أخبار مصراسليدر

البطل سمير عبد الرحمن

بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم

البطل القناص الرقيب أول سمير عبد الرحمن طه هو أحد أبطال السرية الثانية مشاه بالفرقة 19 بالجيش الثالث .
عبر قناة السويس الساعة الثانية والثلث بعد ظهر يوم السادس من أكتوبر 1973م العاشر من رمضان 1393هـ .
اقتحم البطل الرقيب أول سمير عبد الرحمن مع رفاقه الساتر الترابى وتوغل إلى مسافة 3 كيلومترات فى عمق سيناء الحبيبة وتم الاتصال بالبطل يوسف عفيفى قائد الفرقة 19 والبطل السيد الشافعى أبو العلا قائد اللواء وعلى الفور صدرت التعليمات للبطل سمير عبد الرحمن طه ورفاقه بالتوغل واكتساب أرض جديدة وتم تنفيذ المهمة ووصل البطل ورفاقه إلى مسافة 9 كيلومترات .
تمثل دور السرية التى تضم البطل فى كونها رأس الكوبرى للفرقة 19 ومن ثم تعد المفتاح للتقدم .
قامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة السرية التى تضم البطل سمير عبد الرحمن ودارت معركة عنيفة بين الأبطال وبين القوات الإسرائيلية وقامت القوات المصرية بإمداد السرية بعشرين دبابة واستمر القتال فى الصباح والمساء ليوم التاسع من أكتوبر 1973 داخل ممرات متلا وصمم البطل سمير ورفاقه على اقتحام النقطة الإسرائيلية الحصينة .
وصلت الامدادات إلى السرية وفى فجر الثانى عشر من شهر أكتوبر نجحت السرية فى إقتحام النقطة الإسرائيلية الحصينة فجن جنون القائد الإسرائيلى بعد قيام أبطال مصر بالاستيلاء على النقطة الحصينة ولذا كثفت قواته الضرب على أبطال السرية ومن شدة الضرب غطت الرمال الأبطال .
برغم إستشهاد الأبطال على عيسى وموسى جلال والسيد عبد العظيم وإصابة على خياط إتجه البطل سمير عبد الرحمن طه مع رفاقه إلى ممرات متلا للسيطرة عليها وتطهيرها من القوات الإسرائيلية وبالفعل تم تنفيذ المهمة بنجاح .
قامت الطائرات الإسرائيلية بإلقاء منشور على موقع الأبطال لأجل إعلان إستسلامهم وكان المنشور باللغة العربية وتمت كتابته بخط اليد وموقع عليه قائد المنطقة الجنوبية ومما جاء فى هذا المنشور : إن الذخيرة والوقود التى معك والماء أوشكت على الانتهاء وستصبح تحت رحمة الجوع والعطش فى الصحراء .. إنك توشك على الهلاك .. لقد حاربت بكل مالديك من قوة وأديت واجبك نحو وطنك والآن أصبح مصيرك فى يدك .. قدم هذه البطاقة إلى أول جندى إسرائيلى تراه ونحن نضمن سلامتك وصيانة كرامتك كمحارب وسوف نعمل على إعادتك إلى أهلك ووطنك سالما .
سخر البطل ورفاقه من هذا المنشور الإسرائيلى وواصلوا الكفاح والصمود وقامت القوات الإسرائيلية بترديد النداء أكثر من مرة عبر مكبرات الصوت ولكن هيهات فالمصرى خير الخلف لخير السلف .
عاش البطل سمير ورفاقه تحت الحصار لمدة 114 يوماً وانقطعت الأخبار واعتبر البطل فى عداد الشهداء الأبرار وتقاضى والده المكافأة المخصصة للشهداء .
تم فك الحصار وعاد البطل القناص الرقيب أول سمير عبد الرحمن طه فى القطار وعندما وصل إلى محطة السكة الحديد برمسيس وجدها مغطاه بالزهور واستقبله شعب مصر بالفرح والسرور وعندما استقل التاكسي إلى منزله بشارع الترعة البولاقية بشبرا رفض السائق تقاضى الأجرة بل حمل البطل على كتفه وصعد به إلى الطابق الخامس وعندما فتحت أم البطل باب الشقة ووجدت ابنها أمامها سقطت على الأرض فى حالة إغماء وهكذا كان حال والد البطل .
حصل البطل القناص الرقيب أول سمير عبد الرحمن طه على ميدالية أبطال متلا وميدالية أبطال السادس من أكتوبر وميدالية جرحى الحرب وميدالية فى الإحتفال بمناسبة مرور 25 سنة على نصر أكتوبر .
يحتفظ البطل بقطعة من طائرة إسرائيلية من طراز الفانتوم ودانة مدفع إسرائيلى 125 مم وشريط طلقات رشاش مضاد للطائرات وأفرول القائد العسكرى الإسرائيلى للمنطقة الجنوية فى سيناء وباريه لعسكرى إسرائيلى عليه نجمة داود وخريطة للمواقع الإسرائيلية فى سيناء ونسخة من التلمود حصل عليها من الحاخام الذى إستلم جثث القتلى بعد وقف إطلاق النار وقطعة من الشظايا الناتجة عن إنفجارات القنابل الإمريكية التى ألقتها الطائرات الأمريكية خلال المعارك .
هذه الطائرات قد جاءت من أمريكا إلى إسرائيل على ظهر الأسطول السادس الأمريكى فى البحر الأبيض المتوسط لإنقاذ إسرائيل .
وهذه الطائرات كانت تلقى القنابل والصواريخ خلال المعارك ولا تنفجر فور وصولها إلى الأرض بل تنفجر بعد فترة وتفرش الأرض بالشظايا وهى عبارة عن بلى من الحديد المسموم وإذا لامس الجندى فإنه يستشهد على الفور .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى