أخبار عاجلةأخبار مصرأهم الاخبارالأدب و الأدباءالثقافةقرأت لك

الكاتب والأديب حمدى البطران يكتب عن النخبة والأدب فى مصر

النخبة والأدب في مصر

إختارت أمانة مؤتمر أدباء الأقاليم , الدكتور مصطفي الفقي , رئيسا لمؤتمر . وهي حرة في إختيارها , ولكن يجب أن ننسي أن الأمانة من المفترض أن تعبر عن رأي من إنتخبوها وهم جموع أدباء اقليم مصر كل محافظاتها .

ولا إعتراض لنا علي الدكتور الفقي , فهو ديبلوماسي , وسفير سابق , وسكرتير الرئيس الأسبق حسني مبارك , وعضو مجلس نواب أسبق , وحاصل علي الدكتوراه في العلوم السياسية , عن دور مكرم عبيد في السياسة , وكان متحدثا لبقا في البرامج حوارية في القنوات التليفزيونية , وكان يقدم برنامج تليفزيوني اسمه الفرص الضائعة , وسارد جيد لنوادر الرئيس مبارك في الحكم , ولكننا لم نعرف أبدا أنه كان كاتبا أو اديبا , أو حتي شاعرا , هو ينتمي الي فئة النخبة , اي القريبين جدا من مراكز صنع القرار , ولأجل هذا السبب إختاروه أمينا عاما لمكتبة الأسكندرية , بكل مميزاتها المادية والعينية , وبكل ثقلها الثقافي والأدبي الدولي , وزخمها في المجال الثقافي , وهي مكافأة نهاية خدمة سخية لرجل أدي دوره كاملا في السياسة والديبلوماسية , ومنذ إختياره إبتعد أدباء مصر عن مكتبة الأسكندرية , واصبحت حكرا علي مدينة الإسكندرية , وأصبحت بالنسبة لهم كمكتبة عادية في حي شعبي , بل وصارت لشلة اصدقاء ومنسوبي مجلس إدارتها .

كما لم يعرف عن الفقي أنه ابدي اعتراضا أو وقع بيانا أو حتي  ناصر كاتبااو اديبا في اي قضية من القضايا التي تهم الأدباء , أو دافع عن حق كاتب في التعبير عن رأيه . أو حضر ندوة من ندوات الأدب والشعر , التي يرتادها الأدباء , ولكنه دائما ينتسب الي النخبة التي تختبئ خلف مراسم الرسميات .

ولا أعرف كيف سيكون موقفه وهو يرأس مؤتمر يتحدث عن مشكلات وقضايا الإبداع في أقاليم مصر , وهو لم يجلس أبدا مع كاتب أو أديب من تلك الأقاليم , ولا يعرف شئ عنهم .ولا اهتمامتهم ولا مشاكلهم .

لأجل هذا نقول أن الدكتور مصطفي الفقي يمثل النخبة السياسية , ولا يمثل النخبة الأدبية في أي مستوي من مستوياتها .

أما عن اللجنة التي إختارته , فلابد أن نعلم أنها وصلت لأمانة المؤتمر بإنتخابات أبسط ما يقال عنها أنها شللية , تتعامل بمبدأ ” ننتخبك هذة المرة وتنتخبنا في المرة القادمة ” , فلا يوجد أي قيد يمنع إنتخاب أي عضو في الأمانة , حتي لو لم يكن قد نشر غير العشرة قصائد التي نشرها ليكتسب عضوية نادي الأدب الذي رشحه , كما أنه لا يشترك حصوله علي جوائز أو نشره عدد معين من كتب الأدب , ومن النادر أن يتسلل إلي أمانة مؤتمر أدباء الأقاليم , كاتب أو شاعر معروف له ابداع يرشحه , دون أن يمر بتلك الشللية , إنها الشللية البغيضة التي أبتليت بها الثقافة في الأقاليم في عصورها المتأخرة , والتي أبعدت كبار الأدباء الجادين , والمعروفين عن ساحتها , واحتلها أنصاف الكتاب , وتلك اللجنة ايضا تختار المكرمين من ادباء الأقاليم , وتختار كاتبة لتكريمها , كما تختار من يحضر المؤتمر , ويمكن مراجعة اسماء المكرمين , ممن كرمهم هذا المؤتمر في دوراته السابقة لنكتشف ان من تم تكريم هم في أول طريق الأدب  ,  لأجل ذلك هم منفصلون عن الواقع الثقافي الحقيقي , ويجهلوه تماما , ولا يعرفون من هم الأدباء الكبار الذين يمكن أن يكون لهم شرف رئاسة مؤتمر كهذا .

كان هناك 7 مرشحين غيره، بينهم , د.جابر عصفور  ود.هدى وصفي ود.يوسف زيدان ومحمد محمد الشهاوي، حصلوا جميعًا على 3 أصوات، وحصل الفقي على 18 صوتًا وحده، !!

 

 

احمد فتحي رزق

المشرف العام
زر الذهاب إلى الأعلى