اسليدرالأدب و الأدباءمقالات واراء

الهجرة الى الخارج ومشكلة الشباب .

كتب الشيخ / لفته عبد النبي الخزرجي /بابل – العراق :
الدول الاوربية جميعها تقريبا تستقبل الآف المهاجرين غير الشرعيين من العراق بشكل خاص واليمن وليبيا وسوريا وغيرها ، الذي يهمنا هو المهاجرين من العراق ، بلد البترول والمليارات والنخيل والزراعة والخيرات ، بلد النهرين دجلة والفرات ، هذا البلد الذي تحكمت في خيراته وسلطاته مافيات الفساد وافرغته من خيراته وتركت شبابه يموتون في بلاد الغربة وعلى ظهر سفن التهريب في البحر المتوسط . ان الشباب العراقي المترع بالحيوية والنشاط ، وبعد ان ينهي دراسته الجامعية ، يجد نفسه في صفوف العاطلين وقد يضطر للعمل في وسائل مقرفة مثل اعمال السوق وبيع المواد الاستهلاكية وغيرها مما لا ينسجم مع تطلعاته وطموحاته المشروعة .. فيصبح صيدا سهلا لشبكات التهريب التي تعمل على افراغ الدول النامية من طاقاتها البشرية وخاصة شريحة الشباب ، وهي الشريحة التي تبني مستقبل اوطانها .
الشباب في العراق يعيشون المحنة الكبرى .. حيث ان الشاب وبعد ان يحصل على شهادة البكالوريوس من الجامعات العراقية ، يجد نفسه وجها لوجه مع البطالة وعدم الاهتمام بمستقبله من قبل السلطات المتنفذة في البلد ، ونحن ندرك ان الشباب يخططون للمستقبل والزواج وبناء السكن وتحقيق الطموحات التي راودتهم وهم في مقاعد الدراسة ، واذا بهم يجوبون الاسواق يفتشون عن رغيف الخبز لهم ولعائلاتهم التي بنت عليهم آمالا كبيرة .
ان هذا المستقبل المجهول قد صنعته سياسات الفاشلين والفاسدين وارغمت الشباب على ترك الوطن ليتنعم به هؤلاء الفاسدين ، من سياسيي الصدفة والمنتفعين من خيرات البلد وهم بلا تحصيل علمي ولا خلفية سياسية او علمية . ان العراق مقبل على ثورة شبابية واسعة جدا ، ورغم ان مطالب الشباب هي اساسا تدعو للاصلاح السياسي اولا ، الا انهم لن يتوقفوا عند هذا الحد ، الشباب العراقيون يمتلكون طاقات بشرية هائلة وطموحات مشروعة ولديهم التصميم المنهجي لمواصلة الحراك المدني لاعادة الحياة الى جسد الصناعة العراقية التي انهكتها سياسة الاقصاء والتهميش المدروسة من قبل الاجندات الخارجية ، التي تهدف لافراغ البلاد من طاقاتها الشابة وهم رجال المستقبل وصناع الحياة والتاريخ . ان العراق بلد زراعي من الدرجة الاولى ، حيث يذكر الباحث البريطاني المعروف (كي لسترنج) ان وادي الرافدين يمتلك افضل الاراضي خصوبة في العالم ، ان سياسات ممنهجة لطمس التاريخ الزراعي لشعب العراق وافقار البلاد من خلال الاعتماد على انتاج النفط فقط . وهي سياسة مرسومة لوأد الصناعة والزراعة ونهب الثروات النفطية وافقار الشعب ليسهل للسياسيين الفاسدين ، عملية امتصاص خزينة العراق وتهريبها الى دول الجوار .
ان دول الجوار تريد للعراقيين ان يعيشوا على سياسة الاستيراد فقط .. فهي تضخ للعراق ملايين الاطنان من المواد الزراعية والمصنعة وغيرها .
اننا امام ثورة شبابية عملاقة تطيح برؤوس الفساد وتعيد الحياة الى بلد السواد

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى