الحوادث و القضاياحصرى لــ"العالم الحر"مقالات واراء

حادث القطار … متي يكون الأخير ؟!

بقلم..الخبير

احمد اسماعيل

بعيدا عن تكهنات غير متخصص مثلي في أسباب الحادث ، ومن يستحق العقاب الي غير ذلك من التساؤلات التي لست مؤهلا للتفكير فيها ، لكن في رأيي كمواطن ان السيد هشام عرفات وزير النقل تحمل المسئولية السياسية بكل شجاعة وقدم استقالته رغم أنه حمل ارثا ثقيلا من الإهمال والمنظومة المترهلة ، ورغم انه ابرم الكثير من الاتفاقيات والصفقات لتطوير منظومة السكك الحديدية ، واخرها التعاقد علي مئات الجرارات الجديدة والتي كانت اول دفعة منها تصل مصر في أكتوبر المقبل وبمعدل عشرين جرار جديد لعمل إحلال وإبدال كامل لمنظومة جرارات السكك الحديدية خلال عام واحد ، إضافة إلي العديد من الجهود التي بذلها خلال الشهور الماضية ويمكن الرجوع الي ارشيف الصحف والاخبار لمعرفة بعضها ، و رغم أنه كان واحد من انشط الوزراء في الحكومة، ولكن قدر المسئول السياسي ان يتحمل كبائر من سبقه …
وهذه الحادثة ما هي إلا واحدة من عشرات الحوادث التي تودي بحياة الكثيرين يوميا بصورة متفرقة ، حوادث القطارات و الحوادث التي تودي بحياة البشر سواء فردية أو جماعية معظمها تقع جراء الإهمال والأخطاء البشرية وكلها نذير خطر يحيط بالمجتمع ، ربما يدق اجراس الخطر بحتمية الاهتمام ببناء الإنسان ، وإحكام الرقابة علي السلوك البشري … علي سبيل المثال….
✓ سائق التكتوك الذي يعرض المئات للخطر يوميا = خطأ
بشري.
✓ سائق الميكروباص الذي يقود سيارته بسرعات جنونية سواء علي الطرق السريعة أو داخل المدن المزدحمة ويعرض المئات يوميا للخطر = خطأ بشري.
✓ سائق السيارة الخاصة الذي يقود سيارته بلا مبالاه ويعرض حياة الآخرين للخطر = خطأ بشري.
✓ المسئول المهمل الذي يتغافل عن أداء مهامه الرقابية والعقابية = خطأ بشري.
✓ المسئول الذي يرتشي للسماح بمخالفات بناء لأبراج تنهار فوق ساكنيها = خطأ بشري.
✓ سائق النقل الغبي الذي سار في الإتجاه العكسي منذ أيام في العاصمة الإدارية وأودي بحياة ما يزيد عن عشرة أشخاص = خطأ بشري.

ربما يكون الاهتمام بالإنسان، التأهيل المهني والنفسي ، والقضاء علي الفهلوة والمحسوبية والفساد الاخلاقي قبل المالي والادارى كلها ضمانات لعدم تكرار مثل هذه المصائب التي تحيط بالشعب حتي اصبحت الحياة لدي الكثيرين بطعم الموت ….

يارب ارحم الله شهداء الحادث الأليم وألهم اهاليهم الصبر والسلوان وخفف يارب الألم عن المصابين. واحفظ مصر واهلها اجمعين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى