اسليدرالأدب و الأدباء

الزّمهرير

متابعة : عادل شلبى
بقلم الباحثة التربوية والاعلامية الأديبة : د.شفيعة عبدالكريم سلمان

يا زمهريرَ العمر أنتَ، وطالعِي
ماذا أصوغُ لكَ ، وماذا أكتُبُ
لا جدوى يا عمري، أنا من صياغتي
إذ أنّ مُلْهِمِي عَنْ عُيونِي مُغيّبُ
لا ينفعُ التّحبيرُ،لو تَلَفَ اليَراعُ
فيراعي أصبحَ عاجزاً لا يكتُبُ
يامن صَرَيْتَ الشّرَ عن وطنٍ لنا
الدّفْقُ في الشّريانِ أوشكَ يَنْضُبُ

ثمانٍ عجافٍ داهمتني،وأضْرَمَتْ
نيرانَها في القلبِ كيما تُذَوّبُ
إذُ صارَ لونُ النّارِ فيهِ أسودٌ
عن طيفِها خرجَت، وراحَتْ تُلْهِبُ
طَالَتْني في أعماقي، ثمّ جوارحِي
مِنها تَشَفّت أحْرقَتْ، وتعذّبُ

وتدرّجَتْ درجاتُها حتى استوَتْ
سبعون ألفاً، لونُها لا يكذبُ
وحريقُها لم يكتفِ بتَرمّدي
أرياحُ شتّى قدْ دعاها تَضرِبُ

في مَظْهرِي أبدو كأنّي قويّةٌ
وأعيشُ من نفسي جراحي أقطُبُ
خضرٌ حبيبي يا فؤادي، ومُهجِتي
يا كوثري أنتَ الَذي منه أشرَبُ
استشفعْتُ عند الله باسم محمّدٍ
كيما تكونَ منه أنتَ الأقربُ

ياربّ إشفعْ بالبلادِ، وأهلها
أبناؤها الشّهداء جميعاً نُجُبُ
كلُ الطّغاةِ القادمين لغدرِها
الذّلّ مشرَبهم وساء المشربُ
يا كوثرِي قُدّسْتَ أنتَ وزمزمي
سرمد بمثلِكما الجنانُ تَطْرَبُ

الباحثة التّربويّة الإعلاميّة الأديبة:
د. شفيعه عبد الكريم سلمان
( في الذّكرى الثّامنة لاستشهاد
إبني:خضر أحمد حبيب لروحه القداسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى