مقالات واراء

لا تغتر بمنصبك.. فهو زائل.. ويبقى ما ينفع الناس”.

كتب : هانى رفعت

عبارة لا بد من التذكير بها بين الوقت والآخر، عن المناصب التي يعتليها البعض ،سواء كانت مناصب بالإنتخابات او بالترشيحات والتي قد لا يجهل كثير منهم حقيقتها. .

كثيرون يقيمون بيننا كانوا اعضاء ومدراء وآخرون اعتلوا مناصب متعددة، ولكن ما زلنا نذكر لهم مواقف وما زالت لهم بصمات في جنبات المجتمع، ذلك أنهم كانوا من أكثر الناس منفعة للناس، ومن أكثرهم إخلاصا في العمل، بدليل ما حققوه من إنجازات، وما ساهموا فيه من أعمال ، حتى إذا ما ذكر اسم أحدهم في مجلس تبعته عبارات الثناء والمدح والدعاء بالتوفيق، المشفوع بتعداد ما قاموا به من أعمال. على خلاف مسؤولين آخرين لا يذكرهم إلا قليل من الناس، وإن مر ذكرهم اقترن ذلك بالسلب واستغلال منصبهم فى مصالح شخصيه و لم يقدموا ما ينفع ولم يضيفوا بعد ما تقلدوه من مناصب للدولة ولا للشعب ولا الجهة شيئا بقدر ما أضاف لهم المنصب، وشتان بين الصورتين، وقتها لا يكون المنصب سوى وضع منح لذلك الشخص وانتزع منه، بعد أن أضاع على الأفراد كثيرا من المنافع.

قد يتعمد بعض المسؤولين إلى اتخاذ قرارات تتماشى وتتوافق مع ظروفهم وأهوائهم ورغباتهم ومصالحهم الشخصية ومايجلب لهم الخير والمنفعة. المصلحة الشخصية عندهم مقدمة على المصلحة العامة وقبل اتخاذ أي قرار يدرس المسؤول ويقيم مدى تأثيره الإيجابي والسلبي على نفسه قبل أن ينظر لتأثيره على الجهة المعنية. فإذا كان هو مستفيد من القرار ماديا أومعنويا أو لنيل الشكر والتقدير والارتقاء في السلم الوظيفي أو النفوذ والوجاهة دعمه بكل مايملك من قوة وسلطة، وأظهر الجانب الإيجابي وأخفى الجانب السلبي بلامراعاة للآخرين وما ينتج عنه من آثار سلبية وأضرار جسيمة.مثل هذه القرارات يُصاب صاحبها بنكبة ويكون في مواقف محرجة عندما تدور العجلة أو تتغير ظروفه ويصبح في الموقع الآخر الذي تعيشه المجموعة فتنكشف نواياه السيئة وتتجلى أنانيته التي جعلت القرار يصب في مصلحته ولم يعبأ بمن حوله ومدى تأثرهم. وأحيانا تكون النتائج وخيمة وتكون القرارات وبالا وضررا على صاحبها ينتهي مصيرها بالقضاء على مستقبله.

إدراك حقيقة المناصب ومسؤولياتها مسألة نسبية، ويتفاوت الأفراد في القدرة على استيعابها وتحمل تبعاتها، ومن المفترض عدم الركون بها إلى الأفراد الذين يتم تعيينهم او انتخابهم في تلك المناصب، اعضاء كانوا أو مدراء دوائر أو هيئات رياضيه أو محلية، لأن في عدم استيعابها من قبلهم أو حتى من قبل البعض منهم، مساهمة في تضييع المنافع على الأفراد وعلى الدولة، وعلى مدينتهم او مدينتهم وهو ما قد يتعارض مع وجود مسؤولين مكترثين بمناصبهم ووجاهتهم بشكل يفوق اكتراثهم بتحقيق المنافع فترة وجودهم في مناصبهم.

الاستمرار في المناصب لن يكون إلا لما ينفع ولمن ينفع الناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى