الأدب و الأدباءالثقافةحصرى لــ"العالم الحر"مقالات واراء

*** الجنس والإنس ***ماعلاقة الجنس بالإنس ؟

كتبت

مايسه امام

# مع أول ظهور لحروف كلمة ( جنس ) يصور البعض أنه أمام مقال للإثارة وليس للإفادة وإلقاء الضوء على نقاط غاية فى الأهمية بهذا الصدد ، والسؤال الذى يطرح نفسه أولا : ماعلاقة الجنس بالإنس ؟
والإجابة تأتى صريحة ومباشرة من الآيه الكريمة : ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون ”
أى أن الله عز وجل حين خلق البشر جعل بينهم ميلا فطريا طبيعيا وميزهم عن سائر المخلوقات فى هذا الأمر بالعقل والتميز والتقنين الشرعى لشكل العلاقة الجنسية بين الطرفين حماية وصيانة لهما ولذريتهما

# ومنذ بداية الإسلام وبين الصحابة ورسولنا الكريم لم يكن هناك حياء مصطنع ولاتعتيم فى مناقشة أمورهم الجنسية بإعتبارها من أساسيات الحياة طالما كان ذلك فى إطار التهذيب النبوى ، فالإسلام لم يحرم الجنس ولا مناقشة تفاصيله والإستفسارعما جُهِلَ عنه أو أُشْكِلَ فيه ، ولكن من ذوى العلم والمتخصصين وليس من العامة والمتحذلقين ، وأكبر دليل على ذلك تحريمه للرهبنه وكبت الغريزة وتقزيم مبدأ ( الإمتاع والإشباع الجنسى ) بغرض التحصين الذى يحقق الإستقرار النفسى والأسرى .
إن آداب العلاقات الجنسية محددة ومقننة إٍسلاميا ولا تحتاج لتلك المستجدات الغربية المبتدعة والماحقة للحق والفضيلة بشحن أكبر كم من المثيرات للشهوات عن طريق وسائل الإعلام المضللة وطوفان القنوات الفضائية الذى يغزو العالم بقصف كل ما هو مشين ومُخِل بالأخلاق والِشرائع الدينية بدعوى المدنية والعولمة وإنفتاح الحريات

#الدين الإسلامى ناقش كل الأمور الجنسية وآياته النورانية كانت حدا فاصلا فى ذلك بمنتهى الشفافية والعمق والرقى والأمثلة على ذلك كثيرة مثل قوله تعالى على لسان السيدة مريم : ” قالت أنى يكون غلام ولم يمسسنى بشر ولم أك بغيا ” إستخدام لفظ ( يمسسنى ) لمعنى العلاقة الجنسية و تنفي عن نفسها إرتكاب الفاحشة وتتعجب كيف تنجب ولم يمسسها رجل ولم تكن من البغايا
-وقوله تعالى : ” خُلِقَ من ماء دافق ، يخرج من بين الصلب والترائب ” إشارة لماء الرجل ومنبت الذرية ومنبعه الأصلى والذى إختلف العلماء والفقهاء فى تفسير معنى كلمتى الصلب والترائب عند الرجل والمرأة ولكن الإجماع كان على أنها الأصل فى خلق الجنين
-وقوله تعالى ” نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم وإتقوا الله وإعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين ” صدق الله العظيم
الآيه توصيف بلاغى رااااائع بكناية ومجاز عن شرح العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة فأتت بالمرأة أرض تُزْرَعْ وتحتاج من زارعها للحب والعناية والرعاية
كما أنها لم تحدد زمان ولا مكان ولا وضعيات لشكل العلاقة فتركتها حرية لأصحابها طالما فى الإطار الشرعى ، والأروع من هذا أن الآيه محت كل إتهام باطل للدين بأنه تقيد وتعقيد وتزمت بكلمتى ( قدموا لأنفسكم ) المعنى هنا للمداعبة والملاعبة والملاطفة بين الزوجين وهذا لا يحدث دون عاطفة وود بل أنه يزيد الحب والإرتباط بين الطرفين ومما يزيد الأمر تأكيدا وضع العلاقة الجنسية فى شكل وجودى لله من خلال بعض الأدعية التى تردد خلال الممارسة لتجنيب الشيطان التواجد بالمكان وتحصين الذرية مثل ” اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا ” مع قراءة الفاتحة
كل هذا يؤكد على قدسية العلاقة الجنسية فى إطار الدين فهى ليست مجرد تفريغ شحنات شهوانية بل أسمى من ذلك بكثير إذا الخطأ والعيب كل العيب ليس فى الجنس وإنما فى الإنس الذين شوهوا شكل العلاقة بالمشين من أفعالهم الشيطانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى