اسليدرالتقارير والتحقيقات

الشهيد الحي : من لايحافظ على تراب الوطن لايستحق التراب

حوار – إبراهيم خليل إبراهيم

حب الوطن يجرى داخل الإنسان المصري مجرى الدم فى الجسم ومن الذين يحبون مصر ويعشقونها البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم بطل معارك فبعد إصابته أثناء معارك الاستنزاف واصل كفاحه وشارك فى معارك أكتوبر 1973 ويعد الجندى الوحيد على المستوى العالمى الذى قاتل وهو مصاب بنسبة عجز 100 % وقد كرمه رؤساء مصر وبعد الجندى المصرى الوحيد الذى نال هذا التكريم وأيضا الجندي الوحيد على مستوى العالم الذي قاتل وهو مصاب بنسبة عجز 100 % وفي هذا الحوار نتعرف على مسيرة وبطولة هذا البطل الأسطورة .

…………………………….؟
عبد الجواد محمد مسعد سويلم وانتمى إلى أسرة شرقاوية كانت تسكن السماعنة التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية ثم انتقل والدي إلى الإسماعيلية وفى عزبة أبو عمر التابعة لأبو صوير المحطة كان مولدى يوم 26 أبريل عام 1947 وجاء ترتيبى الثالث فأختي عزيزة تكبرني ثم جودة وبعدى حميدة ولى أخ غير شقيق وهو علي .

…………………………….؟
في طفولتي عشت فترة الاحتلال وكنت أقوم ببعض الأعمال ضد قوات الاحتلال وكنت استعجل الأيام للالتحاق بسلاح الصاعقة الذي عشقته من خلال رجالاته عندما كنت أشاهدهم وفي عام 1966 تم تجنيدي وبعد الكشف تم توزيعي علي سلاح الحرس الجمهوري فطلبت من أخي علي إلحاقي بسلاح الصاعقة وبالفعل التحقت به وتلقيت التدريبات وكنت أصيب الهدف بنسبة 100% ولذلك منحني المقدم بيومي عبد العزيز قائد مركز التدريب 48 ساعة إجازة ولم يكن معي أي مبالغ مالية فقطعت المسافة من إنشاص حتى منزلنا في أبو صوير سيرا على قدميي.

…………………………….؟
حصلت على فرقة الصاعقة ثم فرقة المظلات وكان ترتيبي الأول وتم ترحيلي إلى بير تمادا بسيناء في أواخر شهر ابريل عام 1967 ثم كانت حرب 5 يونيو عام 1967 وحزنت كثيرا لما حدث لأن الجندي المصري لم يدخل المعركة وبالتالي نالت إسرائيل نصرا لا تستحقه ونالت مصر هزيمة لا تستحقها .

…………………………….؟
خلال معارك 1967 قطعت المسافة من بير تمادا حتى غرب قناة السويس سيرا على قدميي وهذه المسافة تبلغ حوالي 180 كيلو مترا وشاهدت الضربات الإسرائيلية واستشهاد جنود مصر تحت الدبابات الإسرائيلية بوحشية رهيبة فاختزنت كل هذه المشاهد بذاكرتي وانتظرت يوم الثأر.

…………………………….؟
اشتركت فى معركة رأس العش وتمكنت مع رفاقي الأبطال في تدمير القوة الإسرائيلية التي كانت تريد احتلال مدينة بور فؤاد ولم تفكر إسرائيل بعد ذلك فى الغارة مرة أخرى على بور فؤاد وهذه المعركة كانت في أول يوليو عام 1967 أي بعد أقل من شهر لنكسة يونيو وقد رفعت الروح المصرية والعربية إلى عنان السماء وهذه المعركة كان يتابعها الزعيم جمال عبد الناصر.

…………………………….؟
أثناء تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات يوم 11 أكتوبر عام 1967 كنت فوق مبنى دار المعلمات ببور سعيد وشاهدت تدمير المدمرة فى أقل من 4 دقائق وذلك من خلال المنظار الذي كان معي ويوم 5 يونيو عام 1968 قمت مع زملائى بالهجوم على مطار المليز وتمكنا من تدمير 6 طائرات إسرائيلية وهذه العملية كان يتابعها الرئيس جمال عبد الناصر.

…………………………….؟
عندما استشهد البطل عبد المنعم رياض على الجبهة يوم 9 مارس عام 1969 زاد إصرارنا على الأخذ بالثأر وبالفعل أخذنا بثأره وشاركت في تلك العملية البطولية وتواصل كفاحى حيث رصدت أتوبيسا إسرائيليا فى المنطقة الواقعة بين الطاسة والمليز وتمكنت من تدميره وتم قتل 36 من الإسرائيليين .. وفى العشرين من شهر يوليه عام 1969 قمت مع زملائى بالهجوم على منطقة إدارية إستراتيجية للقوات الإسرائيلية بين الكاب والتينه شرق قناة السويس وتمكنا من تدميرها ووقت انفجارها تحول ليل أرضنا المحتلة إلى نهار وقد قدرت خسائر القوات الإسرائيلية بحوالى 40 مليون دولار مما أصاب إسرائيل بالفزع والهلع وكان الرئيس جمال عبد الناصر يتابع تلك العملية وبعد أن اندلعت انفجارات هذه النقطة وفى طريق عودتنا ظهر الطيران الإسرائيلى فى الجو للبحث عمن قام بذلك ورصدنى طيار إسرائيلى وكلما حاول إطلاق النيران على كنت أخادعه حتى اختفى دقيقة وإذا بصاروخ أصابنى وكانت الساعة تشير إلى 6 صباح يوم 21 يوليه عام 1969 وعندما حضر رفاقى إلى مكانى لإنقاذي لم اشعر بإصابتى ومازلت اذكر رفاق الكفاح عبد الفتاح عمران وصابر محمد عوض وأحمد ياسين محمد ومحمد محمد أبو سمرة فقد حملونى إلى بور سعيد حيث المستشفى وخلال الطريق واجهوا عاصفة من القذف النيرانى الإسرائيلى من الجهة الأخرى لقناة السويس ولكن عناية الله تعالى حفظتنا وعندما وصلت إلى المستشفى أجريت الإسعافات الأولية وتقرر نقلى إلى مستشفى دمياط وعندما وصلت فوجئت بحضور المحافظ لزيارتى.

…………………………….؟
فى مستشفى دمياط تقرر نقلى إلى مستشفى الحلمية العسكرى بالقاهرة نظرا لفداحة الإصابة وعندما وصلت إليه دخلت فى غيبوبة لمدة 72 وبعد أن أفقت أعطانى مدير المستشفى الدكتور عادل خطاب الشواربى عصير المانجو فشربته فكان بمثابة ماء الحياة وزارني في المستشفى الزعيم جمال عبد الناصر وطلبت منه الخروج إلى المستشفى فقال للفريق محمد فوزي الذي كان معه : طالما هذه الروح موجودة سوف ننتصر بإذن الله .. ثم قال : ده الشهيد الحي.

…………………………….؟
نتج عن إصابتى بتر ساقى اليمنى وأيضا اليسرى وساعدى الأيمن وفقدت عينى اليمنى وجرح كبير غائر بالصدر مما استدعى تركيب أطراف صناعية واستغرقت رحلة علاجى 37 يوما فقط وخرجت من المستشفى فى شهر مايو عام 1970 وقرر التقرير الطبى الحصول على إجازة لمدة شهر ثم العرض للرفت من الخدمة العسكرية ولكننى رفضت .

…………………………….؟
خلال تواجدى صممت على إثبات أننى مازلت قادرا على الكفاح فرصدت مدرعة إسرائيلية كانت تحضر فى وقت محدد لإحضار جنود الحراسة وأخذ من كانوا قبلهم وفى التوقيت المحدد أطلقت نيران أسلحتى عليها فانفجرت وتم قتل 21 من الإسرائيليين وعلم الرئيس جمال عبد الناصر بذلك فاستدعانى للمقابلة برئاسة الجمهورية وكرمني .

…………………………….؟
بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر تم إنهاء خدمتى فى الأول من شهر يناير عام 1971 ولكن رفضت الرفد ولذا توجهت إلى وحدتى العسكرية واستقبلني القائد سمير محمود يوسف وكنت أقوم بالتوجيه المعنوي .

…………………………….؟
معارك الاستنزاف استمرت 3 سنوات وشهرا و 7 أيام وعندما اندلعت معارك أكتوبر 1973 سارعت بالانضمام إلى رفاقي الأبطال وعبرت قناة السويس معهم .

…………………………….؟
نفذت مع أبطال الصاعقة 18 عملية عبور داخل وخلف خطوط القوات الإسرائيلية منها 10 عمليات تحت قيادة البطل إبراهيم الرفاعى وتمكنت من تدمير 16 دبابة و 11 مدرعة و2 عربة جيب و2 بلدوزر وأتوبيسا بالإضافة إلى الاشتراك فى تدمير 6 طائرات إسرائيلية وتم تكريمى من رؤساء مصر.

…………………………….؟
تزوجت فى عام 1971 من هدى عبد الرحيم حسن ورزقنا بإيمان ومحمد وأسامة وعمر وإسلام ونور الإسلام وجمال وشيماء .

 

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى