اسليدرمقالات واراء

رمضان بر يكتب ” أعتراف “

لمَن تكْتَب ؟

هٰذا السُؤال الَّذِي يُلاحِقنِي به كَثِير من الناس رِجالا وَنساءا

وَالْيَوْمَ قَرَّرتَ أَن أَعْتَرِف

أمام الجَمِيع وَأَقُول لمَن أَكْتُب وَلمنَ هٰذِهِ الحرُوف جَمِيعها

وَقُدّ قُمت بِجَوْلَة تَفْحَصِية في كِتاباتِي كُلّها حَتَّى أَكِنّ صادِقا في إعْتِرافِي هٰذا

فَما تَعَوَّدتُ أَن أَكْذِب أُو أَغْفِر الكِذْب لَأَحَد أَيّا كانَ دُورهُ معْي وَمِقْدارهُ عِنْدِي فَكِذْبة وَاحْدَة رُبَّما تَطِيح بِجَبَل مَن المَشاعِر وَالإهْتِمام قدّ بَنَيتهُ عَلَى أساس كَذَّبَة تَناوَلتَها مِنكَ وَعَنْدَما ٱِكْتَشَفَت الكِذْبَة تَهْدِم هٰذا الجَبَل

فَلِابُدّ مَن الصِدْق في إعْتِرافِي هٰذا وَسَرَدَ ما يُمْكِن سَرْدهُ مَن حقائق لا يَمَسّها أَي غُبار

فَبَعْدَ الفَحْص تَبِين أنَنِي كَتبت في كُلّ شَيْء

في الحُبّ وَالعِشْق وَالغَدْر وَالخِيانَة وَالبُوح وَالكِتْمان حَتَّى اللِقائات

وَما دار خلْف الأَبْواب المُغْلَقَة كَتِبِت فِيهِ مَعَ حِرْصِي الشَدِيد الا أجَرِّح حَياء القارِئ فَقَدَ ٱِسْتَخْدَمتُ السَهْل المُمْتَنِع وَالإِيحاء بِالكَلِمَة أُو التَلْمِيح وَلَم أَتَعَرَّض لِلتَوْضِيح

كَتبت عَنَّ وَطَنِيّ العَرَبِيّ

عَنَّ بَلَدَيْ الحَبِيب مِصْر

عَنَّ فِلَسْطِين وَسُورِيّا وَالعِراق وَالسُودان

كَتبت عَنَّ الإِيجابِيّات وَالسَلْبِيّات في مُجْتَمِعِي

كَتبت في السِياسَة وَالساسَة كَتبت في كُلّ شَيْء وَعَن كُلّ الناس لَمَّ أَسْتَثْنِي شَيئا وَلَم أَسْتَثْنِي أحدّا

أَعْتَرِف أنَنِي كَتِبِت عَنَّ الجَمِيع بَوْحِي مَن الجَمِيع حَتَّى أَنْتِ أَيّها السائل كَتِبِت عَنك

وَأَنَت يَامن تقرئ ألآن كَتَبَت عَنكِ لَمَّ آنَساكَ أَبَّدا في حرَفِي وَكِتاباتِي

وَرُبَّما لو بَحَثتِ وَدَقَقتُ فِيما أَكْتُب لَوَجَدت إسْمك مُدَوَّن عِنْدِي

لا تَتَعَجَّب فلولا أَنْت ما كَتبت

لا أدْرِي إن كانَ إعْتِرافِي

كانَ وَافِرّا إلِيّ أَلْحَدَ الَّذِي يُرَضِّي قَناعتك بِالإِجابَة

عَلَى

لِمَن أَكْتُب ؟

اظنني ٱِلْتَفَفتِ حَوَّلَ ما يُرَضِّي قَناعتك وَتُصَرّ أَن تعَرِّف لِمَن أَكْتُب وَمَن أَحَبّ وَمَن أُعَشِّق أَظُنّ هٰذا أَوّل ما يَجُول بِفِكْرك

وَلَن يُرَضِّيك إلا الإِجابَة الواضِحَة عَلَى هٰذا السُؤال مَن هِيَ الحَبِيبَة آلَتَيْ لَها كُلّ هٰذا العِشْق وَالغَزَل كُلّ هٰذِهِ الحُرُوف آلَتَيْ تَتَمَخَّض تباعا في وَصَفّها

وَأُقَسِّم لَكِ أنَنِي دَوَّنَت حُرُوف أَسْمها هُنا كَمّا دَوَّنَتهُ في مُعَظَّم قصائدي فَإِنَّ كانَ يُهِمّكَ أَن تعَرِّف فَلِتَبْحَث وَلِتَجْتَهِد بِالتَجَوُّل في أَشْعارِي لِتَجْدها

نَعِمَ سَوْفَ تَجْد أنَنِي

أَكْتُب في الحُبّ لِلحُبّ

وَأُدَوِّن عَنَّ الغدُر لِبُغْضِي لِلغَدْر فَلَم يَغْدِر بِي يَوْماً أحِدّ وَلِكَنِّي كَتبت

إن لِلغَدْر لَسَكَرات تُشْبِه سَكَرات المَوْت

وَلَم يَزر مِحْرابَيْ أحِدّا

وَلِكَنِّي كَتبت

سَلَو مَن زارَ مِحْرابَيْ

اعشقن كَعِشْقِيّ

دَعُونا نكْتَب في الفِكْرَة وَمَن أَجَلّها وَلا داعِي لَشَخَّصنَهُ الحرُوف

فَلو كانَت حرُوفنا تَخْصنا فَقِطّ لِأَكْتَفَيْنا بِنَصّ أُو أَثْنَينَ أُو ثَلاثة عَلَى الأَكْثَر

المَقَرّ بِما فِيهِ

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى