اسليدرالأدب و الأدباء

آية محمد و قصيدة “محال”

بقلم المشتاقة إلي أبيها/
آية محمد مصطفي خليفة

نظرت إلي أيام عمري الماضية .
فوجدتها أنقضت كأنها حياة فانية .
نظرت إلي أيام طفولتي بعين آنية .
فطلبت منها الرجوع .
ولكن كيف لي أن أسأل ما هي .
إنها أيام سعادتي وهنائي ورخائي .
إنها أيام بهجتي وصفائي ونقائي .

ونظرت إلي أوقات قد أحتضنت فيها السماء .
نظرت إلي أوقات شعرت فيها بمرار العناء .

أحببت دوما أن أسأل سؤال .
هل لأيام طفولتي العودة .
فأجابت إنه محال .

فتمنيت عودة .
عودة إنسان قد أشتعل لفراقه القلب نارا .
وتداعت العين للقلب إنهيارا .
عودة إنسان لم يحرمني إياه قط .
عودة إنسان هاج البحر لغيابه موج .

فعلمت أنه محال .
محال رؤياه .
كيف لي ألا أطلب أحضانه؟
كيف لي ألا أشعر بحنانه؟
كيف لي ألا أبكي لفقدانه؟
بالرغم من علمي أنه محال.
محال رؤياه.

لست أدري متي اللقاء؟
ولم الفراق؟
ولكني تمنيت العناق .
تمنيت الالتقاء بين أعناق لا تعرف معني البغضاء.

أين أنت؟
أين أنت يا أبي؟
لتري ماذا حل؟ وماذا جري؟
قد أصبح في غيابك ذهب الأرض ثرا.
والياقوت طينا يشكل.
أين أنت يا أبي؟
لتري ماذا حل ؟ وماذا جري؟
أملقي أنت بين حبيبات الثري؟
بعد أن كنت طيرا ترنم.
أم بين أعناق السماء أصبحت تغنم .

خمسة أعوام من الفراق
ولكني أشتاق
رحماك يا ربي
رحماك

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى