الصين وتنّين كورونا

بقلم :رضا يوسف إحمودى ـ تونس

يقول الصينيون : ان زيادة المعاناة يزيد تماسك الأمّة وكلّ صعوبة هي إختبار.
ماذا فعلت كورونا ؟

1ـ كورونا تخفّض فى أسعار النفط بإعتبار النقص فى الطلب الناتج عن تباطئ إقتصادى.

2ـ كورونا تخفّض نسبة النمو الاقتصادى الصيني.

3ـ كورونا تتسبب فى توقّف عديد المصانع عن الإنتاج وبالتالى التراجع فى الصادرات.

4 ـ كورونا تحرم شركات الطيران من 05 مليارات دولار نتيجة إلغاء أكثر من 70 شركة رحلاتها من والى الصين.

5 ـ كورونا تسبّب إنخفاضا حادا فى عائدات السّياحة نتيجة عدم إقدام الناس على السفر.

6 ـ كورونا تسبب أزمة فى صناعة السيارات بإعتبار الصين حاضنة لأكثر من مصنع لمختلف الماركات العالميّة… غلاء منتظر فى أسعار السّيارات.

7 ـ كورونا تسبّب في إنخفاض كبير فى ساعات العمل نظرا لمنع وامتناع عدد كبير من العمّال بالإلتحاق بمراكز الإنتاج.

8 ـ كورونا تأثّر سلبيّا فى قطاع الخدمات المرتبط بالعمالة وبديناميكيّة الشارع.

9 ـ كورونا تسبب فى إنحدار أسواق المال العالميّة (البورصة خاصّة).

10 ـ كورونا تؤثّر فى إفريقيا باعتبارها الأكثر استهلاكا للبضاعة الصينيّة الرّخيصة.

11 ـ كورونا تسبّب فى ظهور “فوبيا الصين” من كل ما هو صيني خارج الصين.
من هي مدام “كورونا”؟

تمكّن علماء أستراليون من “صنع” فيروس كورونا فى أحد المخابر العلميّة وذلك قبل ظهوره فى الصين … وهذا لا يمنع إمكانيّة “صنعه” فى مخابر عالميّة أخرى لكن بصفة سريّة…

والعلماء الأستراليون منكبّون الآن فى البحث عن دواء ولقاح له بالتّنسيق مع منظّمة الصحّة العالميّة.

بعد ظهور المرض بها توصّل علماء الصين الي “صنع” الفيروس عن طريق الحامض النووي.

وجود الفيروس فى مخابر استراليا قبل ظهوره فى الصين يزيد من فرضيّة غير مستبعدة وهي تعمّد نشره بدولة “طريق الحرير والحزام” لإرباكها إجتماعيّا واقتصاديّا وكإنذار شديد اللهجة لها لإفراطها فى التفكير والإبتكار .

المعلوم أن الفيروسات الخطرة والفتّاكة تروم العيش على جلود الثّديات المجنّحة التى منها الخفافيش الملقّبة بخزّان الفيروسات … خفافيش الظلام قد تكون مصدرا للمرض أيضا.

ان الكلاب والقطط والطيور الجارحة والزواحف والضفادع تعتبر مصدرا ممكنا لهذا الفيروس الفتّاك … لذلك نهانا رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن أكل كلّ ذى ناب من السّباع وكلّ ذى مخلب من الطّير.

يعتبر الوضوء بما فيه من تمرير للماء بالأعضاء النّاقلة للمرض خير وقاية منه …الاستنشاق والمضمضة تطهير لمدخل الجهاز التنفسي المفضّل عند كورونا… كذلك الفيروس لا يستطيع العيش فى الماء لأكثر من ثلاثة دقائق.

لماذا ظهر فيروس كورونا متزامنا مع عيد الربيع؟
فى عيد الربيع يتنقّل حوالى 03 مليارات من الناس سياحة فى الصين… هل لكورونا مركز دراسات استراتيجية يحدّد لها تاريخ الهجوم المناسب؟
الصين تعلن الحرب على كورونا؟

أعلنت الصين حالة الطوارئ الصحيّة بتجنيد الحكومات المركزية والمحليّة والتنسيق بينها لمجابهة المرض كما إتّخذت عدّة إجراءات اقتصاديّة إستثنائية لمواجهة المصاعب الطارئة … أعفت الأطبّاء وكل المتدخّلين من الضّريبة الشخصيّة … ضخّ أموال طائلة من البنك المركزي فى باقى البنوك …

تبرّع المواطنون بما يمكن لفائدة المجهود الوطني الشامل … أرسل العمّال الصينيون بالخارج المعدّات الطبية والادوية وكذلك المال … تمديد عطلة عيد الربيع وتأخير فتح المدارس … تجنيد كل أطبّاء الجيش وعدد من أعضاء الحزب الشيوعى الصيني لزيارة الأهالي فى بيوتهم وعيادتهم ومراقبتهم وخاصة قياس درجة حرارتهم.

الصين تتحدّى العالم برقم قياسي جديد وذلك ببناءها مستشفيين احدهما بسعة 1000 سرير والآخر بسعة 1500 سرير فى 10 ايام فقط.

سمحت عديد الشركات للمواطنين بالعمل فى منازلهم يدويّا وإداريّا مستغلين شبكة الانترنت للتواصل والتّنسيق وهذا من شأنه ان يكشف للصينيين علاقات ووسائل إنتاج جديدة قد تبشّر بميلاد طفرة اقتصادية أخرى.

أغلب علماء الإقتصاد يعتقدون ان إبطاء النموّ الإقتصادى الصينى سيكون مؤقّتا وقد ينخفض الى ما دون 05 بالمائة … التّعافى النّهائى سيبدأ بداية من النصف الثانى من العام حيث قد تنجح الصين فى التدارك وربّما التعويض.

هل تنعكس أزمة الصين إيجابيّا على الدول الذّكيّة ؟
سألت مورّدا من الصين : بدلا من توريدكم البضاعات السهلة الصنع من بيكين لماذا لا تصنّعونها هنا فى البلد؟ …

ردّ : لو تضمن لي الدولة عدم العرقلة البيروقراطية الإبتزازيّة أجلب معملا وبسعر مقبول من الصين وانتج لبلدى وللبلدان المجاورة … لكن الفساد المقنّن والمافيوى والمتحالف مع السّياسيين هو الذى يمنعنى من الاقدام على هذا العمل.

شاب آخر من العاصمة الإقتصاديةّ صفاقس يقوم بصنع الأحذية قال : عندما تضغط الدولة على المهرّبين والمورّدين عشوائيّا من الصين وتركيا تنتعش معاملنا الصغيرة المقامة فى دهاليز المدينة العتيقة بعيدا عن أنظار دولة تعرقل الإنتاج الوطنى.

المافيا المحليّة المتحالفة مع البورجوازيّة اللاّوطنيّة تورّد البضاعة بالعملة الصعبة وبها تضرب الصّناعة المحليّة وتهرّب الأموال الى الخارج وتدخل فى جرائم تبييض الأموال.

الصينى ليس أذكى منّا … فقط يحبّ الصينى لأخيه ما يحبّه لنفسه… ومنها يحب الجميع البلاد “كما لا يحبّ البلاد أحد”.

يقول الصينيون : ان زيادة المعاناة يزيد تماسك الأمّة وكلّ صعوبة هي إختبار.