الأدب و الأدباء

وقالى بأحبك

الاعلامى
سمير المسلمانى
وقالى بأحبك لم اكن ادرك ان كلمة احبك لها هذا الوقع اللذيذ الا عندما سمعتها منه ..ومع انه نطقها بصعوبة بالغة وحاول جاهدا ان يخرج كل حروفها بنفس صعوبة النطق الا انها اثلجت صدرى وجعلتنى اطير وارتفع الى عنان السماء ..وفور ان سمعتها وجدتنى ارتمى فى حضنه واقبل كل ماتصل اليه شفتاى العاشقتان له ..ولاانسى ابدا سعادته بردة فعلى وانامله وهى تعبث فى شعرى وتربت على كتفى ،واتذكر ايضا قلبه ونبضه العالى الذى اوقد نبضات قلبى ..لن انسى هذا اليوم الذى لم اكن اتوقعه ولم اخطط له ولم اتخيل للحظة انه سيقول انه يحبنى ..وايضا تسعفنى الذاكرة الان لتذكرنى بأننى لم اكن متوقعة ان ينطق هذه الجملة ويقولها متلعثما وحرجا ..ايضا اذكر نفسى بان وقع هذه الجملة غير حياتى كلها واخذنى اخذا من عالمى الى عالمه الذى يبدأ وينتهى عنده وفى احضانه وبين نبضات قلبه ..سمعت كلمة احبك كثيرا لا أنكر ولكن منه كان لها وقع نزول المطر على ارض قاحلة كادت تتصحر من فقر المطر ، بل ان احبك منه كانت فيض من حنان وبوتفة مشاعر وجديلة من شعر ملكة جمال الكون اهدتها لاحد رعاياها وهو قليل الشأن..اعترف بأننى طلبت منه مرارا وتكرارا ان يقولها مرة بل مرات اخرى ،وصرت احكى عنه واحدث الشجر والحجر والبشر عن اعترافه بحبى .لم تكن مجرد جملة قالها بل كانت اعادة تشكيل لثنايا عمرى ، لم تعد بعدها الحياة كلها تعنينى وليس لها عندى شأن فهو يقولها لى وتنطق شفاه بأغلى مايقال لمن هى مثلى ..كل الحروف تنجمد وكل المعانى تفرغ من محتواها وتظل جملة بأحبك هى ايقونتى ومدخراتى وعمرى ..كل مفرداته معى احتوتها كلمة بأحبك وكل عمرى انطلق بانطلاق هذه الكلمة التى قيلت فى توقيت لم اكن اتوقعه ولم احسب وقعه على قلبى الذى اهتزت غرفاته كلها فرحا وطربا عندما قال باحبك ..مرت على هذه الكلمة سنوات وكلما سمعتها من غيره اتذكره واتخيله واحتضن بقاياه فى قلبى وخيالى ومخيلتى وعمرى واهمس فى اذن الحياة واقول لها هل تتذكرى هذا اليوم عندما اعترف لى بحبه وهو لم يزل صغيرا لم يبلغ العامين او تخطاهم بشهر ؟ اقول لكل مكان من جسدى لمسه ابنى لاتنسى وقع انامله وتذكر دوما ان حبه لايضاهيه حبا ،امجد كان صغيرا وبريئا عندما كان اول ماقاله بعد مناداتى بماما انا احبك ، اتحدى العالم كله ان يوجد مثله ابنا فهو كان فريدا فى كل شىء طيلة الستة عشرة عاما التى عاشهم معى قبل ان يحزم امتعة الدنيا ويرحل ،حينما اعترف لى بحبه كان يريدنى الا انسى ابدا انه صاحب السبق بين اخيه واخته فى ذلك الشأن ، وعندما كنت اطلب منه عندما كبر ان يرددها كان يقولها سلوكا وعملا ،كان نبراس حياتى وجليسى وسامرى واملى كان ينصحنى رغم صغر سنه بالصبر دوما ولاادرى أكان يعلم ماسيحل بى بعد موته من الم ومن قهر من اقرب الناس اليا واليه ؟كان يداوم على جملة واحدة فى كل المواقف وهى ان الحياة دار فانية وكلها غرور اما الاخرة فهى الدوام والمستقر والخلود ،وكنت اداعبه واقول له بركاتك فيربت على كتفى ويرتمى فى حضنى كعصفور يختبأ من المطر بين ثنايا امه ويقول يااه ي يأمى باحبك ونفسى متبعديش عنى لحظة .كنت ارد عليه بضحك ودلال واقول مرتبطة فيصمت ويقول لى وكأنى يا أمى كنت اتمنى فى الحياة ان اجد مثلك فاحزن انا من لهجة الحزن واقول له ستجد الافضل والاحسن فيصمت وينهى حواره بان يعود الى حضنى ..فى خضم الحياة ومع التغيرات التى طرأت على حياتى وبيتى جاءنى فى حلم وقال لى صبرا ياامى فللزوجة الصابرة الجنة وبكيت امامه وارتميت فى حضنه فأشار الى مكان مترامى الاطراف ، وقال لى هذا ياامى بيتنا الابدى انتظرك فيه فلاتحزنى من افعال البشر وفوضى امرك لله فعنده العطاء الازلى ..صحوت من نومى ابحث عنه وانادى عليه ولكن بلا اجابة ولا رد ولا جدوى ولانفع ..فعدت اتذكر كلمة باحبك وفيها بكيت واخرجت كل مختزنات عمرى ..
زر الذهاب إلى الأعلى