بقلم : زرقاء اليمامة جيهان احمد عثمان
كثر فى مجتمعنا مايسمى بالزواج العرفى وبخاصة بالنسبة للمطلقات والأرامل وبعض الفتيات يقال عليهن كبيرات السن ( انسات ).
جلست مع بعض السيدات وممن تزوجن بما يسمى بالزواج العرفى وطبعا انتهت الزيجة بالفشل بل وبالفضيحة أحيانا …
وأسباب هذا الزواج عدة منها : –
الزوج متزوج ويخشى من زوجته لأنها على حسب كلامه … نكدية … ومفترية وحاجات كتير كده ويصفها كأنها الساحرة الشريرة … طيب لقد أعطاك الله الحل ..
الأول التعامل بالإحسان (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ))(النساء-19) .
والحل الثانى الطلاق (( الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ البقرة﴿٢٢٩﴾ –
أما السبب الثانى هو المعاش … كى تحتفظ الأرملة بالمعاش من زوجها المتوفى …
وهنا تظهر نية العريس حتى لا ينفق عليها بل منهم من ينتظر منحة من هذا المبلغ …
– أما موضوع المعاش فهذا أمر شائك فنجد ماشاء الله محللين … فنجد من يقول أنه حق الأرملة لأن استقطع من راتب الزوج المتوفى طوال سنين عمله فبهذا يكون حقا لها… معك حق المبلغ من حق الأرملة وليس من حق العريس الجديد
– وفى قصة المعاش مخالفتان قانونية وشرعية :
– الحالة القانونية : – تنص المادة 113 من قانون العمل والتأمينات الاجتماعية رقم 2 زواج الارملة أو المطلقة أو البنت أو الأخت وتحصل على منحة تساوى المعاش المستحق لها عن مدة سنة بحد أدنى 200 جنيه وتستحقها لمرة واحدة , وفقا للمادة 104 من القانون رقم 779 لسنة79 بشأن التأمين الاجتماعى .
– وأيضا الزوج كذلك ينقطع معاشه من زوجته المتوفاه إذا تزوج مرة أخرى وقد اعترض علماء الأزهر على هذا الشرط لانه يعارض التعدد فى الإسلام . – وعليه ….. يا أختى يا أرملة أو مطلقة إذا قال لك شخصا أن معاشه يذهب لأولاده فهو يؤكد أنه متزوج من ثانية .. وحضرتك ستكونين الثالثة وربما الرابعة … المهم … تعرفى تعدى لغاية كام .
– العقوبات : – ونسأل هنا عن العقوبات التى تقع على مستحق المعاش فى حالة عدم ابلاغه بالزواج الثانى ؟
– العقوبة الحبس وفقا لأموال بنك مصر قانون رقم 1 لسنة 2000 ( إذا أخذ الفرد أموالا سواء بالتحايل أو بالمخالفة يعاقب عليها بالحبس ” معاشات – تأمينات – نفقة – معونة – منحة “
– نأتى للناحية الشرعية … – يؤكد علماء الدين والشريعة أن من يفعل هذا هو آكل لأموال الناس بالباطل والتلاعب بالشرع الحنيف الذى ينهى عن النصب والتدليس ،
كما قال د. عبد الفتاح ادريس استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر .
– وفى فتوى على موقع اسلام ويب ، قالت : ( إذا كان هذا المعاش منحة وتبرعا فإنه يرجع فى معرفة شروطه للجهة المانحة للمعاش ، فإذا كان يمنح لزوجة المتوفى بشرط ألا تتزوج فلا يجوز لها الاحتيال إذا تزوجت ” دون الابلاغ ” وأكل المال بالباطل والمسلمون على شروطهم كما جاء فى الحديث الشريف الذى أخرجه الترمذى .
– شرعية الزواج العرفى : – ونأتى هنا للزواج العرفى ونتسآل هو حلالا أم حراما ؟ – يعرف الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الاسبق رحمه الله (( أنه الزواج الذى لايكتب فى الوثيقة الرسمية التى يكتبها المأذون ، وهو عقد حلال اذا استكملت أركانه وشروطه الشرعية فى صحة العقد ، وبه تثبت جميع الحقوق من الاتصال ، ووجوب النفقة على الرجل والطاعة على المرأة … إلخ –
وهذا هو العقد الذى كان معهودا عن المسلمين إلى عهد قريب ، وقد كان الضمير الإيمانى كافيا عند الطرفين والشهود فى الاعتراف به ، ولكن عندما قل ميراث الإيمان – مازال الكلام للشيخ – وذبل الضمير الانسانى والادعاءات الكاذبة فشرع الشارع المصرى التوثيق حتى يحفظ الحقوق .
– يتضح من هذا أن ما يفعله الناس الآن هو الزواج السرى … وقد قال عنه الفقهاء ( أنه عقد يتولاه الطرفان دون أن يحضره شهود ، ودون أن يعلن ، ودون أن يكتب فى وثيقة رسمية ، ويعيش الزوجان فى ظله مكتوما لا يعرفه أحد سواهما ، أو يعرفه بعض الشهود ، وأجمع الفقهاء أنه باطل ) –
ويختم الشيخ شلتوت – رحمه الله – أن الزواج الذى يصحبه الاضطراب القلبى والرعب والخوف من الأهل والأقارب والناس إذا ظهر للناس ، ليس زواجا صحيحا بل زنا والعياذ بالله .
– وعن أبى الزبير المكى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه آتى بنكاح لم يشهد عليه إلا رجلا وامرأة فقال : ” هذا نكاح السر ، ولا أجيزه ، ولو كنت تقدمت فيه لرجمت ” – رواه مالك فى الموطأ …
وقال الترمذى ” والعمل على هذا أهل العلم من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين وغيرهم قالوا : لا نكاح إلا بشهود
