الأدب و الأدباء

يا معشر الرجال

في كل مساء تذهب إلى ركنها الهاديء في غرفة نومها
تمسك مصحفها تقرأ وردها اليومي ثم تغلقه،
وتظل تدعي ربها بالصبر، تفكر وتفكر فيما يؤرقها وتبكي وحيدة، تشعر بشعور قاسي لا يفهمه غيرها، من سيفهم
حجم الألم الذي تعانيه هي ومن يشعر ب هي غيره هو النصف الأخر لها؟
من المفترض أنه ذاك الزوج الذي لا يعي قدرها، يهملها يتركها تبكي على وسادتها كل يوم ترتجي منه كلمة، نظرة، ترتجي منه أن يشعر بها، أن يحن عليها، أن يحتوي ضعفها، أن يتقي الله فيها، لم تخلق المرأة كي تكون مهملة هكذا من شطر روحها، لم تخلق لتبكي كل ليلة على سوء حالها، وهي تحيا مع الظل وليس مع رجل،
كيف يكون الزواج هكذا؟ والمرأة تحيا وحيدة وبالاسم تحيا بكنف رجل.
الأمر برمته هام جدًا وليس محض ثرثرة، المرأة أساس لكل ما هو آت هي التي تربي وتُنشيء جيل بعد جيل،
كيف تستطيع أن تربي وهي مدمرة نفسيا، أبسط حقوقها أن تشعر بالدعم النفسي والاحترام والاهتمام من زوجها، أبسط حقوقها أن تشعر أنها امرأة تحيا حياة سعيدة كي تستطيع أن تربي تربية سوية وبنفس راضية و هادئة.
في نظر البعض تلك أشياء ثانوية وتافهة و على المرأة أن تتحمل وحسب، إن كان الرجل يعمل ويسد احتياجات منزله ف هذا كل شيء ماذا تريد منه بعد؟!
وأنا أقول تبًا وألف تب لمن يرى أن مشاعر المرأة تافهة،
المرأة روح رقيقة، وكتلة مشاعر إن تركت للذبول ولم يرويها شطر روحها ماتت وهي حية.
كيف سيعطي المرء حياة لغيره وهو ميت؟
عليه أن يحيا أولًا كي يكون له قدرة على العطاء،
يا معشر الرجال اهتموا بنساءكم و اروا أرواحهن ولا تبخسوهن حقوقهن حتى تستطيع أن تحيا دون دموع دون ظلم، دون قهر، دون غربة، تحيا كما خلقها الله بمشاعرها وليس بسد جوع معدتها وحسب، بل بسد جوع روحها لاحتواء من يقاسمها النفس قبل شطرة الخبز وشربة الماء.
رفقا بالقوارير، واتقوا الله في أرواح أرق من قطرة الندى،
كل ما تتمناه منك أن تكون لها رجل بحق، لا لتكون سبب في تعاستها وسكب دموعها كل ليلة.
كن رجل واقتدي بالنبي محمد صل الله عليه وسلم كي تكون لك ك السيدة عائشة رضي الله عنها، وينتج عن وجودكما سويا جيل سوي و متزن، جيل تربى على المحبة الصادقة، والسعادة الحقيقية، وليس على جمع المال وحسب، جيل يرضا الله عنه ورسوله والمؤمنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى