اسليدرالأدب و الأدباء

خاطري

شعر : هالة محمود
إسكندرية

مموّه خاطري بذكرى وحكايا
وكأنها أغصان شجرة معمرة
تتلوى فروعها وتلتف حولي
تتشابك
فتحبسني.. وتنتشي هي
زنزانة غصونية
أنستني تلك الزنزانة واقعي
أصبحت أراها بأم عيني
وحين تختفي
يهيأ لي بأني في حلم
فأجلس على أريكة قبالة البحر
يلفني حزن تحور ووشم جلدي
بأرواق أشجار الغصون السجانة
أحاول التملص منها وإبعادها
فيمد الكرسي يده ليساعدني
ويحاول محو الوشم
آه.. يؤلمني
محو الذكرى أشد ألما من الذكرى نفسها
فلتتركها وكفى..
توقف..
بدى الفرح على صفحة مياه البحر
التي تعكس صورة وجهي
يد ما تطبطب على ظهري
وتضع أمامي فنجانا من القهوة
ذات البن الفاتح
همس يطالبني بالفضفضة
وعلى صفحة الماء
زورق يعلوه شراع
يمد لي مجدافا لأستند عليه
وأمر إلى سطحه
هممت..
فإذا بأغصاني سجاني
يعيدني صائحا..
لا..
راودتني نفسي عن نفسي
اتركي لهم الجسد
وانجي بالروح
قلت لا..
خرجت مني ألسنة لهيب الغضب
سهاما ترشق في أغصان الذكرى
أحرقت سجاني
هاج البحر
وغطاني بأمواجه خوفا اتقاء ألسنة اللهب
سبحت حتى وجدت المجداف
ممتدا لي كي أنجو
وغضبت الطبيعة غضبة
وكأنها إعصار النار
صرخت بي المعمرة
آوي إلى جبل يعصمك
قلت: سأدخل تحت الشراع
وفتحت عينيَّ سائلة:
أحلم أم علم!

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى