اسليدرالأدب و الأدباء

الحب الصناعى

قصة قصيرة

بقلم/ منال الاخرس

كنت لا أتوقع أن ينهارأمامى ذلك الصرح الذى شيده خيالى ؛فقد صنع
فى مملكتى السحرية ،لم يستغرق بناؤه الوقت الطويل ولأنى جندت كل أدواتى وإمكاناتى تمكنت من إنشائه على أبهى حال حتى تعجب الجميع من حولى وتعجبت معهم !
كيف أصبح ذلك الكيان على هذه الصورة ؟
إلا أن من عرفنى جيدا استنكر ما فعلت ،كنت فى ذات الوقت غير مستعدة لأى انتقاد أو لوم فأنا فى نظرهم أستحق أكثر من ذلك الوهم الذى خدعت به نفسى .كنت فى أعينهم كبيرة ،إلا أنى ارتضيت لنفسى أن أتضاءل وأنزلق فى بحيرة الوهم ،كل الحقائق التى قدمتها لى الظروف والصدف مجانا كنت أتجاهلها .فهذا الشخص الذى لا يعرف سوى النفاق والتشبث بمن أعلى منه ، كان فى عينى شخص عصامى يرفض الوساطة ويعشق النجاح .
حينما تأكدت أنه يجيد الصعود على رقاب كل من حوله -فلم يتوان لحظة فى استخدامى كدرجة سلم حتى يصعد فى طريقه الذى لايعرف الاستقامة-
كنت أبرر ذلك بأنه لا يضيع الفرص .
كان مكشوفا أمام كل من حولى إلا أنا أبيت أن أعرفه بعيونهم التى كانت تفضحه أمامى وتنطق ب :أنه الانتهازية فى أبشع صورها ! كيف لا تدركين ذلك ؟
كنت أنصرف عن تلميحاتهم وتصريحاتهم ،كنت أشعر من داخلى برفض شديد له إلا أنى بدافع الكبرياء والعند أنحاز إليه وأنجرف لموجته .لا أعرف لماذا ؟ ربما لأنى كنت أشفق عليه منهم فكنت أتعاطف معه؟
كان انهياره بطيء بطيء وكنت لا أتردد فى أن أمد يدى لأرممه كلما سنحت الظروف بذلك .كنت أتعجب لماذا تتصدع أركانه هكذا رغم حرصى على بقائه على أبهى حال ؟

لماذا تسقط تفاصيله ؟لماذا تتفتت أجزاءه ؟لماذا لا تجدى معه كل جهودى للاحتفاظ به ؟ لماذا يتلاشى من عينى شيئا فشيئا ؟
ضاعت كل محاولاتى سدى فى الاحتفاظ حتى بأجزاء منه . وكان بكائي واستيائي .
استغرقت حيرتى أمدا طويلا .وتكشفت لى الحقيقة واضحة أن ما نصنعه نحن بأيدينا لن يكون أبدا لحم ودم. فنحن لن نصنع بشرا فما شيدته كان صنم . كيف أحزن على تحجره فلا قلب ولا حياة به .
تمت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى