الأدب و الأدباء

الخيانة رمادها لا ينطفئ ابدا ؟

بقلم : عمرو العويسي

نحن نحمل هزيمتنا بين أيدينا ، قد نحكي لعابر لنواجه ماضينا ولا ننتظر حلاً أو نصيحة مجرد مواجهة ، بأن القاعدة ليست الإنتصار في كل المواقف ، ولكن فقط علي العالم تقبل قصصنا أحياناً برغم قسوتها وغرابتها ، فهزائمنا ليست عار او ندبة ، هي فقط علامة في الطريق ، علامة تستحق أن تحكى بلا خوف ، لكن لا يوجد شكل ثابت للإنسان ، إننا نتغير بإستمرار ، تغيرنا الكلمات ، المواقف والأيام نحن مجرد ردة فعل لكل مايحدث لنا في هذه الحياة ، ‏ولكن نحن لم نفقد أنفسنا يوما رغم أننا تركنا جزءًا من روحنا في كل مكان وفي كل روح نلقاها “نحن في كل مكان ، فى داخل قلوبهم وسنبقى ” لم تنتهى الهزائم ولن تنتهى ايضا الاحلام ، ‏نبكى ونحن نظن أننا لن نبتسم أبداً ، ونضحك حتى نبكي فرحاً وكأن الحزن لم يطرق لنا باباً ، شكراً لأولئك السيئين الذين أخطؤوا بحقنا يوماً لقد أعطونا دروساً بالمجان ، وجعلوا منا أشخاصاً أكثر قوة ، وننظر للحياة بشكل مختلف ، شكراً لهم ، فحماقة قوم عند قوم عبر ودروس وبأخطائهم تلك أنقذونا من شر من هم أسوأ منهم ، فما كان النضج بعد كل العلاقات التي عرفتها في حياتك ، إلا وتأتي فترة تشعر فيها بالتشبع ، بالاكتفاء واستثقال المديح والميل إلى الانطواء ، فترة تكتشف فيها أن الحصيلة الرابحة هي قلب صادق وأحد تأوي إليه مثلما يأوي الإنسان إلى بيته في آخر اليوم هارباً من كل شيء ، صداقات كأنها من دمك تنتهي كأننا لم نتعلق ببعض يوماً ما ، ‏في الليل يحق لنا الاستسلام ، الاستسلام لكل شعور تهربنا منه خلال اليوم ، الليل نهاية لكل شئ رغم رتابة النهايات ، في الليل نبرر لأقدامنا طول الطريق ولقلوبنا أخطائها ولعقولنا أبدية السؤال عن جدوى المقاومة ، في الليل نفتح صندوق معاركنا الاسود و نستسلم لحقيقة أننا بشر ومتعبون ، أيام تمر بتقلبات الحياة والمواقف ، فلو لي أمنية الآن فهى أن يكفينى ربي شر تقلب القلوب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى