراجع العمل التطوعى فى كافة المجالات وجاءت فترة السبعينات مرحلة انتقالية فى اطار اتساع نسبى لمساحات الحريات والنظام الحزبى حيث التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وهى فترة ما يعرف بتبنى سياسة الانفتاح الاقتصادى وقد حدث تزايد نسبى محدود فى عدد الجمعيات الاهلية وبروز عدة منظمات نسائية جديدة على الساحة ادارت دفة التحول للمرحلة التالية فى الثمانينيات والتسعينيات ومطلع الألفية التالتة

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى