اسليدرالأدب و الأدباء

كَبرتُ يا أمي

عبد المنعم عامر
الجزائر

كَبرتُ يا أمي
وجاراتي أصبحن يغلقنَ
بناتهنَ في وجهي ..
وإسمي الذّي تربّى في جسدك
شاخ فجأةً وأصبحَ رمداً في العينين
سعالا جافاٌ في الحلق
ألما في المفاصل ..
ضيقَ تنفسٍ حاد وصبرًا على الإنتظار
في ليالي الشتاء الباردة ..

كبرتُ يا أمي
بدونِ أمنيةٍ لأن أرِثَ أبي
أو أنْ أكونَ حكيمًا مثله ..
كبرتُ هكذا دونَ سبب مقنع ..
كفضيحة في بيت أثرياء
أو كحريقٍ في سهوِ الغابة
أصبحتُ فجأةً رجلاً طويلا
كطريقٍ غير معبّد
ما من إمرأةً إجتازتني لٱخري
كنتُ مُرهقا في العناق للقصيرات ..
نذير شؤمٍ للطويلات ..
حلماً محرّما للمتزوجات
أثراً بالغَ الشهوة لكبيرات السّن واليائسات ..

كبرتُ يا أمي
كالصمت كثيفاً وشرهاً وبلا أملٍ في الصراخ
كالوداع نذلا ووسيما وبلا أملٍ في التنازل
كالخوف مترصّدا وجائعا وبلا أملٍ في المواجهة
كالجنس حاراً وعنيفا وبلا أملٍ في الإنطفاء
كالبحر كئيبا وبعيدا وبلا أملٍ في إحتضان أحد .

يا أمي ألازلت تضعين يدكِ
على صدرك كلما ذكرتني ..
كأنك تدليّنَ على مكاني !!
ألازلتِ تحدثّين أخوتي عنّي
كلما جاعوا أو شعروا بالبرد
كأنّ أسمي عصاكِ السحرية
يا أمي أنا لست كل هذا ..
أنا إبنكِ الفاشل الذي كلما
رٱك بكى كأنك معجزته الوحيدة..!
….

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى