الأدب و الأدباء

الأزهر والقصر

 

اسيد الهلاوى

ستقبل الملك فاروق ذات مرة الدكتور طه حسين، وبعدها دخلا مسجد القصر لصلاة الجمعة؛ وفي خطبة الجمعة أراد الخطيب أن ينافق الملك فقال: “ملكنا … لا عبس ولا تولّى، أن جاءه الأعمى”.
وكان من بين الحاضرين وقتها الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر ، فوقف بعد الصلاة وقال: “أيها الناس؛ أعيدوا صلاتكم ظهرًا فإن جمعتكم باطلة” وذلك لأن الخطيب أساء لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين مدح الملك بتلك الجملة، لأن الله سبحانه عاتب نبيه حين جاءه ابن أم مكتوم الأعمى، فانشغل عنه النبي مع بعض كبار القوم من قريش، فأنزل الله {عبس وتولى. أن جاءه الأعمى}، فإن قال الخطيب عن الملك: لا عبس ولا تولى أن جاءه الأعمى فيكون قد ذم رسول الله.
وقام الأزهر بعد ذلك برفع قضية ضد ذلك الخطيب، وحين حاول رئيس الديوان الملكي وقتها أن يطلب من الملك فاروق التدخل ليحمي خطيب القصر، قال له فاروق: الأزهر أدرى وأنا لا أستطيع أن أحمي خطيبًا أساء للمقام المحمدي.
اللهم صل على من أرسلته رحمة للعالمين وسلم تسليماً كثيرا🤲

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى