اسليدرالأدب و الأدباء

رحل أبنائي

مصطفى محمد كبار “سوريا”

ركبوا الصهيل .. و غدو بعيداً
فمشت ورائهم غبار الرحيل
فجلست القصيدة تلملم حزنها
بالآه و النوح بصدى المواويل
تركوا ورائهم ….. جرح قلبي
ينزف الصراخ بالآخ و الويل
فبكى الصبح على موت الليل
و نام دمعي بأحضان العويل
رحلوا و ناموا بأحضان الغربة
و تركوا بأحضاني جرح العسيل
رقصوا في سكرة الغربة بثملهم
و شربوا النبيذ بيومهم الذليل
تركوا الديار بغبار جثتها تنوح
و تبكي بأيدي الثعالب المهابيل
فسكنوا بمنازل ذكراهم الغراب
و الألم عن الفرح صار البديل
فأحرقوا و قتلوا و سرقوا و
أغتصبوا و نكلوا بجثة القتيل
شردوا العواجز والصغار وناموا
بقبور دموعنا بالبارود والفتيل
و راحوا يكتبون على الجدران
عبارةالنصر بالشموع والقناديل
و ناموا بأحقاد جهلهم مع الظالم
و أحرقوا الرحمة وصورالخليل
يا من رحلوا و تركوني لوحدي
في الصحراء كالشجرة النخيل
تذكروا أني مازالت بالأسر اللعين
أصارع الأسر بالصبر الجليل
أنتظر رحمة السماء لأتحرر من
الظلم . أنتظر الفرج البخيل
أنتظر الشمس أن تشرق وتلوح
بالنصر لأرقص فرحاً بالمناديل
رحلوا أبنائي للبعيد و تعذبوا
و القهر صار دموع بالتراتيل
فعيني على درب العودة يا الله
فلما مازال درب العودة طويل
فقد تعبنا من سكرة الألم والدمع
فحرامٌ إذا دام اليوم الرزيل
رحلوا على ظهر الصهيل وراحوا
يبكون على الجرح الدخيل

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى