اسليدر

هل بيروت مدينة منكوبة

كتب : عمرو العويسي

‏ما زلت ابحث عن الوان بيروت فلم اجد غير رماد كان الاقتصاد اللبناني في حالة أزمة قبل إنفجار ميناء ‎بيروت يوم الثلاثاء ، الحكومة متخلفة عن سداد الديون ، انخفاض قيمة الليرة اللبنانية 70٪ ، ارتفاع نسبة الفقر 50٪ ، كان الميناء الحكومي هو نقطة الدخول البحرية الرئيسية للجمهوريه اللبنانية ، علما بأن الميناء البحري يضم 16 رصيف و 12 مستودعاً أحد هذه المستودعات يضم الاحتياطي الاستراتيجي من القمح للدولة قبل تفجيرها كما أن قاعدة بيروت العسكرية البحرية هي جزء من هذا الميناء.

‏في 23 سبتمبر 2013 أبحرت سفينة الشحن الموجه من باتومي جورجيا إلى بيرا موزمبيق وكانت تحمل على متنها 2750 طنًا من نترات الأمونيوم لكن خلال رحلتها اضطرت للجوء إلى ميناء بيروت بسبب مشاكل في المحرك وبعد التفتيش قررت إدارة الميناء أن السفينة غير صالحة للإبحار ظلت لمدة عام كامل .


ثم بعدها تم نقل الشحنة الخطرة للشاطئ في عام 2014 ووضعها في الميناء ، ثم قام مسؤولي الجمارك بإرسال بعض الرسائل المؤرخة بتواريخ مختلفة على مدى 3 أعوام ، إلى القضاة يطلبون حل قضية البضائع المصادرة ويقترحون تصدير نترات الأمونيوم وإعطاؤها للجيش أو بيعها لشركة المتفجرات اللبنانية الخاصة فظل الوضع مستمر دون وعى أو علم .

ولكن أشارت إحدى الرسائل في عام 2016 إلى أن القضاة لم يردوا على الطلبات السابقة بالنظر للخطر الشديد المتمثل بإبقاء هذه البضائع أو بيعها لشريكات التفجير ، أو ارسال الطائرات لنقلها نظراً لظروف مناخية غير مناسبة ، فأقر مسؤول الجمارك بأنهم أكدوا طلبهم من الوكالة البحرية إعادة تصدير هذه السلع على الفور للحفاظ على سلامة الميناء والعاملين فيه أو بيعها .

‏ولكن للاسف الشديد في مساء يوم الثلاثاء
4 أغسطس 2020 انفجار يهز بيروت بل قلب لبنان وتحديدا من ميناء بيروت والسبب 2750 طن من نترات الأمونيوم التي صادرتها الحكومة من السفينة وتم تخزينها في الميناء دون اتخاذ إجراءات السلامة المناسبة تسبب الانفجار عن مقتل أكثر من 113 شخصًا وفقدان 100 آخرون وإصابة أكثر من 4000 شخص حتى هذه اللحظة

ثم ‏أعلن مجلس الدفاع اللبناني ان ‎بيروت أصبحت “مدينة منكوبة” نتيجة الإنفجار الهائل الذي دمر بيروت العاصمة ومحيطها فماذا يعني إعلان مدينة ما إنها “منكوبه” خصوصاً مع أول تصريح من مجلس الوزراء ‏ببيروت لمكان الانفجار ذكر بأنه أصبح لدى بيروت حوالي 250 ألف مشرد دون مسكن ‏وصلت أضرار الانفجار إلى بعد 3 كيلومترات والقوى الأمنية طوقت المكان وعناصر الدفاع المدني في هرعو وقلق شديد بعد الانفجار مما أدى إلى أضرار كبيرة في المنازل والسيارات .

بغض النظر عن من أشعل الفتيل في ميناء بيروت ، فإن المسؤولية الأكبر تبقى من نصيب القيادات السياسية والأمنية في ‎لبنان، التي تركت هذا الكم الضخم من المواد المتفجرة في الميناء على مدى ست سنوات ، وكأنها تنادي على كل عدو متربص أن يأتي ويشعل الفتيل ، فسلاما لقلب بيروت الحزين ، سلاماً بيروت وبرداً على وجعك الأزلي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى