جعل الله عز وجل مخارج عظيم من مآزق جسيمه ومشاكل كبري لا تحل إلي بما هو غالي ومكلف من حطام الدنيا الذي نهرول وراءه جميعاً بأقصي سرعه.
لدينا من المال وغيره من هذه الأغراض الدنياويه ويكفي قول الله عز وجل (لقد خلقنا الإنسان في كبد) وكذلك قوله(إلهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) وفي هذه الأية أراد الله أن يبين للناس أن الدنيا ستشغلكم حتي تذهبون إلي المقابر بعد إنتهاء العمر وإنقضاء الأجل.
فجعل هناك فرص لتغتنم مثل الأعياد والمناسبات الدينية التي لها أبلغ الأثر في النفوس والقلوب مثل الأعياد كعيد الأضحى وعيد الفطر وهناك ذكري عزيزة على قلوبنا جمعيعاً وهي ذكري ميلاد خير البشرية أجمعين سيدنا محمد( صلي الله عليه وسلم ) والذي جاءهداية للنفوس الضالة والعقول المتحجرة والقلوب المظلمة.
ونحن بصدد فرصة عظيمة وهي مناسبة عيد الأضحى ضرب الله عز وجل أروع الأمثال في طاعة الوالدين و برهما عند أطاعة سيدنا إسماعيل أبونا إبراهيم (عليه السلام) عندما قال له (يابني إني أري في المنام أني اذبحك فأنظر ماذا تري قال يا أبتي إفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) .
وهذا أمر جلل لو حدث في أيامنا هذه لقامت الدنيا وما قعدت وهذه لأننا فقدنا حنان الأبويه وطاعة الأبناء فيما يغضب الله عز وجل إلا من رحم الله .
وكل ذلك من متاع الدنيا الزائل وقد يكون بسبب جهل أصاب بعض أبناء هذه الأمة الدائمة للإبتلاء والإختيار من ذلك كانت هناك فرص لابد أن تغتنم ونحن في عيد الأضحى من كان له أب وأم أو كليهما وبينه وبينهم مقاطعة فليذهب إليهما وليسترضيهما .
فإن نجاته من النار مقرونة برضاهما عنك ولن يدخل الجنه أو يفوز بها الا برضاء أبيه وأمه ولن يدخل الجنه من كان عاق لوالديه ولم يرضا عنه أبويه في الدنيا ومن قطع رحمه حتي وإن كان صاحب حق عليه أن يصله فإنه بذلك يكون أفضل عند الله من غيره لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال(خيركم من يبدأ بالسلام).
فالخير فيما بادر بفعل الخير ونشر المعروف بين الناس سواء من قريب أو بعيد فهذه مناسبة عظيمه وجب فيها التقرب إلي الله .
بفعل الخير وحبه للغير وترك الفرقه والبعد عنهما إلي غير رجعة ومن كان له اخاً أو أخت وبينهما خلاف فيتركه جانباً ويرضي أهله واصلاً للأرحام وحباً في أبيه وأمه وتقرباً إلى الله عز وجل.
فنبدأ بالخير ونترك الشر وفي آخر كلامي أسأل الله أن يبيض وجهنا وينير قلوبنا ويفتح عقولنا ويطهر نفوسنا من كل شر وسوء والحمد لله رب العالمين.
